صحة

ماهي الاثار الجانبية للمضادات الحيوية ؟

– “مع زيادة انتشار الأمراض والأوبئة في العالم بسبب الازدحام وتلوث البيئة، تزداد خيارات العلاج التي نمتلكها، ولكن لا نجد وصفات طبية خالية من المضادات الحيوية أو مشتقاتها، ولا نعرف بالضبط فوائد هذهذه المضادات ولماذا تعتبر من الأدوية الشائعة؟

ماهي المضادات الحيوية ؟
تُستخدم المضادات الحيوية خصيصًا للوقاية أو علاج الأمراض البكتيرية، فهي تعمل على قتل البكتيريا المسببة للمرض أو توقف تكاثرها، مما يعطي الجسم فرصة لتقوية مناعته والتخلص من البكتيريا. ومن الجدير بالذكر أن المضادات الحيوية لا تعمل على قتل الفيروسات.

ارشادات استعمال مالضادات الحيوية :
لا يجب تفويت أي من الجرعات للحصول على أقصى فائدة من المضاد الحيوي.
استخدمها وفقا للإرشادات، وبمعنى آخر اكمل فترة العلاج بالكامل حتى لو شعرت بتحسن، لأنه عند تناول المضاد الحيوي، تضعف البكتيريا ويبدأ الشخص بالتحسن، وعند التوقف عن تناوله، تعود الإصابة بالمرض مرة أخرى وتتولد مقاومة لدى البكتيريا، مما يجعلها أكثر ضررا على الإنسان ويطول وقت العلاج.
يجب مراعاة تناول المضادات الحيوية على معدة خالية من الطعام، وتجنب بعض الأطعمة مثل منتجات الألبان والأجبان التي تحتوي على الكالسيوم مع تناول التتراسايكلين، وتجنب كمية كبيرة من الملح إذا كان المريض يعالج بالبنسيلين وكذلك الكوينولونز، وخاصة في حالة مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم الرئوي .
يجب تجنب طحن أو تكسير بعض حبوب الأدوية التي قد لا تكون مستقرة أو لديها نظام بطيء في ذوبان الدواء، مما يؤدي إلى تأخير ظهور تأثير الدواء.
إذا كان الدواء على شكل سائل، فيجب ترجه جيداً قبل الاستخدام.
من المفضل استخدام المكيال المرفق بالعبوة لتناول الجرعة الصحيحة.
يجب عدم استخدام الدواء بعد انتهاء صلاحيته.
تختلف مدة صلاحية بعض المضادات الحيوية بعد حلها أو إضافة الماء إليها، حيث يكون تاريخ صلاحيتها عادة لمدة أسبوعين بعد حل الدواء.
تختلف الجرعات المضادة من شخص لآخر وفقا لنوع المرض والعمر والوزن والحالة الصحية للمريض، مثل وظائف الكلى والكبد.
لا يجب تناول دواء من شخص آخر أو إعطاء دوائك لأي شخص آخر، حيث يختلف نوع المرض والجرعة من شخص لآخر، ويجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء
يجب الاحتفاظ بورقة تتضمن جميع الأدوية التي يتم تناولها بوصفة طبية أو بدونها، وكذلك الأدوية العشبية والمكملات الغذائية.
استشرِ الطبيبَ أو الصيدلي قبلَ تناولِ أي دواءٍ بدونَ وصفةٍ طبيةٍ.

ماهي الاثار الجانبية للمضادات الحيوية ؟
– يمكن أن يساعد الغثيان والقيء في التخفيف من خلال تناول وجبات خفيفة متعددة أو مضغ العلكة.
تنتج سهالا من قتل البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، ولتعويضها ينصح بتناول الزبادي أو خمائر اللبن (Lactobacillus) للتخفيف منها.
ينبغي توخي الحذر عند التعرض لأشعة الشمس إذا كنت تتناول دواء التتراسايكلين.
قد تسبب بعض المضادات الحيوية تغيرا في لون البول، وهذا أمر طبيعي بسبب وجود أصباغ في الدواء، ولا يستدعي القلق مثل (نيتروفيورانتوين Nitrofurantoin) و (الريفامبين Rifampin)، و (الريفابيوتين Rifabutin) تسبب احمرارا في لون البول، وكذلك دواء (الميترونيدازول Metronidazole) وأدوية (السلفوناميد Sulfonamide) تسبب تغمقا في لون البول.
بعض المضادات الحيوية تسبب تغييرا في لون البراز، على سبيل المثال، الريفامبين يسبب احمرارا، أما الكليندامايسين والتتراسايكلين فقد تجعل البراز قاتما، وجميع المضادات الحيوية قد تسبب ابيضاضا في لون البراز.
– ظهور حساسية لأجسام بعض المرضى عند تناول نوعية من المضادات وخصوصاً مجموعة البنسلين، وتختلف درجة الخطورة من شخص لآخر، فمنها ماهو قليل الخطورة مثل الإسهال الخفيف والقيء والحرقان الخفيف في المعدة أو طفح جلدي وهرش، ومنها ماهو أخطر من ذلك مثل الإسهال الشديد أو صعوبة في التنفس، وفي هذه الحالة يجب على المريض التوقف فوراً عن أخذ الدواء والاتصال بالطبيب المعالج.
تتسبب بعض أنواع المضادات الحيوية، خصوصاً التي تعتبر واسعة المدى، في قتل البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، بسبب عدم اتباع الإرشادات الطبية واستخدام الدواء لفترة طويلة، مما يزيد من احتمالية إصابة الأمعاء بالهجمات البكتيرية الضارة التي تؤدي إلى عدوى جديدة يصعب علاجها.
يمكن لبعض المضادات الحيوية أن تعبر الحاجز المشيمي وتتسبب في آثار جانبية خطيرة على جنين الحامل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، كما يمكن أن تؤثر بعض المضادات الحيوية على الرضع من خلال حليب الأم.
تؤدي بعض الأدوية مثل aminoglycosides، مثل streptomucin، إلى اضطرابات في عملية السمع والاتزان قد تصل إلى درجة الصمم، كما يمكن أن تؤثر على الكلية، لذا يجب تناول هذه الأدوية بحذر وفقًا للجرعات المحددة.
– دواء chloramphenicol المستخدم في علاج حمى التيفوئيد له آثار خطيرة على نخاع العظام تظهر على شكل: فقر دم، قلة عدد الكريات البيضاء، قلة الصفائح الدموية. ومن أخطر مايسببه هذا الدواء حالة تسمى متلازمة الطفل الرمادي (Gray baby syndrome)، ومن الممكن أن تسبب هذه الحال نسبة وفيات عالية، وغالباً ماتحصل هذه الآثار في الأطفال والرضع. لذا يجب استعماله بحذر شديد للأطفال وفي حالات خاصة.
تؤثر الأدوية التي تحتوي علىtetracyclines بشكل سلبي على الكالسيوم، مما يؤدي إلى ترسب هذه المواد في الأسنان والعظام، ولا سيما إذا تم استخدامها خلال فترات الحمل والرضاعة، أو لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة.

طريقة حفظ الادوية :
يجب الحفاظ على الأدوية بعيدًا عن متناول الأطفال
يجب حفظ الأدوية بعيدًا عن مصادر الرطوبة.
يجب حفظ الأدوية عند درجة حرارة الغرفة البالغة 25 درجة مئوية.
عند حفظ المشروبات في الثلاجة، يجب تجنب تجميدها.
يجب التخلص من الأدوية القديمة عندانتهاء صلاحيتها.

اهمية المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا :
يتم عمل المضادات الحيوية لمحاربة البكتيريا- بشكل عام- من خلال طريقين:
الطريق الأول: تؤدي قدرة المضادات الحيوية على تثبيط تكوين جدار الخلية في البكتيريا إلى موتها وخروج مكوناتها.
الطريق الثاني: تتم عملية الوقف والحد من تكاثر البكتيريا بتثبيط تكوين الحمض النووي (RNA و DNA) أو تثبيط تكوين بروتينات الخلية.

اشهر المضادات الحيوية واستعمالاتها :

penicillin ومشتقاته: تعد هذه الأودية من أهم مجموعات المضادات الحيوية وأقدمها، وهي فعالة ضد البكتيريا ذات الغلاف الإيجابي، ومن أمثلتها: الأمبيسيلين، الأموكسيسيلين.

Tettracyclines-: هذه الأدوية تعمل على منع نمو البكتيريا وتسمى المضادات الحيوية ذات المفعول الواسع بسبب قدرتها على محاربة كلا من البكتيريا النوع G+ وG-، ومن أمثلتها: التتراسيكلين والدوكسيسيكلين.
-sulphonamides: فهي فعالة ضد العديد من البكتيريا ذات الصفات الإيجابية والسلبية، وتعتبر قاتلة للبكتيريا، مثل SUPHASALAZINE و SULPHAMETHOXAZOLE

Cephalosporines : هذه الأدوية تقتل البكتيريا وتعمل على نطاق واسع، ومن الأمثلة على هذه المجموعة سيفاكلور، سيفالكسين.
– macrolides : تستخدم هذه الأدوية لقتل البكتيريا أو منع نموها، ومن أمثلتها: clarithromycin .

aminoglycosides : تعد هذه الأدوية فعالة جدا في مكافحة الالتهابات التي تسببها البكتيريا من النوع G-، ومن الأمثلة على ذلك: ستريبتومايسين، جينتامايسين.

– chloramphenicol: هذا الدواء يعمل كمانع لنمو البكتيريا بشكل واسع النطاق، ولكن فعاليته أقل من البنسلين والتتراسيكلين ضد البكتيريا G+

كيف يقوم الطبيب باختيار المضاد الحيوي المناسب؟
– العمر والجنس والوزن.
حالة الأعضاء في الجسم، وخاصة الكلية والكبد.
حَالةُ الجهازِ المناعيِ للمريضِ وخطرُ تفاعلاتِ الحساسيةِ الناجمةِ عنِ استعمالِ بعضِ المضاداتِ الحيويةِ.
– شدة العدوى
إذا كانت المريضة حاملًا أو ترضع.
إذا كان المريض يعاني من أمراض أو يتناول أدوية أخرى، فيجب الاهتمام بهذا الأمر.
عادةً ما يتم صرف مضاد حيوي واحد للقضاء على البكتيريا؛ وذلك لعدة أسباب، بما في ذلك:
منع مقاومة البكتيريا للعديد من أنواع المضادات الحيوية.
يجب تقليل الآثار الجانبية التي قد تنتج عن استخدام أكثر من نوع من المضادات الحيوية.
– تقليل التكلفة.
في حالات معينة، يتطلب إعطاء المريض مضاد حيوي أكثر من واحد لأسباب منها:
تزيد فعالية الدواء في القضاء على البكتيريا.
تقليل التأثيرات الجانبية لبعض أنواع المضادات الحيوية.
– تقليل جرعة الدواء.
حالات التهاب شديدة تهدد حياة المريض.
تضيف الشركة المصنعة في بعض الأحيان مادة تزيد من فاعلية الدواء ضد البكتيريا، ومن أمثلة الأدوية الشهيرة هو دواء أجمنتن (Augmentin)، يحتوي هذا الدواء على مركبين: الأول هو أموكسيلين المضاد للبكتيريا والثاني هو حامض كلافولانيك المعروف (Clavulanic acid)، وهذا المركب ليس له تأثير مباشر على البكتيريا، ولكنه يساعد في زيادة فاعلية الدواء عن طريق تعطيل إنزيم معين في الجسم يلغي تأثير الدواء.

دراسات وابحاث خاصة بالمضادات الحيوية :
تزيد المضادات الحيوية الموصوفة للأطفال الرضّع احتمالية الإصابة بالإكزيما
وجدت دراسة بريطانية حديثة أن إعطاء المضادات الحيوية للأطفال ما دون العام الواحد من العمر يزيد خطر إصابتهم بالأكزيما بنسبة 40%. وقد تسهم هذه النتائج في فهم أفضل لطبيعة الأكزيما ومسبباتها والتعامل معها.وأجرى الدراسة باحثون في مستشفى “غيز آند سانت توماس” وجامعات كينغز كوليدج لندن، ونوتنغهام، ومستشفى أبردين الملكي. وقام الباحثون بالاطلاع على معطيات تعود إلى عشرين دراسة تشمل نحو 293 ألف طفل.والأكزيما التهاب يصيب الجلد وتشمل أعراضه الاحمرار والحكة والجفاف، وقد يصاحبه تورم في الجلد أو تقشره. ولا يعرف السبب المؤكد للإصابة بالمرض ولكن يعتقد أن عدة عوامل بيئية ووراثية تلعب دورا في ذلك.ولفت الباحث من جامعة كينغز، الدكتور كارستن فلور، إلى أن دراسات سابقة أشارت إلى وجود علاقة بين إعطاء المضادات الحيوية للأطفال وزيادة خطر إصابتهم بالأكزيما. مؤكدا أن هذه هي الدراسة الأولى الواسعة النطاق التي تبحث هذه الفرضية.وأضاف فلور أنهم توصلوا إلى أن التعرض في السنة الأولى من الحياة للمضادات الحيوية قد يزيد خطر الإصابة بالأكزيما بنسبة 40%، وبخاصة مع تناول المضادات الحيوية الواسعة النطاق. مرجحا أن يكون تناول المضادات الحيوية في السنة الثانية من العمر أقل أهمية، مشيرا إلى عدم وجود دراسات عن ذلك.ونصح فلور بوصف المضادات الحيوية بحذر، وبخاصة للأطفال الذين لدى أسرهم تاريخ مرضي من الأكزيما والأمراض الجلدية.ولفت إلى أن أهمية هذه الدراسة تكمن في مساعدتها على فهم أفضل للعلاقة المعقدة بين استخدام المضادات الحيوية والإصابة بالأمراض الجلدية. مؤكدا في الوقت نفسه على الحاجة لدراسات إضافية.

تعد المضادات الحيوية الخيار الأفضل لعلاج التهاب المرارة
يشير الباحثون البريطانيون إلى أن إعطاء جرعة علاجية من المضادات الحيوية للأشخاص المصابين بالتهاب زائدة بدون مضاعفات يمكن أن يكون مفيدا تماما مثل إجراء جراحة لإزالة الزائدة. قام الباحثون بمراجعة دراسات تشمل مئات المرضى لتحديد أن العلاج بالمضادات الحيوية يمكن أن يكون بديلا آمنا للجراحة التي كانت تعرف منذ عام 1889 بقاعدة الذهب في علاج الزائدة الملتهبة. يقول الدكتور ديليب لوبو، الباحث الرئيسي وأستاذ جراحة الجهاز الهضمي في المركز الطبي الجامعي التابع لجامعة نوتنغهام وكوين: “بدء إعطاء المضادات الحيوية عند تشخيص حالات التهاب زائدة حادة بدون مضاعفات، وإعادة تقييم المريض، سيؤدي إلى وقف الحاجة لإجراء المزيد من العمليات
يتم إجراء الاستئصال الجراحي للزائدة بهدف تقليل حجم المرضة بشكل عام على المريض. ويمكن أن تساهم المضادات الحيوية أيضًا في تقليل فترة إقامة المريض في المستشفى. قال لوبو إن توفر أدوات تشخيصية محسَّنة حاليًا يجعل من الآمن اتباع سياسة الانتظار مع المراقبة ثم التدخل بالعلاج للمرضى المصابين بالتهاب الزائدة دون مضاعفات، أو عند عدم تأكيد التشخيص. أكد الدكتور لوبو أن وضع التشخيص الصحيح هو الأساس في حالة هؤلاء المرضى، وليس الاستئصال الجراحي المبكر للزائدة. ولكن عندما يكون هناك علامات واضحة على وجود انفتاق في الزائدة أو التهاب في البريتوان، يبقى الاستئصال الجراحي للزائدة هو الحلا المناسب في مثل هذه الحالات. وبخصوص التقرير المنشور في المجلة الطبية البريطانية في 5 أبريل، أجرى فريق الدكتور لوبو تحليلًا متقدمًا على أربع دراسات شملت 900 مريضٍ بالزائدة تم توزيعهم عشوائيًا إلى مجموعتين، إحداهما أجريت لهم جراحة والثانية تلقت المضادات الحيوية. وتبيَّن للباحثين أن من بين المرضى الذين عولجوا بالمضادات الحيوية، 63% منهم لم يحتاجوا لأي علاج إضافي لمدة سنة بعد العلاج بالمضادات، وكانت نسبة المضاعفات لديهم منخفضة بنسبة 31% مقارنة بالذين أجريت لهم الجراحة. ولوحظ أن من بين أكثر من 400 مريض عولجوا بالمضادات الحيوية، عادت الأعراض لدى 68 مريضًا، ومن هؤلاء عانى 13 مريضًا من التهاب خطير في الزائدة، وعانى أربعة مرضى من التهاب عادي في الزائدة، في حين تم علاج ثلاثة مرضى بنجاح بإعطائهم المزيد من المضادات الحيوية. كما لم يكن هناك فروق ملحوظة في مدة الإقامة في المستشفى ولا في نسبة حدوث مضاعفات بين المجموعتين. وذكر الدكتور أولاف باكر من جامعة أوترخت في هولندا في المقالة الافتتاحية للمجلة أن العلاج التحفظي بالمضادات الحيوية للزائدة الملتهبة يظهر نتائج أفضل من الجراحة. ولكنه أشار إلى أن هذه النتائج يجب تفسيرها بحذر وأنه يحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات. الخيار بين الجراحة والعلاج بالمضادات الحيوية يعتمد على احتمالية الفشل ومخاطر كل طريقة، وأن المرضى يجب أن يكونوا مستعدين لتحمل العواقب المحتملة لكل اختيار. قال الدكتور كارل شولمان من جامعة ميامي في فلوريدا إنه يمكن للمريض اتخاذ قرار مستنير بطرح الأسئلة واستشارة الأطباء لاتخاذ القرار المناسب لحالته.

المضادات الحيوية خطر اثناء الحمل
أشارت دراسة دنمركية إلى أن الأطفال الذين تعاطت أمهاتهم مضادات حيوية أثناء الحمل يتعرضون لمخاطر قليلة أكثر للإصابة بمرض الربو. ورغم عدم تأكيد النتائج أن المضادات الحيوية هي السبب وراء زيادة المخاطر، إلا أنها تدعم الفرضية بأن البكتيريا “الصديقة” في الجسم لها دور في تحديد إصابة الطفل بالربو وأن المضادات الحيوية قد تؤثر على وظيفة هذه البكتيريا المفيدة. وأوضح هانز بيسجارد، أحد المشاركين في الدراسة وأستاذ في جامعة كوبنهاجن، بأنهم يعتقدون أن استخدام المضادات الحيوية من قبل الأمهات يعيق التوازن في البكتيريا الطبيعية التي تنتقل إلى الجنين وأن هذا العجز في التوازن في مرحلة مبكرة من العمر يؤثر على نضج جهاز المناعة للجنين. وقد ربطت الدراسات السابقة بين تناول المضادات الحيوية في الطفولة المبكرة وزيادة مخاطر الإصابة بالربو، وعلى الرغم من اختلاف بعض الباحثين حول هذه النتائج. وقام بيسجارد وفريقه بجمع معلوماتهم من سجل وطني لبيانات المواليد في الدنمارك لأكثر من 30 ألف طفل ولدوا بين عامي 1997 و 2003 ومتابعتهم لأكثر من خمس سنوات. وتوصلوا إلى أن حوالي 7300 طفل، أي ما يقرب من الربع، تعرضوا لتأثير المضادات الحيوية أثناء فترة الحمل لدى أمهاتهم. ومن بينهم، أصيب 238 طفلا، أي أكثر بقليل من ثلاثة في المئة، بالربو عند بلوغهم سن الخامسة. وأفادت الدراسة التي نشرت في دورية طب الأطفال بأن نسبة 2.5 في المئة، أي 581 طفلا من بين حوالي 23 ألفا، لم يتعرضوا لتناول أمهاتهم للمضادات الحيوية خلال فترة الحمل، أصيبوا بالربو. وبعد مراعاة عوامل أخرى قد تزيد من مخاطر الإصابة بالربو، خلص الفريق إلى أن الأطفال الذين تعرضوا للمضادات الحيوية يتعرضون لمخاطر أكبر بنسبة 17 في المائة للإصابة بالربو.

اول اكتشاف للمضادات الحيوية
بدأت قصة اكتشاف المضادات الحيوية أثر سلسلة من التجارب قام بها طبيب إنجليزي يدعى الكسندر فلمنج، حيث لاحظ عام 1929م وجود عفن أخضر ينمو في أحد صحائف مزرعة الجراثيم، كما لفت نظره أن المستعمرات الجرثومية الملاصقة للعفن قد توقف نموها واندثرت، فأخذ يبحث عن تفسير لتلك الملاحظات حتى تأكد أخيراً أن هذا العفن يفرز مادة تبيد الجراثيم، بعدها اتجهت محاولاته إلى فصل تلك المادة وفعلاً استطاع الحصول على المادة وأطلق عليها اسم البنسلين نسبة إلى نوع العفن الذي يفرزها المسمى البنسيليوم. إلا أن فليمنج لم يكن كيميائياً فلم يستطع استخلاص البنسلين بشكل نقي ولم تستفد البشرية من البنسلين إلا بعد 11 عاماً أي عام 1940م حينما تمكن الدكتور (فلوري) وزميله (شن) بعد تجارب عديدة من استخلاص البنسلين نقياً وتم تجربته على حيوانات التجارب لاختبار مفعوله أما أول اختبار للبنسلين على الإنسان فكان عام 1941م حينما حقن شرطي كان مصاباً بالالتهاب وفي حالة احتضار، فتحسنت حالته. بعدها أخذت صناعة البنسيلين تنتشر على نطاق واسع مما أدى إلى إنقاذ حياة مئات الآلاف من الجرحى خلال الحرب العالمية الثانية. وبدأت المضادات الحيوية الأخرى بالظهور تباعاً البكتيريا والفيروس يوجد في الجسم جهاز مناعي لمحاربة الأجسام الغريبة ومنها البكتيريا، وفي حالة عدم قدرة الجهاز المناعي على كسب المعركة تقوم المضادات الحيوية بمساعدة الجسم بالقضاء على هذا العدو الخارجي دون المساس بخلايا الجسم.ولكي نوضح عمل المضادات الحيوية ضد البكتيريا يجدر بنا أن نفرق بين البكتيريا والفيروسات إذ يخلط بينهما كثير من الناس.فالبكتيريا كائنات وحيدة الخلية تتألف من كافة مكونات الخلية الحية، وهي لاترى بالعين المجردة، ولكن يمكن رؤيتها بواسطة المجهر المركب، وهي ذات أشكال مختلفة، فمنها العصوية والكروية والحلزونية، وهي تستطيع التكاثر خارج جسم الكائن الحي أو في وسط اصطناعي يحتوي على مواد غذائية مهمة لنمو البكتيريا. وتنتشر في كل مكان في حياتنا، بعضها مضر وبعضها غير مضر، ويوجد في الجسم أنواع من البكتيريا النافعة وخصوصاً في الأمعاء ويمكن القضاء على المضر منها بواسطة المضادات الحيوية، وغالباً لايوجد لها تطعيم وقائي.أما الفيروسات فهي كائنات صغيرة جداً لاترى إلا بالمجهر الإلكتروني، وهي ذات شكل عصوي أو كروي، تتركب من جدار بروتيني بداخله الحمض النووي RNA وDNA دون أن يكون لها أي أعضاء أخرى، لذا لا تستطيع التكاثر إلا داخل جسم الكائن الحي لكي تستعمل أعضاءه في التكاثر والنمو، ولايمكن أن تعيش في وسط اصطناعي كما في البكتيريا. والفيروسات لاتتأثر بالمضادات الحيوية، ولكن يمكن القضاء على بعض أنواعها باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات (Antivirus) وذلك في نطاق ضيق جداً وتحت إشراف طبيب متخصص نظراً لآثارها الجانبية الخطيرة على الجسم. أما معظم الالتهابات الناتجة من الفيروسات مثل الزكام والأنفلونزا والتهاب الحلق والقيء والإسهال وغيرها فللجسم القدرة على التخلص منها في غضون أيام عن طريق نظام المناعة. وبعض الفيروسات لها تطعيم وقائي.تحصل العدوى من الكائن الحي الذي له القدرة على إيذاء الإنسان عن طريق وصوله إلى مكان مناسب في الجسم يتكاثر فيه وينمو، وينتج عنه مواد سامة تؤثر على جسم الإنسان، وذلك عند ضعف قدرة الجسم على التغلب على العدوى، وتظهر هذه التأثيرات في شكل أعراض مرضية تختلف حسب نوع الجرثوم المسبب للمرض.

تؤدي المضادات الحيوية إلى زيادة الوزن لدى الأطفال
قال خبراء أمريكيون إن استخدام المضادات الحيوية للأطفال قد يؤدي إلى زيادة الوزن في مراحل لاحقة من العمر. ووجدت دراسة شملت 11532 طفلا، نشرت في مجلة “الجردة الدولية لمشكلات السمنة”، أن تناول المضادات الحيوية من قبل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر يزيد احتمالية زيادة وزنهم فيما بعد. ويقول الخبراء إن المواد الدوائية يمكن أن تؤثر على بكتيريا الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تغييرات في الوزن. ولكنهم يؤكدون أنه يجب بذل المزيد من الجهود لفهم العلاقة بشكل أفضل. وكما أن عدد البكتيريا التي تعيش في الجسم يفوق عدد خلاياه، فإن هذا يثير اهتماما متزايدا من أجل فهم تأثير “الميكروبيوم” على صحة الإنسان. و”الميكروبيوم” هو مجموعة من البكتيريا النافعة التي تساعد الجسم على هضم الطعام واستقلاب المغذيات الأساسية. وفي بعض الحالات المتطرفة، يتم زرع البراز لتوليد بكتيريا نافعة للجهاز الهضمي، والتي تستخدم لعلاج الأمراض المعدية في حال فشلت طرق العلاج الأخرى. وتشير هذه الدراسة إلى أن الأطفال الذين يتناولون المضادات الحيوية في سن الولادة وحتى خمسة أشهر يزيد وزنهم بشكل طفيف عندما يبلغون عمر 10 و20 شهرا، ويزيد الوزن بنسبة 22٪ تقريبا بعد بلوغهم 38 شهرا. وأوضح ليوناردو تراساند، أحد الباحثين في كلية الطب بجامعة نيويورك، قائلا “كنا نعتبر البدانة وباء ينتج عن نظام غذائي غير صحي وقلة النشاط البدني، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأمر أكثر تعقيدا.” وأضاف أن الميكروبيوم الذي يصيب الأمعاء “قد يلعب دورا كبيرا في كيفية استيعاب الجسم للسعرات الحرارية، وأن استخدام المضادات الحيوية، خاصة في مراحل العمر الأولى، يمكن أن يؤدي إلى مقتل البكتيريا النافعة التي تؤثر على استيعاب المغذيات الأساسية في الجسم وتسبب الضعف.” وقال كورماك جاهان، المتخصص في علم الجراثيم بجامعة كوليج كورك، “هناك اهتمام كبير بهذا المجال، ولكن هذا العمل ما زال في مراحله الأولى.” وأضاف أن تغيير بكتيريا الجهاز الهضمي يمكن أن يؤثر على الوزن من خلال “تأثير مباشر على استخلاص الطاقة” أو “الهرمونات المؤثرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى