هل يسبب الغضب توقف القلب المفاجيء ؟
الغضب هو أسوأ الطباع البشرية ، والغضب هو السلوك الذي نهى عنه القرآن الكريم ، وحذر منه الأطباء ، سواء كانوا الأطباء المتخصصين في الأمرالض النفسية أو الأمراض البدنية ، لذلك فإن الغضب شعور بؤذي صاحبة بشكل كبير ويسبب أضرار بالطبع للمحيطين به أيضآ ، ويعرف الخبراء النفسيين الغضب بأنه هو حالة من الإنفعال العصبي تجعل الشخص يفقد القدرة على السيطرة على نفسه وعلى التحكم في أعصابه ، فيبدأ هذا الشخص التصرف بشكل غير طبيعي ، وفي هذه الحالة النفسية العنيفة تزيد ضربات القلب بشكل كبير ، ويبدأ الجسم بإفراز الأدرينالين بشكل مكثف ، كما يرتفع ضغط الدم أيضآ ، وقد يكون الشعور بالغضب ناتج عن أمر وقتي مؤقت ، أو تراكم مجموعة من المشاعر السلبية على مدى فترة طويلة .
ورغم تحذيرات الأطباء من آثار الغضب، خاصة الغضب المتكرر، إلا أن شعور الغضب أصبح سمة لعصرنا الحالي. نحن نعيش في أجواء مليئة بالتوتر والضغوط النفسية والتوتر العصبي في العديد من الأوقات. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت الحياة مضغوطة، حيث يعاني الأفراد من العديد من المشكلات في مجال العمل والعلاقات الشخصية، سواء مع العائلة والأقارب والأصدقاء. وبالتالي، يصبح الغضب ردة فعل طبيعية لهذه الأمور المختلفة، سواء كانت بسيطة أو معقدة .
ويحذر الأطباء المختصون في مجالات طبية مختلفة دائما من الغضب، خاصة الغضب الذي ينشأ عن إنفعال زائد. سواء كان الشخص مريضا أو سليما، يؤثر الغضب بشكل عام على الصحة ويضر بالقلب. منذ القدم، كان معروفا أن الغضب الشديد يرفع ضغط الدم ويزيد من خطر الإصابة بنوبات قلبية لدى مرضى القلب. ومع زيادة انتشار أمراض القلب في الآونة الأخيرة، أصبحت الدراسات الحديثة تركز على فهم كل ما يتعلق بأمراض القلب والعوامل التي تسبب الضرر والإصابة القلبية. واتفق الأطباء على أن الغضب يسبب مشكلات صحية خطيرة للقلب، وهذا ما استهدفته الدراسات لفهم طبيعة الأضرار التي تنجم عن الغضب وتؤثر على القلب .
أثبتت دراسة صينية حديثة أن الغضب الشديد أو التكرار المتكرر للغضب يمكن أن يؤدي إلى حدوث الموت القلبي المفاجئ. يتم تعريف الموت القلبي المفاجئ على أنه حالة تحدث عندما تتوقف عضلة القلب تماما عن العمل ويحدث فشل في تزويد الدماغ بالدم، مما يؤدي إلى وفاة الشخص فورا. قد يحدث الموت القلبي المفاجئ دون وجود سبب مرضي ويحدث هذا من تلقاء نفسه. قد تؤدي بعض أمراض القلب مثل الجلطات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الشريان التاجي إلى حدوث الموت القلبي المفاجئ، ومع ذلك، فإن نوبات الغضب تبقى السبب الرئيسي لحدوث الموت القلبي المفاجئ .
وقد أوضحت الدراسة أن الإنسان عندما يشعر بالسعادة والهدوء والاسترخاء ، فإن الجسم يقوم بإفراز مادة تساعد على عمل أعضاء الجسم بكفاءة وخاصة القلب ، كما تساعد هذه المادة في إنتظام ضغط الدم واستقراره أيضآ ، كما يحدث العكس تمامآ عند الشعور بغضب كبير ، فالأدرينالين الزائد الذي يفرزه الجسم يؤدي إلى تسارع شديد في ضربات القلب ، وتصبح ضربات القلب قوية أيضآ إلى جانب تسارعها ، يصاحب هذه الأعراض إرتفاع شديد في ضغط الدم ، فقد ينتج كل هذه التغيرات المفاجئة في الجسم والتي يقع عبئها على القلب توقف القلب المفاجيء ، فقد يحدث موت القلب بعد فترة بسيطة تبدأ من دقائق قليلة إلى ساعات أو يومآ واحدآ على أقصى تقدير .
وذكرت الدراسة في ختامها أنه لا يوجد حل لتجنب الأضرار الخطيرة الناجمة عن الغضب إلا أن يدرب الشخص نفسه على التحكم في غضبه ، وألا يلقي بنفسه في التهلكة من خلال إنفعاله الزائد ، فقد أصبح خبراء التنمية البشرية الآن يعلمون الناس كيفية السيطرة على الغضب وتجنبه منعآ لأضراره الصحية الخطيرة ، ففي حالة كنت تعاني من الغضب الشديد يجب أن تطلب مساعدة من أحد الخبراء ، قبل أن يودي بك غضبك لأمراض قلبية خطرة تهدد حياتك .