هل المضادات الحيوية تضعف المناعة ؟
الأمراض التي تصيب جسم الإنسان كثيرة ومختلفة ، وكل مرض يلزمه علاجآ فعالآ وجيدآ للقضاء على المرض وعلاجه بشكل نهائي ، والمضادات الحيوية هي أهم العلاجات الموجودة في مجال الطب بشكل عام ، فالأمراض التي يمكن علاجها بالمضادات الحيوية لا حصر لها ، ويعتمد الأطباء في مختلف التخصصات الطبية على المضادات الحيوية أيضآ ، فهي لا غنى عنها لعلاج الكثير من الأمراض والمشكلات الصحية .
ما هي المضادات الحيوية : تعرف المضادات الحيوية بأنها أدوية ذات فعالية وكفاءة عالية تعالج العدوى البكتيرية، بما في ذلك العدوى التي قد تكون قاتلة للمرضى، وتستخدم أيضا في حالات معينة من الفيروسات التي تدخل الجسم وتشكل تهديدا لحياة المرضى، وتسبب أمراضا خطيرة في أعضاء الجسم المختلفة. الأمر المهم هنا هو استخدام المضادات الحيوية بشكل صحيح في علاج الأمراض، لأن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية يؤدي إلى تعقيدات وأضرار صحية خطيرة للمرضى .
الأمراض التي تعالجها المضادات الحيوية :
تستخدم المضادات الحيوية لعلاج أنواع مختلفة من العدوى، ومن بينها:
1 – التهاب الحلق واللثة .
2 – بعض مشكلات الأسنان .
3- العدوى البكتيرية التي تؤثر على الأذن .
4 – الجيوب الأنفية .
5 – بعض أنواع العدوى الجلدية .
– 6 – عدوى شغاف القلب والصمامات القلبية .
يمكن علاج العديد من الأمراض بالمضادات الحيوية، ولكن هناك بعض الأمراض التي يحذر الأطباء دائمًا من علاجها بالمضادات الحيوية، مثل:
1 – الأنفلونزا .
2- التهابات الحلق التي لا تسببها البكتيريا .
3 – إلتهابات الأذن غير البكتيرية .
4 – حالات السعال ، ومشكلات التنفس .
5 – إلتهابات المعدة والأمعاء .
المشكلة المتعلقة بالمضادات الحيوية هي كيفية استخدامها، حيث يسيء الكثيرون استخدام المضادات الحيوية، ويتلجأ البعض عند إصابتهم بأي مرض أو مشكلة صحية إلى استخدام المضادات الحيوية دون استشارة طبيب متخصص لمعرفة ما إذا كان المضاد الحيوي مناسبا أم لا، وما هي الجرعة المناسبة، وهل يسبب ضررا على صحة المريض أو لا .
حذرت منظمة الصحة العالمية في عام 2013 من خطر استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي دون استشارة طبية. يجب أن يكون الطبيب المعالج المختص هو الشخص الوحيد القادر على تحديد نوع الدواء المناسب للمريض استنادا إلى التشخيص الطبي والتحاليل المخبرية. وبالتالي، يقرر الطبيب ما إذا كانت حالة المريض، سواء كان طفلا أو بالغا، تتطلب استخدام مضاد حيوي أم لا. بالرغم من أن المضادات الحيوية تعتبر العلاج الأكثر فعالية لعدة أمراض، إلا أن استخدامها بطريقة غير صحيحة أو بدون حاجة قد يتسبب في آثار ضارة كبيرة على صحة المريض الذي يتناولها. أظهرت الدراسات الحديثة أن الاستخدام غير السليم للمضادات الحيوية لا يؤثر فقط على الجهاز المناعي، بل قد يدمره تماما .
المضادات الحيوية والجهاز المناعي : جسم الإنسان يحتوي على الجهاز المناعي، الذي يعمل كدرع واق للحماية من أمراض مختلفة وخطيرة. يعمل الجهاز المناعي بجهد طوال الوقت كحارس مخلص للجسم، حيث يتعقب أي جسم غريب يدخل الجسم ويقوم بتدميره والتخلص منه. عند تعرض هذا الجهاز الحيوي للأذى أو التلف، يصبح جسم الإنسان عرضة لمجموعة متنوعة من الفيروسات والبكتيريا التي قد تؤدي إلى وفاته في وقت قصير .
تناول الأدوية المضادة للبكتيريا بشكل عشوائي يسبب تدمير الجهاز المناعي في الجسم. فتناول الأدوية المضادة للبكتيريا غير المناسبة أو بجرعة زائدة يؤدي إلى قتل البكتيريا داخل جسم المريض بشكل عشوائي، مما يؤدي إلى قتل البكتيريا الضارة والنافعة على حد سواء، والتي يعتمد الجسم عليها بشكل كبير. وقتل تلك البكتيريا يسبب اضطرابا كبيرا. على الرغم من أن الأطباء يصفون الأدوية المضادة للبكتيريا بأنها منقذة للجنس البشري، إلا أنها قد تتسبب في إلحاق الضرر بكثيرين نتيجة استخدامها بطريقة خاطئة .
وقد وصل الأمر إلى تأكيد بعض الدراسات أن تناول المضادات الحيوية بشكل ضار وإيذاء الجهاز المناعي هو البوابة الأولى للإصابة بالسرطان ، حيث يضعف الجسم وتضعف مقاومة الجهاز المناعي لأي مرض يهاجمه ، وقد يصل الأمر إلى أن في حال إصابة الشخص بمرض بكتيري تفقد المضادات الحيوية قدرتها على علاج مرضه نتيجة إفراطه في استعمالها .
يجب تجنب استخدام المضادات الحيوية بدون استشارة طبيب مختص، حيث يمكن للطبيب تحديد ما إذا كان المضاد الحيوي مفيدًا أو لا، وما هي الجرعات المناسبة، وهذا يحافظ على صحة المريض وقوة جهازه المناعي .