هل الذكاء صفة ” وراثية ؟ ” ام مكتسبة
أثر الوراثة والبيئة على الذكاء
الذكاء هو صفة تميز الفرد عن الآخرين، ويعني قدرة الإنسان على الفهم والابتكار والتفكير المجرد والتعلم والإنجاز، ويختلف معدل الذكاء من شخص إلى آخر، ويعتمد على بعض الأشياء التي سنذكرها، على الرغم من أن العلماء قد بذلوا نفس الجهود في البحث.
ومع ذلك، لاحظ العديد من الآباء اختلافًا في معدل النجاح والإنجاز بين أطفالهم وزملائهم في الفصل، مما يجعلهم يعتقدون أن الذكاء هو سمة لا يمكن تحقيقها .
الذكاء والعوامل : الذكاء هو عبارة عن مجموعة من الخصائص الموروثة والمكتسبة، وهو وراثي لأنه ينتقل من خلال الجينات الموجودة على الكروموسوم (X)، على الرغم من أنه يحمل على كروموسوم مرتبط بالأب؛ لأنه كروموسوم الذكر (XY)، وهو الكروموسومات التي تحملها الأم (XX)، مما يجعل الأم أكثر فاعلية عند نقل الجين الذكي إلى الطفل وهذا يوضح تأثير العمل الوراثي على الذكاء.
فيما يتعلق بتأثير البيئة، يعود ذلك إلى حقيقة أنه إذا كانت البيئة مناسبة، فإن العقل لديه القدرة الدائمة على الاكتساب والتطور، وأفضل الفئات العمرية التي تعزز التفكير والتركيز هي الفئة العمرية الأولى.
أنواع الذكاء
- الذكاء اللغوي: يعني ذلك القدرة على تعلم اللغة والتعبير عن الأفكار باستخدام اللغة.
- الذكاء الموسيقي: القدرة على تمييز الألحان المختلفة وإنتاجها.
- الذكاء المنطقي: هي القدرة على حل المشكلات بناءً على مبادئ وأسس كل نظام.
- الذكاء المكاني: هي القدرة على فهم المسافات والفضاءات والأشكال الهندسية والخطوط.
- الذكاء الحركي: يشير اللياقة البدنية إلى القدرة على تنفيذ حركات مختلفة باستخدام الجسم، وهي مهارة يعتمد عليها الرياضيون.
- الذكاء العاطفي أو الشخصي: تشمل الذكاء العاطفي القدرة على فهم الذات والقدرات التي ترتبط بها والاهتمامات المختلفة وفهم النقاط الضعف والمشاعر والرغبات الشخصية.
- الذكاء الاجتماعي: هو القدرة على فهم الحديث ومشاعر الأشخاص الآخرين، وأيضًا فهم نواياهم وعواطفهم.
- الذكاء الطبيعي: يتضمن تعلم البيئة الطبيعية ومكوناتها، مثل النباتات المختلفة، والصخور والمعادن.
طرق تعزيز الذكاء
يمكن تعزيز الذكاء من خلال التمارين البدنية، على سبيل المثال: تشمل طرق تدريب العقل على الركض والتفكير بطرق جديدة والقيام بأشياء غير تقليدية، مثل اكتشاف طرق جديدة للدراسة أو العمل، أو السفر إلى أماكن جديدة، أو الانخراط في أنشطة فنية جديدة.
يمكن للضحك أن يخفف الضغط النفسي والتوتر، وكل ذلك سيكون له تأثير إيجابي على الأفكار والتفكير، تناول زيوت أوميجا 3 الموجودة في بذور الكتان والأسماك وأشجار الجوز وتقليل تناول الدهون على سبيل المثال، انظر إلى الصور القديمة لاستعادة الذكريات وتذكرها، وحل الألغاز ، مثل: الكلمات المتقاطعة.
تأثير البيئة المحيطة علي معدل الذكاء
يمكن أن يتساءل البعض حول أيهما أكثر تأثيرا على الإنسان، الوراثة أم البيئة. والإجابة هي أن البيئة تؤثر على شكل الدماغ وتشكيله العصبي، وعندما ينضج الدماغ ويتفاعل مع البيئة في مراحل الحياة المبكرة، فإن هذه الفترة تكون حساسة للأحداث الخارجية، وقد تؤثر سلبا على نمو الدماغ وذكائه إذا تعرض الطفل للإهمال أو الصدمات العاطفية أو الإجهاد المزمن أو أي شكل من أشكال الإساءة.
قد تستمر عواقب ذلك في مراحل الحياة اللاحقة، على سبيل المثال، فإنّ التفاعل العاطفي الإيجابي بين الطفل والوالد يحفّز الدماغ، وبالتالي يعزّز أمنه العاطفي واستقراره النفسي، وهو ما ينعكس في طريقة تفاعل الدماغ لاحقًا مع البيئة المحيطة، والعكس صحيح.
لذلك، يمكن القول أن هذا يشبه حلقة مغلقة، حيث تؤثر البيئة نفسها على تشكيل الدماغ وتكوين جهازه العصبي، وبعد البلوغ يبدأ الدماغ في التفاعل مع البيئة وإدراكها، ويظهر تأثيرها في المراحل الأولى من الحياة.
منذ ما يقرب من قرن من الزمان، تعتبر الذكاء السمة السلوكية الأولى التي تمت دراستها باستخدام التصاميم الجينية الكمية الناشئة (مثل دراسات التوائم والتبني)، وأظهرت العديد من الدراسات تأثير الوراثة والبيئة على الذكاء. وقد أظهرت هذه الدراسات أن للوراثة تأثيرا كبيرا على الاختلافات في الذكاء الفردي، وأصبح الذكاء هدفا لدراسات علم الوراثة الجزيئية التي تسعى لتحديد الجينات المسؤولة عن وراثة الذكاء.
يظهر من الأبحاث والنتائج أن التأثيرات الجينية والبيئية تلعب دورا هاما في تحديد درجات معدل الذكاء ، بالإضافة إلى الجدل حول الطبيعة الأساسية للذكاء ، ويقضي علماء النفس الكثير من الوقت والطاقة في مناقشة التأثيرات المختلفة على الذكاء الفردي ، وتتركز المناقشة حول سؤال رئيس في علم النفس ، وهو ما هو الأكثر أهمية ، الطبيعة أم التنشئة
وبالمثل، هل تلعب الجينات أو الذكاء دورًا أكبر في تحديد الذكاء؟ اتفق علماء النفس اليوم على أن كلا من علم الوراثة والبيئة يلعبان دورًا في تحديد الذكاء، ومن الضروري تحديد مقدار كل عامل ، و أحد الأشياء المهمة التي يجب ملاحظتها حول علم الوراثة للذكاء هو أنه لا يتم التحكم فيه بواسطة “جينات الذكاء”
يتفق علماء النفس اليوم على أن كلًا من علم الوراثة والبيئة يلعب دورًا في تحديد مستوى الذكاء.
من الأمور المهمة التي يتعين ملاحظتها في علم الوراثة الذكي أنه لا يسيطر عليه جين واحد، بل ينتج عن تفاعلات معقدة بين العديد من الجينات، ومن ثم يتعين الانتباه للتفاعل بين الوراثة والبيئة لتحديد الطريقة الدقيقة التي يتم بها التعبير عن الجينات الوراثية .
على الرغم من ولادة الطفل بجينات معينة، فإن تربيته في بيئة فقيرة لا توفر التغذية الكافية وفرص التعليم الجيدة، قد تؤثر سلباً على درجة ذكائه.
هل الذكاء من الصفات الوراثية التي يكتسبها الانسان
الذكاء هو المعرفة التي يكتسبها الإنسان من البيئة المحيطة به، وتلك الصفات ليست موروثة ويمكن أن تنتقل إلى الشخص من خلال التعلم. الصفات غير الوراثية التي ليس لها علاقة بالأسرة، مثل تعلم الكتابة أو القراءة أو اسمرار البشرة جراء التعرض المفرط لأشعة الشمس، يمكن للطفل اكتساب بعض المهارات من خلال المدرسة أو الحضانة، عندما يلتقي بأطفال آخرين، يمكن لكل طفل اكتساب بعض المهارات والصفات من زملائه، وهنا نشرح الاختلاف بين الصفات الموروثة والصفات المكتسبة التي يحصل عليها الطفل من بيئته .
يطرح العالم البيولوجي جيمس واتسون الذي يبلغ من العمر 75 عاما ويشغل منصب رئيس مختبر كولد سبرينغ هاربور في نيويورك سؤالا: هل الغباء وراثي؟ والإجابة هي أن الغباء هو مرض وراثي. وشدد على أهمية حث العلماء على دراسة الأسباب والبحث عن حلول أو علاجات مناسبة لأن انخفاض معدل الذكاء وعدم المعاناة من أمراض عقلية مثل التوحد أو الاضطرار إلى علاج الاختلال العقلي.
وأوضح أن دور العلماء، وخاصة علماء الأحياء وخبراء علم الوراثة، هو عزل وتحديد الجينات التي تحدد ذكاء الشخص وتطوير طرق للمساعدة في تقليل هذه الظاهرة. وأكد واتسون أن الآباء بحاجة إلى توفير وسيلة لتحسين ذكاء الأطفال ومساعدتهم في هذا الشأن. وشدد على أنه كان المؤسس لمشروع الجينوم البشري الذي يدرس مستقبل علم الوراثة.