منوعات

معلومات حول الذاكرة وكيفية عملها

الذاكرة البشرية هي إحدى الخصائص المميزة التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان. إنها عملية عقلية تسجل الأحداث والتجارب البشرية والمعلومات التي نحصل عليها يوميا، وتسترجع هذه المعلومات عند الحاجة. وعلى الرغم من الاعتماد الكبير على الذاكرة الإلكترونية مثل ذاكرة الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، إلا أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الذاكرة البشرية تفوق الذاكرة الإلكترونية بكثير. ومع ذلك، المشكلة الحقيقية التي تسبب ضعف ذاكرتنا اليوم وسوء أدائها هو الاعتماد الزائد على التكنولوجيا. وبالتالي، يمكننا أن نلاحظ أن الأفراد في الماضي كانت لديهم ذاكرة أفضل بكثير من ذاكرتنا الحالية .

لقد حظيت الذاكرة البشرية باهتمام كبير من الباحثين في مجال الأعصاب وعلم النفس التربوي، وتتكون عملية التذكر والتخزين والاسترجاع من ثلاثة عمليات، وهي الترميز والتخزين والاسترجاع، حيث يتم ترميز المعلومات الجديدة وربطها بالمعلومات القديمة لتسهيل عملية التذكر، ويتم التخزين بحفظ المعلومات، وتعني عملية الاسترجاع استدعاء المعلومات والخبرات عند الحاجة، وتم تصنيف أنواع الذاكرة إلى ثلاثة أنواع وسنتحدث عنها .

1- الذاكرة الحسية
تستقبل الذاكرة الحسية كل اشكال المعلومات وتقوم بتخزينها ، حيث أنها تستقبل المدخلات عن طريق الخمس حواس ، ومن اهم ما يميز هذه الذاكرة بانها غير محدودة وتستطيع ان تميز بين المعلومات المختلفة بدقة كبيرة وبسرعة فائقة ، ولكن المشكلة الحقيقية في الذاكرة الحسية هي انها لا تدوم كثيراً فهي تحتفظ بالأشياء لمجرد ثواني معدودة ، وقد يتم عمل تمارين لتنشيط الذاكرة الحسية عن طريق الالعاب الخاصة باستخراج الاختلافات بين الصور ، أو التميز بين درجات الألوان وأيضاً المقارنة بين الأطعمة المختلفة وتذوقها .

2- الذاكرة قصيرة المدى
الذاكرة قصيرة المدى هي المسؤولة عن عملية تخزين المعلومات كما تعمل الذاكرة القصيرة على تصنيف المعلومات التي يستقبلها عن طريق الحواس على حسب أهميتها ، كما يعتبرها العلماء انها الذاكرة الأكثر نشاطاً عند الأشخاص ، كما أن الاحتفاظ بالأشياء التي يدركها الأشخاص ولكن الذاكرة القصيرة لا تحتفظ بالمعلومات لفترات طويلة ، لذلك تنتقل المعلومات الهامة إلى الذاكرة المتوسطة أول بأول ، وقد اثبتت الابحاث العلمية التي قام بها الباحثون والمختصون لكشف كيفية عمل الذاكرة القصيرة وخصائصها أنه تستطيع التفكير في تسعة أشياء في نفس الوقت كحد اقصى مما يسمح لها باستقبال المعلومات الجديدة التي تدركها الحواس اول بأول .

3- الذاكرة طويلة المدى
تعد الذاكرة الطويلة المدى الأشمل والأكثر اتساعا في مخ الإنسان، وذلك لأنها المسؤولة عن تجميع جميع المعلومات والخبرات التي يكتسبها الشخص على مدار حياته. كما أنها المسؤولة عن استقبال المعلومات من الذاكرة الحسية والذاكرة القصيرة المدى، وتحليلها وتنظيمها وربطها ببعضها البعض. وبفضل هذه القدرة، تستطيع الذاكرة الطويلة المدى استرجاع المواقف المتشابهة التي مر بها الأشخاص على مدار حياتهم.

إلا أنه لا يعني أن الأشخاص يتذكرون كل المعلومات التي تم تخزينها في الذاكرة الطويلة، بل يتعلق فقدان بعض هذه المعلومات بتنظيم الذاكرة، حيث يتم طمس بعض المعلومات لصالح استدعاء معلومات أخرى أكثر أهمية، وفعليا، فقدان بعض المعلومات لا يعني نسيانها تماما، بل يحتاج العقل إلى مجموعة من الرموز ليتذكرها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى