يعقوب المنصور الموحدي بطل معركة الأرك بالأندلس
يعقوب المنصور الموحدي هو ثالث خلفاء دولة المغرب العربية الموحدة، وعهده مليء بالمشاريع الكبيرة مثل بناء مسجد مراكش ومسجد حسان في الرباط العاصمة المغربية. وسيتم تناول تفاصيل أكثر حول حياة يعقوب المنصور الموحدي.
نبذة عن يعقوب المنصور الموحدي
يعقوب المنصور الموحدي ولد في عام 1160 م في دولة المغرب، وقد احتضنه ابن راشد وحماه في بلاطه، وشارك في معركة الأرك الشهيرة التي انتصر فيها على الملك القشتالي الفونسو الثامن، وبعد هذا النصر، حصل على لقب المنصور بالله. كان يعقوب المنصور الموحدي يتبع عائلة العبدلاوي في مدينة فاس في المغرب الأقصى، وكانوا من أهل الديانة والخير، وكانت هذه العائلة تضم علماء وفقهاء وشيوخ. وكان يعرف يعقوب المنصور الموحدي بأنه صافي السمرة، جميل الوجه، أفوه العين، شديد الكحل، ضخم الأعضاء، جهوري الصوت، ومن أصدق الناس وأحسنهم حديثا.
تولي يعقوب المنصور الموحدي السلطة
بعد وفاة والدة أبي يعقوب يوسف في عام 1184، اجتمع المشايخ الموحدين وعيّنوا يعقوب المنصوري لتولي السلطة، وبايعوه بأنه أمير المؤمنين مثل أبيه، وأطلق عليه لقب المنصوري.
رسالة صلاح الدين الأيوبي ليعقوب المنصور الموحدي
بعدما حرر صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس، تجمع الفرنج من كل مكان، وانتشرت الإشاعات حول بيت المقدس، وقام الفرنج باعتراض أسطول صلاح الدين، ولكنهم لم يستطيعوا مواجهته بسبب قوة جيش صلاح الدين الأيوبي.
خلال هذا الوقت، قام صلاح الدين بإرسال رسالة إلى المنصور يطلب فيها مساعدته في مواجهة الفرنجة بتزويده بالأساطيل الحربية. وفي ذلك الوقت، كان المنصور متواجدًا في الأندلس بينما وصل الرسول إلى المغرب، لذلك قام المنصور بانتظاره وتسليمه رسالة صلاح الدين الأيوبي.
– وكان نص الرسالة إلى فقير إلى الله تعالى (يوسف بن أيوب) وبعد، الحمد لله الذي استعمل على الملة الحنيفة من استعمر الأرض وأغنى من أهلها من سأله القرض وأجرى على يده النافلة والفرض وزين سماء الملة بدرارى الذراري التي بعضها بعض) ، ولكن المنور بعد ما قرأ الرسالة لم تعجبه في نفسه، ورد الرسول إلى صلاح الدين بدون أن يبعث معه رد.
نبذة عن معركة الأرك
جمع الفرنج بعضهم حتى وصلوا إلى أعداد كبيرة، ثم ذهبوا إلى يعقوب المنصور، وعندما علم يعقوب بمجيئهم، وأنهم بأعداد كثيرة، توجه نحوهم بجيشه والتقوا في قرطبة بالقرب من قلعة رباح، وكان ذلك في يوم التاسع من شهر شعبان عام 591 هجري / 1195 ميلادي.
– ووقع القتال بين الفرنج وبين جيوش يعقوب المنصور، وصبر الرجال على الحرب وبرزت الأبطال، فأمر يعقوب المنصور الفرسان الموحدين أن يحملوه فوق الفرس، ففعلوا ذلك، وانهزم الفرنج في هذه المعركة التي قادها يعقوب المنصور ، غنم المسلمون من هذه المعركة مغانم كثيرة، منها دروع، ودواب باختلاف أنواعها، وكانت هذه من أشهر المعارك التي قادها يعقوب المنصور وكان النصر له.
وفاة يعقوب المنصور
عند وصول المنصور إلى مراكش، أمر بالاستعداد للتوجه إلى بلاد أفريقيا، واجتمع مع مشايخ الموحدين، وأفادوا أنهم قضوا فترة طويلة في بلاد الأندلس تصل إلى خمس سنوات، وأرادوا أخذ إجازة في عام 1198م. وافق المنصور على ذلك.
– واختلف الرواة في ذلك، فبعض منهم قال أنه ترك ما كان فيه وساح في الأرض حتى وصل إلى الشرق حتى مات ، وبعض منهم قال أن فترة حكمه قد انتهت ووصل إلى بلاد الشام ودفن في لبنان ، ومنهم من قال أنه توفى لما رجع إلى مراكش، وأمر رجاله الشيوخ لما شعر باقتراب الوفاة قال رسالة تضمنت الآتي:
“أيها الناس، أوصيكم بتقوى الله تعالى وبالأيتام واليتيمة.” قال أبو محمد عبد الواحد: “يا سيدنا يا أمير المؤمنين، ومن الأيتام واليتيمة؟ ، وإياكم والغفلة فيما يصلح بها من تشييد أسوارها وحماية ثغورها وتربية أجنادها وتوفير رعيتها. ولتعلموا أعزكم الله أنه ليس في نفوسنا أعظم من همها، ونحن الآن قد استودعنا الله تعالى وحسن نظركم فيها، فانظروا أمن المسلمين وأجروا الشرائع على منهاجها”.