ما هي الثورة الجزائرية ؟
تقع دولة الجزائر جغرافياً في قارة أفريقيا وتحتل الجزائر المركز العاشر عالمياً على قائمة الدول كبيرة المساحة الجغرافية وتقع الجزائر في ناحية الشمال الغربي من قارة أفريقيا حيث يحدها من جهتها الشرقية دولتا ليبيا وتونس أما من ناحية الجنوب فيحدها دولتا مالي والنيجر أما من جهتها الغربية فيحدها دول موريتانيا والمغرب وجمهورية الصحراء العربية أما بالنسبة للغة الدولة الرسمية فهي اللغة العربية واللغة الأمازيغية .
أسباب احتلال فرنسا للجزائر
:- هناك العديد من الأسباب التي دفعت فرنسا إلى احتلال الجزائر
أسباب سياسية :- فرنسا من الدول الاستعمارية الكبيرة ذات التاريخ الاستعماري الطويل حيث من المعروف أن الدول الاستعمارية دائماً ما تبحث عن بسط نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري إلى دول أخرى حيث أن الجزائر كانت تقع في الأصل تحت حكم الدولة العثمانية قبل الاحتلال الفرنسي لها ومع الضعف وعوامل الانهيار التي برزت في ضعف الدولة العثمانية حتى ازدادت المطامع من جانب أوروبا في السيطرة على أملاك تلك الدولة العجوز الضعيفة حيث حرصت فرنسا بتنافسها القوى والطويل مع بريطانيا على السيطرة على المستعمرات والتنافس عليها مما نتج عنه التفكير في احتلال الجزائر بما يعطيها القدرة والقوة على حد النفوذ الانجليزي عن طريق إقامة علاقات قوية مع الامبراطورية الروسية .
أسباب عسكرية :- نتيجة هزيمة فرنسا في حربها مع إنجلترا، وخسارتها العسكرية فيها، فكرت فرنسا في تعويض خسارتها وإقامة مستعمرات في قارة أفريقيا للحد من التوسع البريطاني فيها، ولذلك تم احتلال الجزائر .
أسباب اقتصادية :كما هو معروف، فإن الجزائر من الدول الغنية بمواردها الطبيعية مثل مناجم الذهب، ولذلك قامت فرنسا باحتلال الجزائر، حيث سيساعدها غنى الجزائر في ضمان الكثير من العائدات المالية للدولة الفرنسية نتيجة استغلالها لمناجم الذهب بها .
أسباب دينية :- كانت الجزائر تشكل عامل إزعاج وتهديدا للدول الأوروبية بسبب اعتناقها للإسلام وكذلك بسبب امتلاكها لأسطول بحري قوي، وكان هذا من الوسائل التي تدعم بها الدولة العثمانية، حيث اعتمدت الدولة العثمانية على الأسطول البحري الجزائري لتأمين شواطئ الأقاليم الإفريقية التابعة لها. وكانت فرنسا ترغب في ضرب القوة الإسلامية العثمانية بسبب رؤيتها أنها تحمي الكرسي البابوي المسيحي .
سياسة فرنسا في الجزائر
:بعد أن فرضت فرنسا سيطرتها على الجزائر لأكثر من 100 عام، سعت جاهدة للحفاظ على استعمارها الفرنسي بشكل دائم. اتبعت سياسة القمع والاستعباد تجاه الشعب الجزائري، حيث سعت إلى تدنيس هوية الشعب الجزائري المسلم والقضاء على هويته العربية. قامت بمنع تدريس اللغة العربية في المدارس الجزائرية وأنشأت مدارس فرنسية تستخدم اللغة الفرنسية كلغة تعليم، وعملت على تفتيت وتجزئة الشعب الجزائري وزرع بذور الانقسام والتمييز بينهم بناء على العرق، مما يجعلهم ضعفاء ومقسمين ويسهل السيطرة عليهم .
اندلاع الثورة الجزائرية
:بعد احتلال الجزائر من قبل الفرنسيين في عام 1830، وبعد العديد من المحاولات لطمس الهوية الجزائرية بكل مرادفاتها، اندلعت الثورة الجزائرية في عام 1954. واستمرت هذه الثورة لمدة تقريبا 8 سنوات، رغم بطش المحتل ومجازره وتجويعه وحصاره، حيث صمد الجزائريون وأصروا على استقلالهم مهما كانت الخسائر. خرجت مظاهرات في المدن الجزائرية وقابلتها قوات المستعمر بكل قسوة وارتكبت العديد من المجازر البشعة في حق الجزائريين. ورغم أن عدد الشهداء في بداية المظاهرات في المدن الجزائرية بلغ 45 ألف شهيد، إلا أن الجزائريين لم يستسلموا، وقرروا المقاومة إلى النهاية. واستمرت المظاهرات والأعمال المناهضة للاحتلال، وتم تأسيس جيش التحرير الوطني الذي ضم الحشود الكبيرة من أبناء الشعب الجزائري، واستمرت أعمال المقاومة على هذا المنوال لمدة 8 سنوات تقريبا. استخدمت فرنسا فيها كل الوسائل لإجهاض الثورة الجزائرية والقضاء عليها، وأسقطت الأف بل مئات الآلاف من الجزائريين، ولكن الجزائريين صمدوا وأظهروا الإرادة والتحدي. وفي النهاية، اضطرت فرنسا إلى الاعتراف بالاستقلال الجزائري، وأرسل الرئيس الفرنسيشارل ديغول رسالة إلى السيد عبد الرحمن فارس رئيس الهيئة التنفيذية للجمهورية الجزائرية، يعترف فيها ويقر باستقلال الجزائر بشكل كامل عن فرنسا في عام 1962. وقدمت الثورة الجزائرية العديد من القيم الإنسانية للبشرية، لتعلم منها الإصرار والصمود والعزيمة القوية والتضحية من أجل الوطن بكل شيء .