مراحل الاستماع حسب الاقوى
مراحل الاستماع النشط
تنقسم عملية الاستماع إلى أربع مراحل رئيسية، وهي الاستلام والفهم والتقييم والاستجابة. يجب على المستمع النشط في المقام الأول أن يسمع ويميز أصوات الكلام الموجهة إليه، ويفهم الرسالة التي يواجهها من الشخص الذي يتحدث، ويقيم المعلومات بنقدية، ويتذكر ما قيل ويناقش ما يسمعه، ويعبر عن ردود فعله سواء كانت لفظية أو غير لفظية تجاه المعلومات التي استلمها. فيما يلي سنوضح مراحل الاستماع من الأضعف إلى الأقوى
- استقبال المعلومة
الحضور والاستماع يشكلان نصفي عملية الاستقبال، حيث يتم تحديد وتفسير الأصوات المستمع لها بدقة كجزء من العملية النشطة لبناء المعنى من الرسائل اللفظية وغير اللفظية
- الفهم
المرحلة الثانية في عملية الاستماع هي مرحلة الفهم. الفهم هو أن يشترك جميع الأطراف في معاملة اتصال، ويشكل الخطوة الأولى في عملية الاستماع، وفي هذه المرحلة يتم تحديد المستمع سياق ومعاني الكلمات التي يسمعها، ويبدأ في تحديد سياق ومعنى الكلمات الفردية وكذلك تحديد المعنى في اللغة، وذلك لأنه يساعده في فهم الجمل بشكل كامل، مما يساعد في فهم الهدف من المحادثة.
قبل الحصول على فهم كامل لهدف المحادثة، يمكن أن يواجه المستمع صعوبة في التركيز على ما يقوله المتحدث، لذلك يجب طرح الأسئلة من قبل المستمع حتى يتمكن من فهم هدف المعلومات التي يقدمها المتحدث، ويعتبر هذا جزءا من مهارات الاستماع النشط
- التقييم
التقييم هو المرحلة الثانية من عملية الاستماع، حيث يحدد المستمع ما إذا كانت المعلومات التي سمعها وفهمها من المتحدث مبنية بشكل جيد أو غير منظمة، متحيزة أو غير منحازة، صحيحة أو خاطئة، مهمة أو غير مهمة.
هنا يتأكد المستمع أيضًا من كيفية وسبب قدوم المتحدث ونقل الرسالة التي قاموا بنقلها، وربما تتضمن ذلك الاعتبارات المتعلقة بالدوافع والأهداف الشخصية أو المهنية للمتحدث.
يتم تقييم المتحدث بشكل أكثر كفاءة بمجرد أن يفهم المستمع ما يحاول المتحدث قوله بشكل جيد، في حين يمكننا في بعض الأحيان تكوين آراء حول المعلومات والأفكار التي لا نفهمها تماما أو حتى إذا كان الشخص قد فهمها بشكل مختلف، ولكن هذا غير مجدي على المدى الطويل، وبمجرد أن يستوعب المستمع الرسالة التي يقدمها المتحدث، يصبح قادرا على تقييم الرسالة دون وجود أي غموض أو قضاء وقت وجهد في معالجة النقاط التي قد تكون غير هامة أو ضرورية.
- الاستجابة
مرحلة الاستجابة هي المرحلة التي يقدم فيها المستمع ردود فعل لفظية و/أو غير لفظية، يمكن للمستمع أن يستجيب لما يسمعه سواء لفظيا أو غير لفظيا، يمكن أن تشمل الإشارات غير اللفظية إيماءات مثل الإيماء أو الاتصال بالعين أو النقر على القلم أو التملل أو الابتسام أو تحريك العينين أو التكشير أو أي لغة جسد أخرى، وتعتبر هذه المرحلة هي الأقوى في عملية الاستماع.
قد يتم إصدار هذه الأنواع من الردود عن طريق الخطأ أو عن قصد، وقد تتضمن الردود اللفظية طلب معلومات إضافية أو إعادة توجيه المحادثة أو تغيير تركيزها أو قطع حديث المتحدث، أو تكرار ما قاله المتحدث للتحقق من تطابق الرسالة المستلمة مع المقصود.
الاستجابات غير اللفظية مثل الإيماء أو الاتصال بالعين تساعد للمستمع بالتعبير عن مستوى اهتمامه دون مقاطعة المتحدث، وبالتالي الحفاظ على دوار كل من المتحدث والمستمع، عندما يستجيب المستمع لفظيًا لما يسمعه ويتذكره عن طريق سؤال أو تعليق يتم عكس أدوار المتحدث والمستمع على الأقل للحظات.
يضيف الرد عملًا هامًا إلى عملية الاستماع، حيث يبحث المتحدث في معظم المحادثات عن ردود الفعل اللفظية وغير اللفظية من المستمع لتحديد مدى فهمهم لرسالته والنظر فيها وكيفية تفاعلهم معها.
يمكن للمتحدث تعديل طريقة حديثه أو الاستمرار عليها بناء على ردود فعل المستمع، فإذا كان المستمع غير راض ويرفع ذراعيه، فربما يختار المتحدث خفض نبرة صوته لتوصيل رسالته بشكل أفضل، وإذا كان المستمع يبتسم ويطرح أسئلة، فقد يعتبر المتحدث أن المستمع فهم رسالته بشكل جيد، ولذلك يجب على المستمع معرفة الفرق بين الاستماع النشط والاستماع السلبي
معوقات الاستماع النشط
- التركيز المنخفض
عدم التركيز أو الاهتمام بالمتحدث قد يؤدي إلى سوء الاستماع، ويمكن أن ينتج ذلك عن مواقف نفسية أو جسدية مختلفة مثل الانحراف البصري أو السمعي أو الإرهاق أو الإجهاد، وعندما لا ينتبه المستمع لحوار المتحدث، يصبح التواصل الفعال ضعيفا بشكل كبير
- عدم تحديد الأولويات
تحدث مشكلة عدم التركيز عند التركيز بشكل كبير على المعلومات غير المهمة، لذلك يجب على المستمع أن يكون قادرًا على التقاط الإشارات اللفظية وإعطاء الأولوية للمعلومات الهامة التي يستمعون إليها من أجل تحديد النقاط الرئيسية في سياق الحوار.
في كثير من الأوقات، يتم تسليم المعلومات التي يحتاج الجمهور إلى معرفتها مع معلومات أقل صلة أو غير ذات صلة، عندما يعطي المستمعون وزناً متساوياً لكل ما يسمعونه، فإنه يجعل من الصعب تنظيم المعلومات التي يحتاجونها والاحتفاظ بها، مثلاً يجب أن يعرف الطلاب الذين يدونون ملاحظات في الفصل ما هي المعلومات التي تستحق تدوينها فقط.
- الحكم ضعيف
عند سماع رسالة المتحدث في بعض الأحيان يتجاهل جوانب الحوار أو يصدر أحكاما قبل تقديم جميع المعلومات، وذلك بسبب انغماس المستمعين في التحيز التأكيدي، أي الانحياز لعزل جوانب الحوار لدعم المعتقدات والقيم الموجودة مسبقا، وهذه العملية النفسية لها تأثير ضار على الاستماع لعدة أسباب
- التركيز على الأسلوب وليس الجوهر
في حالة الإستماع أو التشتيت الإنتباه أو العناصر الأكبر من الحياة في خطاب أو عرض تقديمي، يمكن أن تسبب المشتتات صرف الإنتباه بعيدا عن المعلومات الأكثر أهمية في المحادثة أو العرض التقديمي، وتؤثر هذه المشتتات أيضا على رأي المستمع
- الاختلافات الثقافية
الاختلافات الثقافية مثل لهجات المتحدثين والمفردات وسوء الفهم بسبب الافتراضات الثقافية، ويمكن أن تسبب في فشل عملية الاستماع، وأيضاً من ضمن هذه التحيزات المظهر الجسدي للمتحدث، ولتجنب هذه المشكلة يجب أن يكون المستمعين على علم بهذه التحيزات والابتعاد عنها والتركيز على الجوهر فقط بدلاً من التركيز على المتحدث نفسه.
أنواع الاستماع
يوجد نوعان رئيسيان من الاستماع، وهما الأسس الأساسية لجميع أنواع الاستماع الفرعية، وهما:
- الاستماع التمييزي
- الاستماع الشامل.
هناك أيضًا ثلاثة أنواع رئيسية للإستماع الأكثر شيوعًا في التواصل بين الأشخاص، وهي:
- الاستماع المعلوماتي (الاستماع للتعلم)
- الاستماع الناقد (الاستماع للتقييم والتحليل)
- الاستماع العلاجي أو الوجداني يعني الاستماع لفهم المشاعر والعواطف