نصائح للإهتمام بالصحة النفسية والإستمتاع بالحياة
الصحة النفسية هى نوع متخصص من الطب النفسي والتي تركز على الجسم بوجه عام بدلاً من التركيز على العقل فقط، حيث يقوم طبيب الصحة النفسية بتطوير إستراتيجية علاج بناءًا على تأثير العوامل النفسية والبيولوجية والإجتماعية على صحة الشخص العقلية والبدنية بوجه عام، وفي هذه السطور نقدم نصائح لحياة أفضل مع التمتع بصحة نفسية وعقلية جيدة.
1-العوامل التي تتحكم في الصحة النفسية: يعتقد الجميع أن الحالة النفسية تعتمد في الأساس على الدماغ، ويظن الكثيرون أن الأمراض العقلية تنشأ بسبب خلل في كيمياء المخ، ولكن الجسم هو شبكة معقدة من الأجهزة المتصلة ببعضها البعض.
يعد الاهتمام بصحة الجسم المفتاح الرئيسي للحفاظ على الصحة النفسية، ولا يعني ذلك اتباع حمية ريجيم قاسية أو الجري في ماراثونات، ولكنه يتضمن تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث تشير الدراسات إلى وجود ارتباط بين الصحة العقلية وممارسة الرياضة.
2-الإهتمام بالحياة الإجتماعية: يبدو أن بعض العوامل الاجتماعية تؤثر على الصحة النفسية للإنسان، فالإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي يحب التواصل مع الآخرين، وكانت الخطابات والهواتف وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية في الماضي، ولكن اليوم يوجد عدد لا حصر له من وسائل التواصل الاجتماعي.
على الرغم من وجود بعض المواقف الاجتماعية التي قد تسبب التوتر والقلق للأفراد، إلا أن الإنسان يحتاج بشكل عام إلى التواصل الاجتماعي، ولذلك يجب على الشخص أن يخصص بعض الوقت للتواصل مع أفراد عائلته وأصدقائه لتعزيز علاقاته الاجتماعية والحفاظ عليها.
3-الإنتباه لإشارات الجسم: يتجاهل العديد من الناس الاستماع لأجسامهم، فالجسد يرسل إشارات عند وجود خلل ما، وإذا شعر الشخص بالإرهاق والتعب يجب عليه النوم والحصول على بعض الراحة، وإذا شعر بالجوع يجب عليه الأكل، وإذا شعر بأي شيء غير صحيح فعليه أن يأخذ قسطا من الراحة حتى يتعافى ويستعيد نشاطه، وربما لا يكون الشخص مريضا بشكل حقيقي، ولكن هذه هي طريقة جسمه للتحذير وإعطاء إشارة بضرورة الحصول على بعض الراحة.
4-تخصيص وقت للإسترخاء والراحة: غالبا ما يكون الإنسان مشغولا بأمور الحياة اليومية، ويحاول بجهد كبير إنجاز أكبر قدر ممكن من المهام التي تفرض عليه خلال اليوم، مما يجعل اليوم مليئا بالعمل ولا يوجد وقت للراحة. لذلك، يجب على الشخص تخصيص وقت للاسترخاء والراحة، ومنح الجسم الفرصة لاستعادة نشاطه مرة أخرى
يمكن لفترات الاستراحة أن تتداخل مع فترات العمل، حيث أظهرت الأبحاث الحديثة أن الأشخاص الأكثر إنتاجية ليسوا الذين يعملون بشكل مستمر، بل هم الذين يأخذون فترات استراحة تصل إلى 17 دقيقة كل 52 دقيقة من العمل.
5-التعرف إلى مبادئ العناية بالنفس: العناية الذاتية هي مفهوم شائع يعني أن يخصص الفرد بعض الوقت للعناية بنفسه ومدللها، ويتضمن ذلك العديد من الممارسات العملية، بما في ذلك
1-أن يقول الشخص لا: عادةً ما يرغب الإنسان في مواءمة أموره مع الأشخاص المقربين له، ولكن لا بأس من رفض الأشياء التي قد تؤثر على صحته النفسية والعقلية، أي أنه لا يجب أن يضع نفسه تحت ضغط الآخرين.
2-التحدث إلى أحد الأصدقاء المقربين بإستمرار.
3- الاستمتاع بتناول الطعام المفضل بين الحين والآخر.
يمكن ممارسة إحدى الهوايات لبعض الوقت حتى لو كانت لفترة قصيرة.
من الممكن الاستمتاع بقضاء بعض الوقت بالطريقة الخاصة لكل شخص، على سبيل المثال مشاهدة فيلم مفضل أثناء تناول البيتزا في إحدى الأمسيات الشتوية.
يمكن القول بأن احتياجات كل شخص للعناية بنفسه تختلف عن الآخر، ولا يوجد طريقة خاطئة للعناية بالنفس والاهتمام بها، حيث يمكن لكل شخص تطوير طريقته الخاصة في الاهتمام بنفسه كيفما يشاء.
6-اسقط مرة أخرى ودع السقوط أفضل: قال الروائي الأيرلندي صامويل بيكيت: `جرب مرة أخرى، واسقط مرة أخرى ليكون السقوط أفضل`، لذا ينبغي على الفرد عدم السماح للفشل أو الرفض بالتأثير على استمتاعه بالحياة والتعافي من الصعوبات والإحباطات مرة بعد مرة.
في بعض الأحيان، يُقلّل الفشل أو السقوط من ثقة الإنسان في نفسه، ولكن الأبحاث الحديثة أثبتت أن محاولة الشخص مرة أخرى بعد فشله تزيد من ثقته بنفسه من جديد.
7-طلب المساعدة عند الحاجة لذلك: في حال وجود أي خلل في حياة الشخص، ينبغي عليه طلب المساعدة دون تردد، واستخدام جميع الوسائل والطرق المتاحة للاستمتاع بالحياة، وفي بعض الأحيان يمكن الاستفادة من الدعم والمهارات التي يمتلكها الطبيب النفسي أو المعالج النفسي، ولا يوجد مانع من ذلك.