يعتبر الأهل الأبناء في فترة المراهقة مصدرا للإزعاج وتوتر الأسرة ، وهذا الأمر يميل للصحة غالبا ، ولكن يجب الأخذ بالإعتبار أن :
أولا : لا تنحصر مشكلات المراهقة في مرحلة المراهقة فقط، بل تنتهي مع نهاية هذه المرحلة، ويجب تعلم كيفية التعامل معها لتمر هذه الفترة بشكل سليم ومناسب .
ثانيا : يجب فهم الاختلاف بين سلوك المراهقين الطبيعي وغير الطبيعي، ولذلك ينبغي أن يكون للأسرة وعي ثقافي تربوي، فإذا كان هذا الوعي مفقودا، فإنه يسبب إزعاجا شديدا للوالدين من تصرفات أبنائهم المراهقين، حيث تعتبر فترة المراهقة من أكثر الفترات الحساسة التي يمر بها الإنسان، والتي تترافق مع العديد من التغيرات، ويعتبرها الآباء مشاكل .
وهذه أبرز المشكلات التي يتعرض لها الأبناء المراهقين :
1- الخجل : يسبب الخجل إنفصال المراهق عن حياته الإجتماعية ، ولا يستطيع التعبير عن رغباته أو شعوره ، وربما يسبب الخجل العديد من المشكلات النفسية الخطيرة ومنها الإنطواء خوفا من التعرض للإنتقاد والسخرية من الآخرين ، ولكن يمكن التغلب على هذه المشكلة بتنسيق اللقاءات العائلية والخروج مع الأصدقاء وعمل زيارات للأماكن الدينية او السياحية .
2- الإكتئاب : يعاني المراهق من نوبات حزن واضطرابات نفسية خلال هذه المرحلة، فقد يكون سعيدا في بعض الأحيان وحزينا أو عصبيا في أوقات أخرى، وربما يصاب بالاكتئاب وينحاز إلى العزلة والبكاء لأسباب بسيطة، ويشعر بأنه يواجه مشاكل معقدة، ويمكن التغلب على ذلك بفهم مشاعر المراهق والتركيز على الجوانب الإيجابية في شخصيته، وفي حالة الاضطراب الشديد، ينصح بالتشاور مع الطبيب .
3- الغضب : ربما ينشأ للمراهق حالة غضب ويقوم بتحطيم شيء أمامه أو يؤذي إخوته بالكلام أو الضرب ، لذلك يجب على الآباء التدخل لحل الخلافات بين الإخوة ومحاولة تهدئته وابعاده عن العنف ، ويمكن ملء وقت فراغه بأنشطة مفيدة مثل ممارسة الرياضة أو أنشطة أخرى تستهلك طاقته .
4- الكذب : يمكن للمراهقين أن يكذبوا لأسباب عديدة، حيث إن الكذب ليس خصلة فطرية بل هو سلوك يمكن تعلمه، ومن بين الأسباب التي تدفعهم للكذب هي حماية خصوصيتهم، وتجنب الوقوع في مواقف محرجة، وتفادي القيام بأعمال يكلفون بها. يمكن التعامل مع هذه المشكلة من خلال توعية المراهقين بأضرار الكذب ومخاطره، وتشجيعهم على السلوك الإيجابي عند القول بالحقيقة وعدم الكذب .
هناك أخطاء يجب تجنبها من قبل الآباء أثناء تربية أطفالهم، وخاصةً في فترة المراهقة
1- الإختلاف في نظام التربية بين الأم والأب : إن الحوارات المتناقضة بين الأب والأم حول تربية الأبناء ، تزعزع ثقته فيهم وفي نفسه ، ويجعل التعليمات واأاوامر التي يقدموها له عديمة الفائدة وغير فعالة ، لذلك يجب مناقشة ذلك بعيدا عن الأبناء .
2- تقييد حريته : يتعامل بعض الآباء مع أبنائهم بأسلوب ترويض الحيوانات، محاولين السيطرة على حريتهم، وهذا خاطئ ويمكن أن يؤدي إلى انفجار المراهقين حين يجدون فرصة، فيجدون الممنوع مرغوبا ومتاحا، لذا يفضل إعطاء الأطفال بعض الحرية التي تساعدهم على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتشجيعهم على اتخاذ القرارات الهامة في حياتهم .
3- مقارنة المراهق بغيره : يجب تجنب المقارنة بين الأبناء والأقارب أو الجيران الذين يتمتعون بنفس العمر، حيث يمكن أن تؤدي هذه المقارنة إلى إحراج الأبناء وتقليل شخصيتهم، وينبغي للأبناء أن يكونوا متميزين ومختلفين عن غيرهم من الأشخاص .
4- الإنتقاد الدائم : سماع عبارات سلبية مثل `أنت فاشل` أو `لا تصلح في أي شيء` يترك أثرا سلبيا في نفس المراهق ويجعله يشعر بأنه ليس له قيمة ويقتل فيه الرغبة في التفوق والنجاح .
5- الإعتماد على الام فقط في تربية الأبناء : يبتعد بعض الآباء عن تربية المراهقين بسبب صعوبة التواصل معهم، ولكن شخصية الأب تؤثر على نمو المراهق ونضجه في هذه المرحلة، ويساعد وجود الأب على بناء ثقة الأولاد والبنات بأنفسهم وتلبية احتياجاتهم العاطفية .
6- تجاهل الأبناء : يؤدي تجاهل الآباء لأبنائهم إلى وجود فجوة كبيرة بينهما، مما يعيق عملية التواصل والتفاهم، وبالتالي يبتعد الطرفان عن بعضهما .
من الأفضل أن يتم استخدام أسلوب النقاش مع الأبناء وكسب ثقتهم بدلا من إعطاء الكثير من الأوامر والتعليمات والابتعاد عن لغة الحوار. يعتقد الآباء أحيانا أن الأبوة يمنحهم السيطرة والقدرة على اتخاذ القرارات لصالح الأبناء، ولكن ذلك ليس الحال دائما .