مهارات الاستماع النشط .. وكيفية تطويرها
ما هو الاستماع النشط
يتميز الاتصال النشط بالتحدث والاستماع، ويعد الاستماع النشط أداة فعالة للاستماع والاستجابة للطرف الآخر مما يحسن العلاقات ويساعد على اتخاذ القرارات بفعالية أكبر، والتوصل إلى اتفاقيات مع الآخرين بسرعة.
مهارات الاستماع النشط
من خلال تطبيق مهارات الاستماع النشط في المحادثات المستقبلية، يمكنك العمل على تطوير علاقات أقوى والاحتفاظ بمزيد من المعلومات من تفاعلاتك في مكان العمل، ويتطلب الاستماع النشط التدريب لتحسينه والمحافظة عليه، كلما استخدمت هذه التقنيات أكثر، كلما شعرت أنها طبيعية، وهي تشمل :
- الإيماءات
عندما تقدم بضع إشارات بسيطة إلى المتحدث، فإنه يظهر أنك تفهم ما يقوله. تعتبر الإشارة داعمة ومفيدة، ولا تعني بالضرورة الموافقة على المتحدث فحسب، بل يمكنك تقييم معنى رسالته
- الابتسامة
تشجع الابتسامة الصغيرة المتحدث على مواصلة الحديث، وهي على عكس الإيماءة، حيث تشير إلى موافقتك على رسالتهم أو فرحك بما يجب أن يقولوه، ويمكن استخدام الابتسامة بدلا من التأكيد اللفظي القصير للمساعدة في تخفيف التوتر وضمان الراحة للمتحدث
- التواصل البصري
يتعلق هذا بالتفاعلات الوجهية المباشرة بدلا من المحادثات الافتراضية، ومن الأفضل التواجد والنظر إلى الشخص الذي يتحدث لمنحه اهتماما أكبر، حيث يساعد الاتصال البصري على جعل الشخص يشعر بأنه مستمع له ومعترف به
- إعارة الانتباه
كلما كنا أكثر حضورًا، كلما شعرنا براحة أكبر. وعندما نولي اهتمامًا كاملاً للشخص المتحدث، فإننا سنقضي على أي فرصة لتشتيت انتباهنا. وعندما نكون حاضرين ومرتاحين، يمكننا الانتباه إلى أشياء مثل لغة جسد الشخص، ونغمة الصوت، والسرعة، والإيقاع.
- تدوين الملاحظات
يمكن تدوين الملاحظات في بيئات العمل مثل الاجتماعات والمواعيد والمقابلات، حيث يمثل تدوين الملاحظات طريقة فعالة لتتبع المحادثات وتساعدنا على طرح الأسئلة ذات الصلة.
- التلخيص وتقديم التغذية الراجعة
من الجيد تلخيص ما قيل، وهذا سيساعد على إظهار أي شيء غير دقيق أو ربما يتم فهمه بشكل خاطئ، كما أنه فرصة لطرح الأسئلة وتقديم أي ملاحظات ذات صلة.
كيفية تطوير مهارات الاستماع النشط
يجب تقييم مهارات الاستماع الحالية لديك لتحديد المجالات التي يمكن تطويرها. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للمساعدة في تحسين مهارات الاستماع الخاصة بك
- الحفاظ على اتصال العين مع المتحدث
عندما تستمع إلى حديث شخص ما، يجب أن تولي المتحدث انتباهك الكامل وتبذل جهدًا للنظر إليه،وذلك لإظهار له بشكل غير لفظي أنك مهتم بما يقوله، مما يشجعه على الاستمرار في التعبير عن نفسه.
- تصور ما يقوله المتحدث
يمكن أن تساعد استحضار الصور الذهنية لما يتحدث عنه المتحدث أثناء الاستماع على الحفاظ على المعلومات، حيث يمكن أن يساعد ذلك على تذكر الكلمات الرئيسية والعبارات عند الاستماع لفترات طويلة
- استمع دون نقد
استمع إلى المتحدث دون أن تنتقده في ذهنك أثناء حديثه، حتى إذا أحسست بالاستياء، حاول تجنب التفكير في التعليقات السلبية أو الانتقامية لأن ذلك سيؤثر على قدرتك على الاستماع. يجب أيضا أن تستمع بعقل مفتوح وتدرك أن الشخص يعبر عن وجهة نظره، وقد تجد أنها تصبح أكثر منطقية مع استمرار الحديث، ولن تتعرف على القصة بشكل كامل إلا إذا استمعت بانفتاح.
- تجنب المقاطعة
يتحدث الجميع ويعالجون المعلومات بمعدلات متفاوتة، والمقاطعة ترسل رسالة خاطئة للمتحدث، وربما يشير ذلك إلى أهمية أكبر لما يجب أن تقوله، أو عدم اهتمامك بما يقولون، أو أن المحادثة هي منافسة
- انتظر وقفة لطرح الأسئلة
قد لا تتفهم كل ما يقوله لك شخص ما، ولذلك فمن الأفضل الانتظار لحظة وتوقفهم لطلب توضيح حول الموضوع أو العبارة التي لم تفهمها بشكل صحيح.
- اطرح أسئلة توضيحية
تساعد الأسئلة التوضيحية في الحفاظ على محادثة موجهة نحو الموضوع، وعندما تطرح الأسئلة التوضيحية دون انتقاص من مساحة المتحدث، فإن هذا يدل على أنك تستمع وتنتبه وتستعد لمناقشة الأمور بشكل أفضل.
- تجنب الحركات المشتتة للانتباه
التركيز مع المتحدث من خلال تجنب حركات مثل إلقاء نظرة خاطفة على ساعتك أو هاتفك، أو التنهد بصوت عالٍ، أو العبث أو النقر على القلم، يجب أيضًا تجنب تبادل الاتصالات اللفظية أو غير اللفظية مع الآخرين الذين يستمعون إلى المتحدث، هذا يمكن أن يجعل المتحدث يشعر بالإحباط وعدم الارتياح.
- تعاطف مع المتحدث
التعاطف ضروري للإستماع الفعال، يجب أن تنعكس المشاعر التي يشعر بها المتحدث، ويتطلب التعاطف مع المتحدث التركيز وبذل الجهد، ولكنه في نفس الوقت يسمح بالتواصل المفتوح ويساهم في بناء العلاقات
- انتبه إلى الإشارات غير اللفظية
عندما يتواصل الأفراد مع بعضهم البعض، فإن معظم الاتصالات اللافظية تحمل الكثير من المعنى، ويمكن التعرف على الكثير عن شخصية الشخص من خلال لغة جسده ونبرة صوته أثناء التواصل، ويمكن الانتباهأيضًا إلى الإشارات اللافظية الأخرى، ويساعد ذلك في اتخاذ استنتاجات حول ما يقصده الشخص فعليًا عند التحدث إليك.
أنواع الاستماع
يمكن تطوير عدة أنواع من الاستماع سواء في المنزل أو في العمل، ويمكن تلخيصها في الأنواع الرئيسية التالية:
- الاستماع للمعلومات
عندما تريد أن تتعلم شيئًا ما، سوف تستخدم الاستماع للمعلومات لفهم المعلومات والاحتفاظ بها، وعادة ما يتطلب أداء هذا النوع من الاستماع درجة عالية من التركيز، وهذا لأنك بحاجة إلى أن تكون منخرطًا بشكل كبير لفهم مفهوم جديد،عندما تعرف كيفية استخدام الاستماع للمعلومات، فإنك تمكن نفسك من أن تصبح متعلمًا أفضل.
- الاستماع التمييزي
الاستماع التمييزي هو أول نوع من الاستماع الذي يتمتع به الفرد منذ الولادة، حيث يمتلك كل شخص مهارات استماع تمييزية بفطرة. يعتمد الاستماع التمييزي على نبرة الصوت والإشارات اللفظية والتغيرات الصوتية الأخرى. هذا النوع من الاستماع هو المفتاح لفهم الإشارات الدقيقة في الحوار، ويمكن أن يساعدك في قراءة ما بين السطور وسماع ما لم يقال.
- الاستماع المتحيز
يُعرف الاستماع المتحيز أيضًا باسم الاستماع الانتقائي، والشخص الذي يستخدم الاستماع المتحيز سوف يستمع فقط للمعلومات التي يرغبون في سماعها على وجه التحديد، ويمكن أن تؤدي عملية الاستماع هذه إلى تشويه الحقائق، وذلك لأن الشخص الذي يستمع لا يتوافق تمامًا مع ما يرغب المتحدث في توصيله.
- الاستماع المتعاطف
الاستماع الوجداني مدفوع بالعاطفة، يكون بدلاً من التركيز على الرسالة المنطوقة من خلال الكلمات، يركز المستمع على مشاعر وعواطف المتحدث، ويتم ذلك لمعالجة هذه المشاعر والعواطف، باستخدام الاستماع الودي، يمكنك توفير الدعم الذي يحتاجه المتحدث، ويمكنك أن تفهم ما يشعرون به، وليس ما يقولون إنهم يشعرون به.
- الاستماع الشامل
الاستماع الشامل يتطلب مهارات لغوية ويستخدم لفهم الرسائل التي يرسلها الناس باستخدام الكلمات، ويمكن استخدام مزيج من الاستماع الشامل والتمييزي لفهم الرسائل
- التعاطف أو الاستماع العلاجي
الاستماع الوجداني هو نوعٌ مفيدٌ من الاستماع يساعدك على رؤية الأمور من وجهة نظر الآخرين. باستخدام هذا النوع من الاستماع، يمكنك محاولة فهم وجهة نظر شخص آخر أثناء حديثه، ويمكنك استخدام الاستماع الوجداني للتواصل مع تجارب شخص آخر كما لو كانت تخصك، وهذا يختلف عن الاستماع الودي
- الاستماع الناقد
إذا كنت بحاجة إلى تحليل المعلومات المعقدة، فستحتاج إلى استخدام الاستماع النقدي، استخدام التفكير النقدي أثناء الاستماع أعمق من الاستماع الشامل، بدلاً من أخذ المعلومات في ظاهرها، يمكنك استخدام الاستماع النقدي لتقييم ما يقال، الاستماع النقدي يكون مهم جداً عند حل المشكلات في العمل.