يوسف بن عبد الرحمن الفهري آخر ولاة الدولة الأموية
يوسف عبد الرحمن الفهري هو آخر والي للأندلس وعاش في فترة سقوط الدولة الأموية ونشوء الدولة العباسية، وحقق العديد من الإنجازات خلال فترة ولايته، وسنتناول تفاصيل أكثر عن يوسف عبد الرحمن الفهري.
نبذة عن يوسف عبد الرحمن الفهري
اسمه الكامل هو يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري، ولد في عام 711 م، وجده عقبة بن نافع فاتح بلاد المغرب العربي، الذي بنى مدينة قيروان، وكان واليا على أفريقيا، ووالده عبدة الرحمن كان ضمن الجيش الذي دخل الأندلس، وحاول الوصول إلى الإمارات، وعندما فشل هرب إلى أفريقيا، وتولى يوسف نفسه أربونة في عهد الملك بن قطن، وخاض العديد من المعارك مع الإفرنج، وأستولى فيها على آرل وأفينيون.
ولاية يوسف عبد الرحمن الفهري
بعد وفاة ثوابة بن سلامة الجذامي، نشب خلاف بين أربعة من أهل الأندلس، وتولى القاضي عبد الرحمن بن كثير اللخمي السلطة في تلك الفترة، وبعد ذلك انتقلت السلطة في النهاية إلى يوسف عبد الرحمن الفهري، وتم الاتفاق بينه وبين حليفه الصميل بن حاتم على تناوب الولاية بينهما كل سنة، ولكن يوسف عبد الرحمن الفهري لم يلتزم بهذا الاتفاق بعد انتهاء السنة، مما أثار اعتراض يحي بن حريث الجذامي على هذا الأمر.
شهدت فترة حكم هذا الولاة العديد من الاضطرابات، وقد ساعد بيلايو بشكل كبير في ذلك الوقت، وشارك في قتال المسلمين بين بعضهم، حيث خرج وأخذ سيطرته على كورة أستورياس، كما وجه الصميل واليًا على الثغر الأعلى، وكان معظم سكانه من اليمنيين، حتى استطاع أن يحكم ويسيطر عليه.
– وبدأ يوسف عبد الرحمن الفهري في ضبط الشئون الداخلية للبلد فقام بمراجعة السجلات، وأعاد تقسيم الأندلس مرة أخرى من الناحية الإدارية، إلى خمس ولايات كما كانت في السابق ، و ساهم في تنظيم الجيش وأرسل الحملات إلى قتال البشكنس والقوط، الذين كانوا أخذوا بعض المناطق أثناء فترة الاضطرابات في الأندلس.
هُزم جيش يوسف عبد الرحمن الفهري أمام الفرنجة في سبتمانيا، وواجه يوسف العديد من الثورات الداخلية الكبيرة، لكنه نجح في قمعها، وجمع بعد ذلك عددًا كبيرًا من المضاربين واليمانيين، وعندما بدأ يوسف في مطاردة الفارين إلى الشمال، تحالف مع الحباب بن رواحة الزهري.
ثورة يوسف عبد الرحمن الفهري على الداخل
بعد هزيمتهما في معركة المصارة، هرب يوسف والصميل، وتوجه يوسف إلى طليطلة وصمويل إلى جيان، بينما توجه عبد الرحمن بن يوسف الفهري إلى قرطبة واحتل قصر الإمارة وأسر عثمان مع بعض نساء عبد الرحمن بن معاوية.
عندما علم عبد الرحمن بن معاوية بذلك، عاد على وجه السرعة إلى قرطبة، وهرب يوسف إلى أبيه، وغادر عبد الرحمن إلى البيرة، وحاصر يوسف والصميل لضمان وفاءه بعهده، وإطلاق سراح عبد الرحمن لخالد بن زيد، في مقابل إطلاق سراح يوسف لأبي عثمان.
– تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في العام 140هـ، وانتقل يوسف وعبد الرحمن وصمويل إلى قرطبة في الأندلس، وعمل عبد الرحمن على تقدير يوسف ومكانته، ولكن لم يمر وقت طويل حتى ثار يوسف مرة أخرى على عبد الرحمن، وانتقل يوسف إلى إشبيلية وحاصرهم وتقاتل مع عبد الملك وابنه، وهزم يوسف وتفرق مع أتباعه، وهرب سويف ولكنه قتل على يد عبد الله بن عمر الأنصاري.