ما هي أسباب سقوط الدولة العثمانية ؟
تأسيس الدولة العثمانية كانت من قبل عثمان بن ارطغرل، حيث أعلن استقلالها عن دولة السلاجفة في عام 1299م. كان اسمها الرسمي عند التأسيس هو الدولة العلية العثمانية. كانت الدولة العثمانية قوية عسكريا واقتصاديا وسياسيا واحدة من الدول القوية في تاريخ الإسلام. استمرت لمدة 600 عام، أي ست قرون كاملة، حتى انهيارها في عام 1924م على يد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس دولة تركيا الحديثة .
أسباب سقوط الدولة العثمانية :- عدد كبير من الأسباب أدى إلى سقوط الدولة العثمانية، ومن بينها:
أولاً :- ضعف الالتزام الديني بالدين الإسلامي وأحكامه مما كان عاملاً في ضعف الدولة وتفككها وترابطها الثقافي في البداية وعدم الترابط الحقيقي بين الأقاليم التابعة لها على الرغم من بدايتها الإسلامية الأمر الذي ساعدها كثيراً على اتساع رقعتها الجغرافية ونفوذها السياسي والعسكري حيث كان فتح القسطنطينية ومنطقة البلقان حتى أن الحدود الجغرافية للدولة قد امتدت حتى دولة بولندا حالياً .
ثانياً :الإهمال الذي يتعرض له تعليم اللغة العربية ونشرها للشعوب والبلدان التابعة للدولة كان دافعا قويا لعدم وجود ترابط قوي وفعال بين أقاليم الدولة، حيث كانت تستخدم اللغات المختلفة .
ثالثاً :- تمكن القادة العسكريون من توسيع نفوذهم في أجهزة الحكم السياسي والتدخل في شؤون الحكم .
رابعاً :تجاهل نشر تعاليم الدين الإسلامي في الدول التي دخلت ضمن نطاق الدولة العثمانية، ساعد على فصل هذه الدول وانفصالها عن الدولة الأم، حيث إن العامل الديني هو من العوامل القوية والمؤثرة في ترابط الدولة وأقاليمها .
رابعاً :انتشر الفساد والترف بشكل كبير، وخاصة بين سلاطين وحكام الدولة العثمانية، حيث انتشر الزواج من النساء الأجنبيات بينهم. وكان للغالبية من هؤلاء الزوجات الأجنبيات ولاء قومي للدول التي جاءوا منها. والتاريخ ملئ بالقصص والحوادث التي تم فيها كشف مؤامرات ودسائس تلك الزوجات ضد الدولة العثمانية وحكامها، حيث قامت بعض الدول المعادية لوجود الدولة العثمانية وخاصة أوروبا وروسيا بزرع تلك الزوجات وقربهم من موقع اتخاذ القرار السياسي بالدولة لتسهيل عملية إسقاطها من الداخل. وتأتي أشهر تلك الحوادث الخاصة بالزوجات كحادثة الروسية اليهودية الأصل والتي تدعى روكسلان، ووصفت بالأفعى نظرا لما قامت به من مؤامرات ضد الدولة العثمانية والعمل على إسقاطها.
خامساً :- الحروب الصليبية وهي في الأساس حرب دينية ضد الإسلام، إذ استمرت تلك الحروب لأكثر من ستة قرون، وزادت وتيرتها بشكل خاص ضد الدولة العثمانية بعد فتح القسطنطينية. وقد أثرت هذه الحروب في زرع الفتن والمؤامرات ضد الدولة العثمانية والعمل على إسقاطها، نظرا للخطورة التي تمثلها على أوروبا ككل .
سادساً :انتشار الفرق الدينية المنحرفة والضالة في جسد الدولة العثمانية يعتبر عدوا للدولة العثمانية، حيث تم زرعها بهدف نشر المفاهيم الخاطئة والمضللة من خلال تلك الفرق مثل الشيعة والدروز والصوفيين. عملوا على نشر التفرقة والتمييز والفتن في الدولة، وكان لذلك تأثيرا كبيرا في سقوطها لاحقا .
سابعاً :- تسلل وتوغل أعداء الدولة العثمانية في المراكز الرئيسية والحساسة للدولة مثل الجيش، على سبيل المثال مصطفى كمال أتاتورك .
ثامناً :- انتشار الأحزاب والحركات الانفصالية والعرقية بالدولة حتى أنها أصبحت موجودة في أغلب الأمصار والأقاليم بالدولة العثمانية ، حيث لعبت السياسات الخاطئة وقصر الرويا والخبرة بالحكم لسلاطين الدولة العثمانية لهذه الحركات النجاح حيث عملت تلك الحركات على تقسيم المجتمع داخليا مما سهل إسقاط الخلافة فيما بعد .
تاسعاً :- الجيش الانكشاري هو جماعة تمردت باستمرار على سلاطين الدولة العثمانية وتدخلت في الشؤون الحكومية، وصلت الأمور إلى عزل وقتل بعض السلاطين، وعملت على تحريض الثورة والمؤامرات والفتن لضعف الدولة .
نهاية الدولة العثمانية وسقوطها :وصلت الدولة العثمانية في أواخر أيامها إلى حالة شديدة من الضعف، سواء من الناحية العسكرية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، أو من الناحية الاقتصادية، حتى أطلق عليها لقب “رجل أوروبا المريض”. استغل مصطفى كمال أتاتورك منصبه في الجيش العثماني لإسقاط الخلافة العثمانية، وذلك بتحالفه مع القوى المعارضة للخلافة العثمانية مثل إنجلترا، وأجبر آخر الخلفاء العثمانيين، السلطان عبد الحميد الثاني، على ترك الحكم وأعلن نهاية الخلافة العثمانية بشكل نهائي في عام 1924، وأعلن تأسيس دولة تركيا الحديثة على أساس العلمانية .