ما هي مظاهر الصحة النفسية الجيدة ؟
في الأساس، الصحة النفسية تعتبر من أهم فروع علم النفس، بل هي أكثرها تعقيدا وتنوعا. لكل فرد في المجتمع طريقته الخاصة في التفكير ومجموعة من العادات والتصرفات المحببة له، ويجد نفسه ميلا إليها بشكل كبير، بالإضافة إلى بعض التصرفات أو العادات التي يكرهها ويتجنبها ولا يميل إليها. واتفق علماء النفس على مجموعة من المؤشرات التي تعني وجود صحة نفسية جيدة أو متوازنة، من بينها ما يشعر به الشخص بنفسه وما يلاحظه الآخرون أو المحيطون به نتيجة تعاملهم معه. فما هي أهم مظاهر الصحة النفسية الجيدة.
المظاهر الخاصة بالصحة النفسية الجيدة :هناك عدة مظاهر خاصة بالصحة النفسية وهي
أولاً :- الاتزان الانفعالي يعني مدى اتزان الفرد في ردود أفعاله المختلفة، حيث يتعامل بطريقة مناسبة وعقلانية مع المواقف والأشخاص والأمور المختلفة التي تواجهه، ويجد حلولا للمشكلات أو الصعوبات التي تواجهه، وذلك بشعوره بالراحة النفسية والطمأنينة والاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى الشعور بالتفاؤل والأمل في المستقبل وابتعاده عن القلق والتوتر العالي، مما يدل على تمتعه بصحة نفسية جيدة .
ثانياً :- – الدافعية: تشير إلى الدوافع وراء تنفيذ أفعال مختلفة من قبل الفرد. وتنقسم الدافعية إلى عدة أنواع، بما في ذلك الدوافع العضوية التي ترتبط بالجسم وأعضائه المختلفة، مثل تناول الطعام بسبب الجوع أو الاستراحة بعد بذل جهد، والشعور بالتعب. وهناك أيضا الدوافع النفسية والبيولوجية، وهي قريبة من الدوافع العضوية، حيث لا يتحكم فيها الجسم مباشرة، بل تعتبر دوافعا داخلية مثل الحب والكراهية والغضب والحزن. وأخيرا، هناك الدافع القيمي، الذي يعبر عن مجموعة مبادئ الشخص وقيمه التي يؤمن بها ويتبعها. وهو العامل الذي يؤثر بشكل كبير على سلوك الأفراد، حيث يعكس سلوك الشخص مبادئه وقيمه التي يؤمن بها .
ثالثاً :- – التفوق العقلي: يعني نسبة الذكاء الخاصة بالفرد، مثل قدرته على التحليل أو التحصيل الدراسي. وهي ترتبط بشكل عالي بالصحة النفسية الجيدة، إذ أن عدم تمتع الفرد بصحة نفسية جيدة ينتج عنه معاناته من التشتت العالي في تفكيره، وعدم اتزانه العقلي .
رابعاً :- من المظاهر الواضحة للصحة النفسية الجيدة للفرد هي قدرته على التفاعل والانخراط في المجتمع، والتعامل بشكل جيد ومرن معه، وقدرته على اكتساب الأصدقاء والمعارف وشعوره الداخلي بالأمن. ويشمل ذلك العمل على تطوير المجتمع الذي ينتمي إليه وليس فقط العمل على تطوير قدراته الشخصية .
إذا تبين لنا أن الصحة النفسية الجيدة تنعكس بشكل مباشر وعال على أفعال وأقوال الفرد، وتصرفاته المختلفة. والفرد الذي لديه صحة نفسية سليمة وجيدة، سيكون بالطبع فردا سعيدا ومتفائلا، ومتفهما للحياة، وملتزما بها بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، ستساهم الصحة النفسية الجيدة للفرد في تحقيق تطور مستمر له، وذلك على كافة الأصعدة، بما في ذلك البيئة المحيطة به. أما الفرد الذي لا يتمتع بصحة نفسية جيدة، فسيكون أقل اهتماما وحماسا للحياة، وأقل نشاطا. وغالبا ما ستسيطر عليه النظرة السلبية أو المتشائمة تجاه الأمور، بكل أنواعها. بالإضافة إلى ذلك، سيتجنب بشكل مستمر مواجهة أي مشاكل أو عقبات أو ظروف صعبة قد تواجهه. لذلك، تعد الصحة النفسية الجيدة لأفراد المجتمع المفتاح الذهبي لتطورها وتنميتها ورقيها على جميع الأصعدة .