الانسانتنمية بشرية

متى يكون الغضب محمودا

الغضب هو حالة يخرج فيها الإنسان عن السلوك العادي والطبيعي. وكان العديد من الأشخاص يعتبرون الغضب أمرا مستنكرا في جميع الحالات، ويرون أن السكوت يجب أن يكون بديلا عن الغضب في جميع المواقف. فالهدوء هو حالة من السكوت والانعزال في المشاكل، وهو عكس الغضب.

جدول المحتويات

الغضب

ولكن في الحقيقة أن الغضب والسكوت منهم الأقسام المحمودة ومنهم الأقسام المذمومة، حيث أن هذا الأمر قد أكدته العديد من الشرائع الإسلامية ومختلف القوانين الوضعية التي أكدت ضرورة النظر في الأسباب والأهداف للغضب والسكوت، والتعرف على الوقت الذي يكون به الغضب محمود أو مذموم، بالإضافة إلى التعرف على الوقت الذي يكون به السكوت محمود أو مذموم.

الغضب المحمود

ربما هذه الأقوال التي سأذكرها الآن لم تقرأ من قبل، ولكن من المعروف أن هناك العديد من النصوص الشرعية التي أكدت أن الغضب هو صفة حميدة تعبر عن الرجولة والتمسك بالمبادئ والأسباب المختلفة.

في القرآن الكريم، كانت هناك قصة موسى مع قومه، حيث قام قومه بعبادة العجل بدلا من الله العزيز، وفي تلك الأيام لم يكن موسى معهم، وكان أخوه هارون معهم. عندما عاد وشاهد عبادة العجل، استنكر هذا الأمر وغضب بشدة، حيث أراد دعم المبادئ الصحيحة في الدين الإسلامي. فقام بإزالة المنكر عن طريق الغضب وتحطيم العجل، ثم عاقب هارون بجر رأسه، الذي يعتبر أشرف عضو في جسم الإنسان، لأنه رأى أن هارون لم يبذل جهدا كافيا في الغضب على قومهم وإرغامهم على ترك أفعالهم السيئة. وقال الله العزيز في كتابه الكريم: `يا أيها النبي! جاهد الكفار والمنافقين وكن قاسيا عليهم، ومأواهم جهنم، ومصيرهم سيء`. وبالتالي، كان الغضب نوعا مأمورا به للتصدي لهم، وكان ذلك محمودا حيث أنه أعتنى بأسبابه وأهدافه كانت مشرفة. وقال الإمام الشافعي، رحمه الله: `من غضب ولم يعبر عن غضبه، فإنه مثل حمار`.

الغضب والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام

وبناء على ما سبق، فإن الغضب هو أمر محمود ومأمور به في العالم الإسلامي، حيث كان هناك العديد من المواقف المختلفة التي غضب فيها النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، على الرغم من كونه صاحب خلق عظيم، ولكن غضبه كان انتصارا للمبادئ والقواعد التي يحث عليها الناس اليوم، ولقد غضب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام من أجل نصرة الدين الإسلامي والدفاع عن المبادئ والقواعد والحق والعدل.

غضب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام على أسامة بن زيد، الذي كان يتشفع في الأمر بحد السرقة عن مخزومية قد سرقت المال. وقال لأسامة: “أتتشفع في حد من حدود الله؟” كما غضب النبي على جماعة من اليهود بسبب مناقشتهم له في مسائل دينية تتعلق بالله عز وجل، وخرجت هذه المناقشة عن حدود الاحترام.

متى يكون الغضب محمودا

الغضب يمتلك العديد من الحالات التي يكون فيها محمودا، وتتمثل هذه الحالات في أن يكون الغضب مجرد تعبير عن الحق واستياء من الظلم. وبالتالي، يكون هذا الغضب محمودا ومشروعا، حيث يحافظ على المبادئ ويسعى لتحقيق السعادة والخير للإنسان وفي الحياة بشكل عام. الغضب المحمود هو صفة من صفات الله عز وجل، حيث يقول الله تعالى: “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما

متى يكون الغضب مذموما

كما ذكرنا في الفقرة السابقة أن الغضب قد يكون محمود في بعض الحالات التي منها أن يكون انتصار على الحق ورضا الله عز وجل، ولكن في بعض من الأحيان الأخرى قد يكون مذموم، ويكون تلك الحالة التي بها مذموم حيث ينساق الإنسان خلق العواطف دون أن يقوم بتحكيم العقل أو القلب في هذا الأمر.

كان رجلًا غاضبًا جاء إلى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقال له إنه يغضب كثيرًا، لكن الرسول أوصاه بعدم الغضب، وعندما طلب الوصية مرارًا وتكرارًا، قال له لا تغضب، حيث إن هناك أنواعمن الغضب المذمومة يمكن أن تؤدي إلى حالات من القتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى