ولادة بنت المستكفي شاعرة الأندلس
ولدت بنت محمد بن عبد الرحمن المستكفي، [994 – 1091]، أميرة أندلسية وأشهر نساء الأندلس، وكان والدها الخليفة المستكفي بالله، واشتهرت كشاعرة أندلسية لها قيمة عالية، وأصبحت أكثر شهرة بسبب قصة حبها المشهورة مع الشاعر العربي ابن زيدون، والتي انتهت بالفراق وعدم زواج تلك الشاعرة ذات المشاعر الفياضة، وظلت هذه القصة تعتبر من أشهر القصص الرومانسية في التاريخ الأندلسي.
من هي ولادة بنت المستكفي ؟
هي ولادة بنت الخليفة محمد بن عبدالرحمن المستكفي بالله، اشتهرت بجمالها الفتان حيث ورثت عن أمها وهي جارية إسبانية العيون الزرقاء والشعر الأصهب والبشرة البيضاء، كذلك اشتهرت بالشعر فكانت تحضر مجالس الشعراء وتنافسهم فيه، عاشت حياة اللهو والترف بعد وفاة أبيها حتى أنها جعلت دارها ملتقى للأدباء والشعراء، كانت ولادة هي أول من رفعت الحجاب في الأندلس في دعوة للتمرد والعصيان على أي قيود، حتى وقعت في حب ابن زيدون الذي افتتن بجمالها وحبها، وهو شاعر حتى أن قصة حبهم كانت مضرب للمثل.
ابن زيدون وحبه للعلم والشعر :
نشأ ابن زيدون في بيت حسب ونسب وعلم ومال كان أبوه قاضيًا رفيع الشأن والجاه فاهتم بتعليم ابنه إلا أن الموت داهمه وما زال ابن زيدون صغيرًا مما جعل الولد يتمسك بالعلم تحقيقًا لوصية والده وإرادته في بلوغه أرفع المقام، تعلم ابن زيدون الكثير من المعارف والعلوم حتى أصبح أشهر شعراء الأندلس
كان شعر ابن زيدون مميزًا بعزة النفس، حيث لم يمجد أحدًا إلا بوضع نفسه في مجده. وكانت قصائده متنوعة بين الغزل والمدح والرثاء والهجاء، وعلى الرغم من علمه الوفير، إلا أنه استمر في الاستزادة من العلم يومًا. وتعرض أبن زيدون لمحنة شديدة وترك قرطبة بعد رحلة طويلة ومعظمها قضاه في السجن.
ولادة بنت المستكفي وابن زيدون :
تعد قصة الحب بين ولادة وابن زيدون إحدى تلك القصص الحالمة والمشهورة التي بدأت داخل حدائق قرطبة وهناك حيث انطلق فيض من الشعر في جمال تلك الفاتنة ولادة حتى قال فيها ابن زيدون العاشق:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله كأنما رق لي فاعتل إشفاقا
لم يكن مصير قصة الحب أن تستمر كمعظم قصص الحب العاطفية الحماسية، حيث انحرف اهتمام العاشق نحو جارتها، مما جعل ولادة تشعر بالإهانة بسبب نظرة حبيبها لشخص أدنى منها اجتماعيًا، فقالت:
لو كنت تنصف في الهوى بيننا لم تهو جاريتي ولم تتخير
وتركت غصنًا مثمـرًا بجمـاله وجنحت للغصن الذي لم يثمر
وبهذه الأبيات أنهت ولادة قصة الحب بينها وبين ابن زيدون لترتبط بالوزير عبدوس ذلك الرجل الكاره والحانق على ابن زيدون على الرغم من اعتراف ابن زيدون من أنه لا زال هائمًا بها وبحبها، تركت بعدها بفترة الوزير ابن عبدوس على الرغم من رفضها العودة لابن زيدون وظلت ولادة بعدها بدون أي زواج حتى ماتت في عام 1091م.