موضوع عن الامومة
مقال عن الأمومة، الأمومة هي كلمة قصيرة الحروف ولكنها تحمل في داخلها جميع معاني الحياة، حيث تعتبر الأم الكيان الأساسي الذي تبنى عليه الحياة. إنها المخلوقة التي أودعها الله سره بسرها، وجعلها جزءا من كائن ينبض بالحياة في رحمها، حيث تحمله وتغذيه قبل أن يولد إلى العالم، وهذا هو ما يجعل مكانة الأم عظيمة. فهي مدرسة حقيقية يستمد منها الأبناء الأمل والطاقة والحماس لمسيرتهم الحياتية منذ لحظة الولادة وطوال مراحل حياتهم.
تقوم الأم بدورها الكامل تجاه أبنائها بفطرتها الطبيعية وغريزتها التي أودعها الله سبحانه وتعالى بها، حيث أنها لا تستطيع أن تتخلى عن واجبها تجاه أطفالها حتى لو هي أرادت ذلك، فدائمًا ما يتواجد شيئًا بداخل أعماقها يمنعها من التخلي عن واجبها تجاه أولادها، فيستمر عطاؤها الدائم إلى ما لانهاية، ولا يقارن عطاء الأم بأي عطاء، فعطاء الأم شيء خارق للطبيعية والعادة.
تتصرف الأم بطبيعتها تجاه أطفالها حتى في حالة الحيوانات، فتبقى الأم دائما مرتبطة بأمها لأنها تدرك بفطرتها أنها الملاذ الآمن بالنسبة لهم، وهي تحظى بأولوية عناية واهتمام أكبر، إذ منحها الله تعالى هذا التكريم الإلهي وفضلها، حيث يعتبر شأنها أعلى وقدرها أعظم في قلوب أبنائها، وربط رضا الله برضا الأم، وجاءت العديد من الآيات القرآنية لتوضح ذلك وتؤكد فضل الأم وميزتها.
الامومة وعظيم مكانتها
وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأم، وهذا يدل على تعبها العظيم الذي تبذله تجاه أبنائها. إنها تسهر على راحة الأبناء عند مرضهم أو شعورهم بالآلام. تستطيع أن تشعر بضعفهم وتعبهم وتساعدهم على التغلب عليها. تمرض الأم إذا شعرت بأن أحد أبنائها سيصاب بالمرض أو الألم. تتمنى الأم من داخلها أن تحمل كافة الأحزان والآلام بدلا من أبنائها. إنها ليست بالأمر السهل، ودور الأم وعطاؤها سيظلان أعظم شيء قدم لنا طوال حياتنا.
لا يتوقف دور الأم على الحمل والذي يعتبر من أصعب الأدوار التي قامت بها تجاه أولادها بحملهم في أحشائها وما يترتب عن ذلك من حرمانها لذة النوم والطعام، ولكن أيضا يستمر دور الأم مدى الحياة، فهي لا تستطيع أن تشعر بأي معنى للفرح أو السعادة إذا شعرت في لحظة أن هناك حزناً ولو بسيطاً يمس أحد أبنائها، لأنها تريد دائمًا أن تجعل أبنائها أعظم وأفضل الناس.
يجب علينا جميعا أن نحاول رد الجميل لأمهاتنا، حتى لو لم نستطع ذلك، عن طريق الطاعة والرعاية والعناية بهم عندما يكبرون. فلا شيء في الدنيا يسعد الأم أكثر من أن ترى أبناءها يحيطون بها ويجلسون بجانبها، فإهمال الأم يؤلم قلبها ويورث الأبناء ذنب العقوق للوالدين، والذي يعتبر من الذنوب التي نهانا الله سبحانه وتعالى عنها وحذرنا منها الرسول صلى الله عليه وسلم.
فضل الأم على أبنائها
للأم مكانة كبيرة ومنزلة عظيمة في المجتمع بشكل عام، إذ تعتبر هي الأساس الذي يبنى عليه شخصية الفرد، وهي الراعية للرجال ومربية الأجيال الصاعدة. فالمرأة تشكل نصف المجتمع وتعمل دائما على تقديم النصح والإرشاد والعناية والرعاية. إنها سر الوجود الذي يحمل في جسده الحنان والأمان. تسهر الأم طوال الليالي سعيا وراء تربية أفراد صالحين لأنفسهم وللمجتمع. ومن فضل الأم على أبنائها ما يلي
تتمتع الأم بفضل كبير على الطفل المولود، حيث تعتبر هي المسؤولة عن رعايته والاهتمام به منذ حملها له في أحشائها وحتى بعد ولادته، وتكون هي كل شيء بالنسبة له وتقوم بتلبية جميع احتياجاته، حيث تكون الأم الأولى التي تقوم بإطعامه وتغذيته وتنظيفه ورعايته عند المرض.
يستمر دور الأم وفضلها على أولادها بعد فترة الولادة وما يتبعها، فهي تسعى دائمًا لراحة أولادها وتهتم بتحضير الأطعمة التي يحبونها والأشياء التي يرغبون فيها، حيث تهدف فقط إلى رؤيتهم في أسعد حال.
في مرحلة المراهقة، تستمر الأم في دورها في تقديم النصح والإرشاد والمساعدة لأبنائها للتغلب على هذه المرحلة الصعبة. يطرح الأبناء أي مشكلة يواجهونها على الأم لاستشارتها ومساعدتهم في الخروج من الأزمات والمشكلات بالنصائح الإيجابية والإرشاد. لذلك، تكون الأم دائما الداعم الأساسي الأول لأولادها لتحقيق أهدافهم في الحياة.
لا ينتهي فضل الأم ودورها تجاه أبنائها بزواجهم بل يستمر الفضل والعطاء أيضا، فيبقى الابن بعد زواجه في حالة من الحنين الفطري إلى أمه بعد أن كبر وأصبح مسئول عن أسرة، فيزداد حبه وعطفه وتعلقه بأمه، وتبقى الأم دائمًا هي السند لأبنائها فيأخذ الابن رأي أمه في أي مشكلة أو أزمة يمر بها، ودائمًا تساعده على الخروج من تلك الأزمات بالنصح والإرشاد.
وليس فقط ذلك، فالأم لها دور كبير في المجتمع، حيث تقوم بتربية الأجيال وتنشئتهم بتنشئة صحيحة، ليصبحوا قدوة صالحة ويسعون لأداء دورهم في المجتمع بكفاءة، فإذا كانت الأم صالحة فستنشأ منها أبناء صالحون يعودون بالنفع على المجتم.