مواقف من تعاملات عمرو بن العاص مع الاقباط
تم تقديم العديد من الدراسات والكتب حول الأسلوب الذي تعامل به عمرو بن العاص مع الأقباط في مصر، ولكن عندما تأتي هذه الدراسات من الأقباط، فهذا يستدعي توقفا، حيث رأى الأقباط أن مجيء عمرو بن العاص كان دعما لهم ضد حكم الروم المسيحيين، وأن الإسلام قد نجى المسيحيين المصريين من المسيحيين البيزنطيين .
شواهد على تعاملات عمرو بن العاص مع الأقباط
تعامل عمرو بن العاص مع البيزنطيين
حينما وصل عمرو بن العاص إلى مصر طلب مقابلة بنيامين البطريرك ، الذي تم تعيينه من قبل الروم و قد أرسل له خطابا ، أمنه فيها على نفسه و روحه و ماله ، و حينما حضر البطريرك لمقابلته قيل أنه قد ظل فترة طويلة ، يحكي عن كرم أخلاق عمرو بن العاص ، و فضله الجليل و أنه قد أمنه فعليا هو و أهله و ماله و قام بعزله عن منصبه معززا مكرما ، و كان ذاك الرجل يتسم بالعقل و المعرفة و بعد أن قام عمرو بن العاص ، بعزله كان يستشيره أحيانا ببعض الأمور المتعلقة بالبلاد .
الاستعانة بالأقباط في الحكم
كان على عمرو بن العاص أن يعمل على تنظيم حكومة عادلة ، فقد قام بتقسيم مصر إلى أقسام و قد عين على كل قسم رئيس قبطي ، على أن يكون مشهود له بالنزاهة و الاستقامة ، و قد أقام بعض المحاكم و عين نوابا من القبط فيها ، و كان لهم حق التدخل في الشئون المتعلقة بهم ، و الأحكام المتعلقة بدينهم .
الحرية في ممارسة العبادات
على عكس وجهة النظر التي اشاعها بعض المؤرخين و الكتاب المسيحيين ، أن عمرو بن العاص و من بعده الخلفاء المسلمين قد حظروا إقامة الشعائر المسيحية ، و دق أجراس الكنائس بل و إشهار الصلبان ، فالحقيقة كانت أن عمرو بن العاص قد منح أقباط مصر الحرية الدينية بشكل كامل فكان لهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية ، بكل حرية و دون خوف أما عن الجانب المدني لحقوقهم كمواطنين مدنين ، فقد تحدث الكثير من المؤرخين في تلك الحقبة أن المسلمين ، قد كفلوا للأقباط العديد من الحقوق التي قد حرموا منها في ظل الحكم الروماني .
جباية الضرائب
كان على المصريين دفع الضرائب للدولة في وقت معين ، كان يعرف بعيد وفاء النيل حيث أن ذاك الوقت هو الوقت الذي يتم جمع المحاصيل الزراعية ، فيه و قد عمل عمرو بن العاص على توزيع الضرائب على الفلاحين طبقا لإنتاجية الأرض ، و على أن يتم جباية هذه الضرائب على شكل أقساط رفقا بالمصري ، و حتى لا يشعروا المصريين بالظلم و يذكر أن رؤساء القرى ، هم من كانوا يعملون على حساب الضرائب المستحقة ، تبعا لكم المحصول و كم الفيضان و كانت الأموال الزائدة ، يتم إنفاقها على إصلاح الكنائس و دور العبادة المسيحية .
وقعة عروس النيل
في كل عام في عيد وفاء النيل اعتاد المصريين ، على إلقاء فتاة في كل عيد في النيل ، حتى يفيض و يروي المزروعات و حينما رأى عمرو بن العاص هذا الأمر ، لم يذهب لهم ليمنعهم عن ذلك أو يحدثهم عن الحلال و الحرام ، إنما أرسل إلى الخليفة عمر بن الخطاب يشرح له الأمر ليقوم عمر بن الخطاب بإرسال خطاب ، ليقرأه عمرو بن العاص على مسامع الناس أمام نهر النيل يتحدث فيه إلى النيل ، و يقول له أيها النيل أن كنت تجري بإرادتك و مشيئتك ، فلا حاجة لنا بك و إن كنت تجري بإرادة الله ، و مشيئته فاجري بأمر الله ثم ألقى الرسالة في النيل ، و بعدها فاض النيل و توقف المصريين عن تلك العادة .