اسلامياتالقران الكريم

آيات عن الابتلاء والاختبار

الابتلاء في القرآن الكريم

قال الله تعالى: لنبلوهم أيهم أحسن عملا” هي عبارة تعني أن البلاء هو اختبار وامتحان، وأن الله يختبر عباده بالنعم والخير والمصائب والمحن. يجدر بالذكر أن الخير والشر يعتبران اختبارات، ويمكن للإنسان أن يتعرض للمصائب والاختبارات عبر النعم والنقم. وعلى الرغم من أن مصاب الإنسان بالمصائب يعتبر بلاء، إلا أن النعم يمكن أن تكون أشد اختبارا له، وقد يغري الإنسان بأنها دليل على رضا الله له. وقد أشار الله إلى أن الكفار يظنون أن النعم هي خير لهم، ولكنها في الواقع تزيد إثمهم وتجلب لهم عذابا مهينا.

آيات قرآنية عن الابتلاء

خلق الله سبحانه وتعالى لنا الدنيا وما فيها، ومع كل متاع الدنيا الذي يحتويها، فهي ليست سوى داء بلاء واختبار لنا. وكل ما يصيبنا هو بلاء من رب العالمين، لأن الله يعلم من يقدم الشكر ويؤجر عليه، ومن يقدم الكفر. ولتخفيف عن ذنوبنا وتطهير الذنوب منها، يمتحن الله سبحانه وتعالى المؤمن على قدر طاقته وإيمانه. ولذلك، فإن القرآن الكريم والسنة الشريفة حثوا على الدعاء وقراءة القرآن لتخفيف الشدة والبلاء. وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على البلاء والتي تحثنا على الصبر بالدعاء، لأنها تمنحنا القوة والصبر لتحمل الشدة، ومن هذه الآيات الكريمة التي ذكرت في القرآن الكريم

  • في سورة آل عمران الآية 186 قال تعالى: ستُبتَلَونَّ في أموالكم وأنفسكم، وستسمعون من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا إذاً كثيرًا. وإذا تحملتم واتقيتم الله، فذلك من عزم الأمور.
  • في سورة البقرة الآية 155-157 قال تعالى: “سنمتحنكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، وبشر المؤمنين الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون.
  • في سورة البقرة آية 249 قال تعالى: فيما بعدما انتهى طالوت من تجهيز الجنود، قال: إن الله يختبركم بنهر، فمن شرب منه فليس من فريقي، ومن لم يشربه فإنه من فريقي أيضا، إلا من يأخذ يده في يده ويشرب منه. فشربوا من النهر عدد قليل جدا منهم. وعندما تجاوزوا النهر هم والمؤمنون الذين معهم، قالوا: ليس لدينا القوة اليوم لمواجهة جالوت وجنوده. فقال الذين يتوقعون مواجهة الله: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله. والله مع الصابرين.
  • سورة المائدة آية 94 قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ”.
  • سورة الأنعام آية 165 قال تعالى: وهو الذي جعلكم خلفاء الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبتليكم فيما آتاكم، إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم.
  • سورة الأعراف آية 163 قال تعالى: سئلوا عن القرية التي كانت حاضرة البحر عندما كانوا يعتدون في يوم السبت، حيث تأتي حيتانهم يوم السبت مفتوح الصيد ولا تأتي لهم في يوم آخر. وهكذا نبتليهم بما كانوا يفسقون.
  • سورة الأعراف آية 168 قال تعالى: وقطعناهم في الأرض أممًا، منهم الصالحون ومنهم دون ذلك، وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون.
  • سورة هود آية 7 قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ”.
  • في سورة النحل الآية 92 قال الله تعالى: “ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم، أن تكون أمة هي أربى من أمة، إنما يبلوكم الله به، وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون.
  • سورة الكهف آية 7-8 قال تعالى: إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا، وإنا لجاعلون ما عليها صعيدًا جرزًا.
  • في سورة النمل، من آية 38 إلى 40، يقول الله تعالى: “قال يا أيها الملأ، أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين؟” قال عفريت من الجن: “أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، وإني عليه لقوي أمين”. قال الذي يمتلك العلم من الكتاب: “أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك”. فلما رأى الملك العرش موضوعا بجواره، قال: “هذا من فضل ربي ليبتليني أشكر أم كفر، ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه، ومن يكفر فإن ربي غني كري.
  • سورة الأحزاب من آية 9-11 قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا، اذكروا نعمة الله عليكم، إذ جاءتكم جنود لم تروها، فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا، وكان الله بصيرا بما تعملون. إذ جاءوكم من فوقكم ومن تحتكم، وإذ اضطربت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وظننتم بالله ظنونا. هناك ابتلي المؤمنون وهزتهم هزة شديدة.
  • سورة محمد آية 31 قال تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ”.
  • سورة القلم من آية 17 -20 قال تعالى: “نَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ”.
  • سورة الفجر من آية 15-16 قال تعالى: يقول الله تعالى: `إذا ابتلي الإنسان بنعمة من ربه فإنه يشكر ربه ويعتبرها كرمًا منه، وإذا ابتلي بنقصان في رزقه ومؤنته فإنه يصبح يائسًا ويشكو حاله إلى ربه`.

الاختبار الإلهي

الاختبار والامتحان هما قانون إلهي يشمل كل الناس، ويشمل كل إنسان بلغ سن التكليف كموضع للاختبار والابتلاء، وحتى الأنبياء تعرضوا للاختبار ولقوا أشد البلايا، وذكر عند أبي عبدالله الصادق (ع) البلاء وما يخص المؤمن منه، فقال: “سئل رسول الله (ص) من أشد الناس بلاء في الدنيا فقال: النبيون ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلى المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن أعماله، فمن صح إيمانه وحسن عمله، اشتد بلاؤه، ومن سخف إيمانه وضعف عمله، قل بلاؤه.

تختلف أهداف وأنواع الاختبار والابتلاء بين الناس، فقد يبتلى الفرد بالفقر أو المرض أو الموت، وقد يختلف نوع وحجم الابتلاءات حسب إمكانيات وطاقات وتطلعات الشخص، وكل ذلك يأتي بحكمة وتقدير من الله عز وجل، وإن رحمة الله بعباده تكمن في ابتلائهم بالنعم والنقم حسب طاقتهم، لأن الله يريد لعباده النجاح، ولكن يشترط الإرادة والاختيار الصحيحين، ويحتاج النجاح إلى الجهد والعمل.

آيات الصبر والاحتساب

الصبر هو العلاج الأول لمواجهة الابتلاء، وحثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز على الصبر، وهو الباب الذي يكسبنا الأجر والثواب يوم القيامة، ومن الآيات التي تحث على الصبر:

  • قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ.
  • قال تعالى: : ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ .
  • قال تعالى: سنختبركم بشيء من الخوف والجوع والنقص في الأموال والأنفس والثمار، وبشر المتحملين الصعاب، الذين إذا أصابتهم مصيبة يقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المستقيمون.

آيات لدفع البلاء

يتعين علينا أن نتحلى بالصبر والدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى وقراءة آياته الكريمة لدفع البلاء، لأن التمسك بطاعة الله هو الحل الوحيد لحل جميع المشاكل وتخفيف الضغوط وتسهيل الأمور. بالإضافة إلى أن الآيات الكريمة هي الحل الأمثل لتحقيق الاستقرار والتحسن في الأوضاع والظروف

  • يقول الله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا  * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.
  • وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا .
  • قال تعالى: لو كان أهل القرى آمنوا واتقوا، لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكنهم كذبوا، فأخذناهم بما كسبوا.
  • قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا .
  • قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى