مراحل تنفس الجنين في الرحم
غالبا ما تتدور بعض الأسئلة في عقول الأمهات، وأحد هذه الأسئلة التي تعرف الإجابة عليها هي كيف يتنفس الجنين في الرحم؟ ولذلك، سنقدم لكم بعض التفاصيل حول طريقة تنفس الجنين أثناء وجوده في رحم الأم بشكل مفصل.
تنفس الجنين في الرحم
يحتاج الطفل إلى الأكسجين منذ اللحظة الأولى من خلقه وتشكله، ومن المعروف أن الطفل لا يمكنه أخذ كمية الأكسجين التي يحتاجها من الهواء إلا بعد الخروج من الرحم، لذلك يتم توفير الأكسجين اللازم للجسم من خلال إمداد الجسم بالأكسجين اللازم من خلال الحبل السري للأم.
يبدأ تكوين الرئتين منذ اللحظة الأولى من الحمل، ويكتمل نمو الرئتين في الثلث الأخير من الحمل، وبالتحديد في الأسبوع 24 من الحمل تبدأ الحويصلات الهوائية بإنتاج التكوين داخل الرئة، وهي عبارة عن أكياس صغيرة لن يستطيع الطفل التقاط أنفاسه قبل أن يكتمل نموه هذه الأكياس.
ويمر الجنين بعدة مراحل في التنفس وهي:
المرحلة الأولى تنفس الجنين وهو موجود في الرحم : تلعب العديد من الأعضاء في جسم الأم على إبقاء الجنين حيا مثلا:
يتكون الحبل السري بعد الحمل بحوالي ٥-٦ أسابيع، ويبدأ في تزويد الجنين بالأكسجين اللازم له. ويتصل هذا الحبل السري بالمشيمية التي تتصل بالرحم، وتنشأ داخل الحبل السري في فترة الحمل مجموعة من الأوعية الدموية التي تقوم بتزويد الجنين بالأكسجين اللازم للنمو.
عندما تتنفس الأم، يتم إدخال الأكسجين إلى جسم الأم عن طريق الدم، ثم ينتقل الأكسجين من دم الأم إلى جسم الجنين. وبالمثل، يتم التخلص من ثاني أكسيد الكربون داخل جسم الجنين ويتم إخراجه من جسم الأم عن طريق التنفس.
كما أن الفضلات التي يفرزها الجنين والغذاء وغيرها من العناصر التي تمنحها الأم للجنين عبر الحبل السري لا تتداخل جميعها مع بعضها البعض، حيث يتم نقل كل منها عبر وعاء دموي خاص به في الحبل السري.
ثانيا، يتم تطور الرئة عند الجنين عادة حتى الأسبوع 35 أو 36 من الحمل، لكن قد يختلف ذلك في بعض الحالات، حيث يتم تقديم بعض الحقن للأم لإكمال نمو الرئة، إذا كانت الأم ستتعرض للولادة المبكرة.
وحتى بعد اكتمال الرئة لدى الجنين في بطن الأم لن يستطيع التنفس إلا بعد الخروج من الرحم، لأنه أثناء وجوده في الرحم يكون محاط بالسائل الأمنيوسي فتمتلأ رئة الجنين بهذا السائل وفي الثلث الأخير من الحمل يبدأ الطفل باستعمال رئته في أخذ أنفاس وهو رحم الأم مما يجعل بعض من السائل الأمنيوسي يدخل في رئة الطفل ولكن هذا لا يسبب لأي ضرر.
في حال وجود مشكلات في المشيمة أو الحبل السري، فسوف يؤثر ذلك سلبا على تنفس الجنين بشكل طبيعي، مما يعرض الجنين للعديد من المخاطر، مثل التشوهات الجنينية أو الإصابات في الدماغ التي يمكن أن تؤدي إلى وفاة الجنين.
المرحلة الثانية تنفس الجنين أثناء الولادة
تحدث بعض الأطفال عند الولادة بوجود الحبل السري الملفوف حول رقبتهم، وهذا أمر طبيعي ولا يتسبب في قلق، وفي هذه الحالة يستمر الجنين في التنفس عن طريق الحبل السري.
يتعرض الجنين عند الولادة للعديد من التغيرات مثل تغيير درجة الحرارة وغياب السائل الأمنيوسي والتعرض للهواء المباشر.
وقد يخرج الطفل البراز الأول له في حياته بعد الولادة أو قبل خروجه من الرحم مما قد يؤدي استنشاقه لجزء من هذه الفضلات عن طريق الخطأ وهذا الأمر يجعله يجد صعوبة عند التقاط أنفاسه بشكل طبيعي بعد الولادة فيتم الأطباء تدارك ذلك الأمر من خلال شفط الفضلات الزائدة في أنف الطفل وتزويده بالأكسجين اللازم.
الولادة في الماء وتنفس الجنين
الولادة في الماء لا تختلف كثيرًا عن وجود الطفل في السائل الأمنيوسي الذي كان موجود فيه لأنه يأخذ حاجته من الأكسجين عبر الحبل السري، ولكن ينصح الكثير من الأطباء عدم ترك الطفل فترة طويلة في الماء بعد الولادة.
مشاكل تنفس الجنين بعد الولادة
يجب على الطفل الحصول على الأكسجين اللازم بعد الولادة، وفي حالة عدم حصول الطفل على الأكسجين الضروري، يتم حرمان جسم الطفل ودماغه من الأكسجين اللازم، وهذا يؤدي إلى حدوث مجموعة من الأضرار للجنين قد تصل به إلى الموت.