مقدمة عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

يجب ان يتحلى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر

• العلم
• الرفق وحسن الخلق
• الصبر وتحمل الأذى

يجب أن يتحلى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بالعلم والرفق وحسن الخلق والصبر وتحمل الأذى وأن تكون النية خالصة لله وحده. وهناك قول للإمام سفيان الثوري رحمه الله يقول: (لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر، رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر، عدل بما ينهى، عالم بما يأمر، عالم بما ينهى).

العلم: يجب أن يكون الشخص الذي يقوم بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عالما بما يأمر به وما ينهى عنه، ويجب أن يكون قادرا على تطبيق هذه المعارف وفقا للأدلة المستمدة من الكتاب والسنة النبوية.

الرفق وحسن الخلق: يجب أن يتصف الشخص الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالرفق والحسنى، وهي صفة ضرورية لتقبل الشخص الآخر للنصيحة أو الموعظة، كما قال تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). وتلك الصفة مطلوبة لتجنب ردود الفعل السلبية على النصيحة أو الموعظة.

الصبر وتحمل الأذى: يجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتحلى بالصبر وتحمل الأذى، ولذلك أوصى الله تعالى الرسل بالصبر؛ لأن أمر المعروف والنهي عن المنكر يحمل في طياته العديد من المشاكل والتحديات، كما جاء في قوله تعالى: (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور).

قال الله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران: 104، وقال الله جل وعلا: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) التوبة:71، ووصف الله تعالى أمة الإسلام بالخيرية فقال: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) آل عمران:110.

يتضح لنا من خلال هذه الآيات الكريمة الأمر الذي ذكره الله عز وجل في كثير من آياته، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الواجب العظيم الذي حث الخالق جل وعلا عليه في كتابه العزيز وذكره نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة، فما معناه؟ ولماذا جاء الحث عليه؟ وكيف يمكننا تنفيذه على النحو الذي يرضي الله تعالى عنا؟ وهناك أمور أخرى ذات صلة بهذا الموضوع.

إذا لم يعتن المجتمع الإسلامي بهذا الواجب، فإنه سينفصل وينهار، وهذا هو مطلب أعداء الإسلام. ومن يتابع الواقع الدعوي اليوم يلاحظ نقصا في فهم الضوابط وأولويات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين العامة، مما يؤدي إلى تشتت الجهود والطاقات في الأعمال الباطلة على حساب الأعمال الصالحة.

أهمية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له أهمية كبيرة في الفرد والأسرة والمجتمع، وذكر الأستاذ محمود عبد المطلب في كتابه أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أهمية هذا الواجب العظيم وفضله وما يشمله من أمور

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو واجب شرعي عظيم يحمي أمتنا الإسلامية من الفساد والظلم الذي قد يصيبها.
– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة من الفرائض التي تستقيم بها الأمور كلها.

– أنه صدقة من الصدقات يرفع الله بها الدرجات، ويزيد بها الحسنات ويحط بها كثيرًا من السيئات.
على الرغم من أهمية هذا الواجب، إلا أن المسلمين تخلوا عنه وابتعدوا عنه بسبب صعوبته ومشقته، وتعارضه مع شهوات الناس وأهوائهم، وكذلك بعدهم عن خالقهم ومولاهم واسترسالهم في مداهنة الخلق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مراتب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

فيما يتعلق بمراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ذكر في حديث الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله: `من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا هو أضعف مرتبة من الإيمان` ورد ذلك في صحيح مسلم.

– المرتبة الأولى: الإنكار باليد مع القدرة على القيام بذلك، وهذا مخصص لمن لديه ولاية من مسؤول أو محتسب قادر على ذلك.
– المرتبة الثانية: إذا كان الإنكار باليد غير ممكن، فإنه يجب اللجوء إلى الإنكار بالكلام، وعلينا تذكيرهم ونصحهم بأسلوب حسن ورفق.
– المرتبة الثالثة: الإنكار بالقلب هو آخر المراتب ولا يجوز لأحد أن يتركه بأي حال من الأحوال، وعلى العكس يجب الابتعاد عن الشر وكراهيته بشكل تام ومستمر، وهذا يتطلب تجنب أصحاب المعصية والابتعاد عنهم عند ارتكابهم للمعصية.

للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائل وأساليب، ولتأدية هذا الأمر على الوجه الأكمل، يجب على القائم به أن يتحلى بالآداب المناسبة حتى لا يذهب عمله سدى. وقد قال تعالى: `ادع إلى سبيل ربكبالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن`، ذلك في سورة النحل الآية 125.

شبهات حول الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر دور كبير في بناء المجتمع الإسلامي، الذي يقوم على الفضائل والأخلاق والاستقامة والكرامة، فيكون الأفراد ملزمين بتوجيه بعضهم البعض، لضمان عدم حدوث المفاسد واستفحالها.

– في نظر الإسلام، فالحاكم هو نائب للأمة في تنفيذ شرع الله فيها، وذلك عن طريق أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، ليكون أمر الأمة مستقيما. ولذلك، فإن قدوتنا في هذا الأمر هو الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان أول من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وتبعه الخلفاء الراشدون، وصلحوا هذه الأمة بكل ما يدخل ضمن دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الدعوة إلى مكارم الأخلاق وصلة الرحم والإحسان والصبر والتمسك بشرع الله وتحكيمه وتزكية النفوس بفضائل الأعمال. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو دعوة للخير وأمر به، ونهى عن الشر وكفر به، وهذه هي وظيفة الرسل والأنبياء عليهم السلام ومن تبعهم لنصرة شريعة الله وإعلاء كلمته. ويجب إقامة الحجة على من خالف شرع الله. ولذلك، ليس من العجب أن يحاول بعض الناس صد الآخرين عن دعوة الخير، ولكن هيهات، فقد قال تعالى: “يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون” (التوبة 32).

ايات قرآنية وأحاديث شريفة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

– قال تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران (104).
– قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) آل عمران (110).
– قال صلى الله عليه وسلم: يجب على الناس تحريك بعضهم البعض إلى فعل الخير والابتعاد عن الشر، وإلا فإن الله قد يرسل عقاباً عليهم.
– قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من يشهد منكم معصية فليغيرها بيده، وإن لم يستطع فبكلمته، وإن لم يستطع فبقلبه، وهذا هو أضعف مستوى الإيمان