ماهو التشبه المذموم
من المعروف ولا يخفى على أحد في هذا العصر أن العالم أصبح الآن قرية صغيرة بسبب التواصل المفتوح ووجود وسائل التواصل الاجتماعي التي سمحت للناس بمعرفة عادات وثقافة الشعوب المختلفة وتيسير التواصل مع كل ما هو غريب. ومن الممكن أن تجد أشخاصا يقتبسون من شخص ما ويحاولون التشبه به في كل المجالات، وليس التشبه بالأفراد فحسب، بل يمكن أن تجد من يحاول جاهدا أن يتشبه بثقافة وعادات دولة أجنبية عن بلده وهكذا.
معنى التشبه
عندما تقول أن فلان متشبه بأحد، فذلك يعني أنه يقوم بما يفعله فلان، أو يحاكيه، كما لو أن شخصا ما حلق شعره بطريقة معينة وفعل ذلك شخص آخر، في هذه الحالة يستخدم مصطلح التشبيه والمحاكاة، وهو عندما يقوم شخص بتقليد شخص آخر سواء في شكله أو ملبسه أو صفاته، مع شرط أن تكون نية الشخص هي التشبه بذلك الشخص.
أنواع التشبه
والتشبه إما أن يكون محمودا أو يكون مذموما:
التشبه المحمود
إذا ما اردنا ان نتشبه بغيرنا من الدول الكافرة فإن ذلك لا يكون على حساب الدين بمعنى أن لا نتشبه بمعتقداتهم ولا دينهم وانما نظل متمسكين بتعاليم ديننا وبقيمه ، وقد نتشبه بهم في شأن التقدم العلمي بمعنى أن نحاول جاهدين ان نسير مع هذا الركب العلمي المتقدم ، نسبقهم فيه كما كنا من قبل أئمة وسادة الأمم في العلم.
التشبه المذموم
التشبه المذموم صوره كثيره ومتنوعه منها:
التشبه بالشيطان هو عندما يفعل شخص ما شيئا يشبه ما يفعله الشيطان، مثل الأكل باليد اليسرى، حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكل باليد اليسرى والشرب بها، لأن الشيطان يأكل بيده اليسرى ويشرب بها. وبالتالي، يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من القيام بأي شيء يشبه ما يفعله الشيطان.
2- التشبه بالكفار: توجد أحكام كثيرة تتعلق بالتشبه بالكفار، منها ما يعتبر شركا أو كفرا عندما يكون التشبه مبنيا على اتباع دينهم ومعتقداتهم. ومن التشبه أعمال تعتبر معاصي وفسقا، مثل التشبه بآدابهم مثل تشبه الرجال بالنساء أو النساء بالرجال، أو ارتداء الذهب من قبل الرجال. وهناك أيضا التشبه الذي يعتبر مكروها.
– “قال النبي صلى الله عليه وسلم: `تتبعوا سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم.` فقالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ فقال: `فمن؟` ويعرف هذا الحديث النبوي رفض التشبه بالأمم الكافرة، وحث المسلمين على اتباع سنن الأنبياء الذين سبقوهم في الإيمان، واتباع شريعة الإسلام.
3- تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال: هذا التشبيه شائع جدا في هذا الزمان، وهو من الأمور التي تؤدي إلى لعن صاحبه، فقد قال ابن عباس رضي الله عنه: `لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال`، لأنه يخالف الفطرة السوية السليمة التي خلقنا الله بها، ويسبب العديد من المشاكل الدينية والدنيوية.
صور التشبه المذموم
المجالات التي يتشبه بها الرجال بالنساء او العكس كثيره ومتنوعه ومنها:
يمكن للرجل أن يقلد طريقة المرأة في المشي أو اللباس أو الحركة أو تخفيف صوته حتى يصبح مثل صوت المرأة، ولكن لا يجوز له ارتداء المجوهرات كالذهب للزينة، فهذا يكون حكرا على النساء، وكذلك يمكن للرجل أن يصيح في الأفراح مثلما يفعل النساء، ولكن في حال لم يكن الهدف من ذلك التشبه فإنه يعتبر مكروها، وإذا كان الهدف هو التشبه فإنه يعتبر محرما بالنسبة للرجال.
كما أنه من المذموم للمرأة أن تشبه الرجال في ارتداء الملابس التي تخص الرجال، أو استخدام الأشياء التي تختص بالرجال فقط، وهذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم واعتبره من التشبه المذموم.
يعتبر التشبه بالفساق من التشبه المذموم أيضا؛ حيث ذكر في قول القرطبي أنه إذا كان للفساق لباس خاص بهم، يمنع على غيرهم من لبس هذا اللباس، حتى لا يظن أحد بأنه مثلهم.
يشمل منع التشبه بالحيوانات، كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: `اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب`.