ماري أنطوانيت حياة مترفة ونهاية مؤلمة
قالت ماري أنطوانيت، ملكة فرنسا، عندما أخبرها رجال البلاط الملكي بأن الشعب جائع ولا يجدون الخبز ليأكلوه: إذا لا يوجد خبز للفقراء، فليأكلوا الكعك.
ماري أنطوانيت طفلة مدللة :
ولدت ماري أنطوانيت في عام 1755 في مدينة فيينا، وكانت أصغر أخواتها. عاشت طفولة مدللة ومرفهة، ثم انتقلت إلى فرنسا لتتزوج عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها من ملك فرنسا لويس السادس عشر، الذي كان يكبرها بعام واحد فقط.
حياة صاخبة مليئة بالترف:
قامت ماري بالتمرد على حياة البلاط الملكي التي وصفتها بأنها كئيبة ومملة، واستبدلتها بالحفلات والمسرحيات والقمار، وتصدت لأي شخص يحاول الوقوف في طريقها، حتى أنها عزلت العديد من الوزراء الذين اقترحوا تخفيض نفقاتها والابتعاد عن هذه الحياة الضجيجية.
تحدت ماري أنطوانيت جميع العادات والتقاليد الملكية، مما جعلها شخصية مكروهة لدى رجال البلاط الملكي. كانت تسرف بشكل كبير ولا تهتم بميزانية الدولة وأحوال الرعية، التي كانت تنذر بخطر شديد.
بداية النهاية:
اجتمع حكماء البلاط الملكي ليخبروا ماري بأحوال الرعية وبضرورة خفض النفقات الملكية وتعويض الشعب عن حالة البؤس والشقاء التي يعيش فيها إلا أنها قابلت كلامهم بمنتهى السخرية والرفض وهددت بالاستعانة بأخيها ملك النمسا لردع هؤلاء الفقراء الهمجيين وفي هذا الوقت لم يكن للملك أي سلطة على البلاد فقد كانت الكلمة الأولى لماري فهو ضعيف الشخصية مرتبك لا يستطيع حتى إبداء الرأي فهو مجرد منفذ لاقتراحات وأراء زوجته ماري أنطوانيت.
وكانت الكارثة حين قام الملك بجمع الجنود لمواجهة الحشود في عام 1789م، لكن الحشود قاومت الجنود بشدة وقوة، ولم تتعظ ماري بل شعرت بالغرور والكبرياء وحاولت مرة أخرى جمع الجنود لمواجهة الحشود المتمردة، وفي هذه المرة كانت المواجهة أشد وأعنف مما اضطر الحشود لإجبار ماري وزوجها الملك على الانتقال إلى قصر تويليري في باريس وسجنهما فيه، مما أدى إلى إصابة ماري بالجنون والعناد وقرارها استدعاء حكام وملوك أوروبا لمساعدتها، ورفضها الكامل لسماع مطالب الثوار وإعطائهم أي حقوق في الدولة.
القشة التي قسمت ظهر البعير :
بعد تداول خبر استعانة ماري أنطوانيت بحكام وملوك أوروبا لإضعاف شعبها والمتمردين، اشتدت العداوات والكراهيات ضدها، وقرر الذين هاجموا القصر محاكمتها وعائلتها وإدانتهم بالإعدام
في عام 1793م صدر حكم الإعدام بحق ماري أنطوانيت، حيث تم اقتيادها إلى ساحة الإعدام رثة الثياب وشعرها الأشعث الأبيض، لكنها كانت تمشي بفخر وزهو وكأنها لا تهتم بالموقف الخطير الذي كان ينتظرها
في مشهد عنيف في ساحة واسعة أعدت للإعدام، تم اصطحابها مع الجنود، وكانت الساحة مليئة بالجماهير الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة التي تعويضا لهم عن الحياة البائسة التي كانوا يعيشونها. رغم أن الجماهير كانت تراشقها بالشتائم والتوبيخ والإذلال، إلا أنها بدت قوية وصامدة وتحملت الموقف بابتسامة واسعة وواجهت الجميع بشجاعة، حتى وضعوها على المقصلة لينهوا حياة ملكة فرنسا المدللة والعنيدة
ماري أنطوانيت بداية مشرقة ونهاية مأساوية :
على الرغم من نشأتها المنعمة والمدللة إلا أنها كانت تتمتع بالتمرد على العادات والتقاليد فكانت تقوم بأفعال غريبة على البلاط الملكي فقد جاءت بعض الروايات أنها أنشأت حظيرة داخل القصر لتربية الدجاج وكانت تقوم بزيارتها كل يوم وجمع البيض بنفسها ولم تكتفي بذلك بل كانت تدعو صديقاتها لتناول الشاي معها في هذه الحظيرة كما أنها كانت مغرمة بقصات الشعر الغريبة فقد كان المسؤول عن تصفيف شعر الملكة يتفنن في صناعة البواريك والشعر المستعار بأشكال وألوان مختلفة حتى تنال رضاها إنها ماري أنطوانيت.