منوعات

مقارنة بين علم الفلسفة والمنطق وعلم الكلام

يوجد العديد من الفروق الجوهرية الهامة بين علم الفلسفة والمنطق وعلم الكلام، ولكن رغم هذه الفروق والاختلاف يمكن أن تختلط التعريفات لدى الكثير من الناس .

تعريف الفلسفة والمنطق وعلم الكلام

أولا تعريف الفلسفة : الفلسفة تعني بذل الجهد للحصول على المعرفة الحقيقية الخالصة بغض النظر عن نوع المعرفة، سواء كانت طبيعية أو رياضية أو غير ذلك .

ثانيا: تعني: تعريف المنطق هو مجموعة القوانين الفكرية التي تحمي العقل من الأخطاء والزلل وتوجهه نحو الرأي الصحيح وتبعده عن الأخطاء في العقائد وغيرها، حتى تتفق العقول السليمة على صحة المنطق.

ثالثا علم الكلام : يتم تعريف علم الكلام في كتاب المواقف للإيجي بأنه علم يمكن من خلاله إثبات العقيدة الدينية من خلال جمع الحجج والرد على الشبهات .

الفروق بين أهداف ومقاصد الفلسفة والمنطق وعلم الكلام :
الهدف الأساسي من الفلسفة هو تحقيق المعرفة في جميع المجالات العلمية مثل الطبيعة والرياضيات والأخلاق وغيرهامن العلوم المختلفة.
يهدف علم المنطق إلى وضع القوانين التي تتفق مع العقل حتى يتمكن الشخص من تمييز الأمور الصحيحة من الأمور الخاطئة .
يهدف علم الكلام إلى الدفاع عن الحقائق الدينية فقط، فلا يتدخل في مسائل الطبيعة أو الرياضيات أو الأخلاق أو غيرها من العلوم .

الأسباب التي تؤدي إلى ضلالة من يدخل في علوم الفلسفة والمنطق وعلم الكلام
١- عدم الوثوق في كتاب الله سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم فهمه بطريقة صحيحة، ويوضح هذا شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول في كتابه مجموع الفتاوى : ”  ومن المعلوم أن المنظمين للفلسفة والكلام ، المعتقدين لمضمونها ، أبعد الناس عن معرفة الحديث ، وأبعد عن اتباعه من هؤلاء (والمقصود هنا أهل الحديث من أهل السنة)  وهذا أمر محسوس .

وإذا كشفت حالهم، وجدتهم من أجهل الناس بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وحاله وأموره الداخلية والخارجية، حتى أن كثيرًا من العامة يعرفون ذلك أكثر منهم، ويجدون صعوبة في تمييز ما قاله الرسول وما لم يقل، وقد يخلطون بين حديث متواتر وحديث مكذوب مزور

في بعض الأحيان يدّعي بعض الأشخاص الذين يدخلون في هذه العلوم أن العلوم الإلهية علوم غامضة وخفية، ولا يمكن معرفتها إلا عن طريق علم الكلام والمنطق .

٣- وجود العديد من الجدل والشبهات والحيرة التي تصيب كل دارسي هذه العلوم، يقول شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه نقض المنطق : “إنك تجدهم أعظم الناس شكاً واضطراباً ، وأضعف الناس علماً ويقيناً ، وهذا أمر يجدونه في أنفسهم ، ويشهد الناس منهم …. وما زال أئمتهم يخبرون بعدم الأدلة والهدى في طريقهم .

حتى قال أبو حامد الغزالي : قيل: `أكثر الناس يشكون عند الموت هم أهل الكلام`. ومن بين أعظم الناس في هذا الأمر، الرازي، أبو عبدالله، في باب الحيرة والشك والاضطراب. قال ابن واصل الحموي: `كنت أستلقي على قفاي وأضع الملحفة على نصف وجهي، ثم أتذكر المقالات والحجج لهؤلاء ولهؤلاء وأعترض على هؤلاء حتى يطلع الفجر، ولكن لم يترجح عندي شيء!`

تعريفات  اخرى للفلسفة وعلم المنطق والكلام :
علم الكلام هو فلسفة العرب، وهو قرين الفلسفة عندهم، وظهرت بدايات الفلسفة عند العرب عندما ظهر علم الكلام أو علم الجدل كما يسمونه، وتطورت علوم الفلسفة بمعناها المعروف عن طريق ترجمة كتب علماء الفلسفة اليونانيين إلى اللغة العربية عن طريق العلماء المسلمين مثل ابن سينا والفارابي،  وقد ظهر علم الفلسفة في البداية في الحضارة اليونانية، وكان يقصد بها الحكمة والفيلسوف عند اليونان هو محب الحكمة وهو الذي يعلم الحكمة للناس.

انحرف علم الكلام عن مساره الأصلي وبدأ الاهتمام بالأمور العقائدية فقط، مما أدى إلى ظهور خلل في المجتمع الإسلامي، وظهرت بعض الفرق الكلامية مثل المعتزلة والجهمية والأشعرية، وهي فرق منحرفة عن السنة والجماعة .

المنطق هو السعي للبحث عن المعرفة الصحيحة والانتقال من العلوم المجهولة إلى العلوم المعروفة، مما يساعد على تطوير العقل وتنمية القدرة على التصور والإبداع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى