ما هو الطلاق البائن
إن الطلاق أحله الله تعالى للمسلمين” يعني أن الله سمح بالطلاق للمسلمين، لأن الإنسان لا يمكنه أن يعيش في بيت يسوده الخلاف والتوتر بدون مودة ورحمة وسكينة. والمسلمون يقومون ببناء بيوتهم على أسس المودة والرحمة والسكينة التي شرعها الله بين المتحابين. والطلاق هو واحد من أنواع الطلاق، ويجب على المسلمين معرفة أنواع الطلاق المختلفة حتى لا يقعوا في مشاكل شرعية غير مشروعة. وقواعد الطلاق مذكورة بشكل مفصل في القرآن الكريم، وهي مسألة شائكة، وذكرت بشكل صريح في عدة آيات، ومن بينها آية في سورة الأحزاب تقول: “يا أيها الذين آمنوا! إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن قبل أن تمسوهن، فما عليكم عليهن من عدة تعتدونها، فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا.
تعريف الطلاق البائن
الطلاق البائن هو نوع من الطلاق الذي لا يمكن التراجع عنه، ولا يحق للزوج أن يعيد زوجته إلا في حال توفر عدة شروط. تلك الشروط تعتمد على الظروف الخاصة بهم، مثل عدم دخول الزوج للزوجة من قبل، أو إكمال المطلقة فترة العدة، أو طلاقها ثلاث مرات. يتم توضيح كل حالة من حالات الطلاق البائن، حيث ينقسم الطلاق البائن إلى نوعين رئيسيين، وهما الطلاق البائن بالبينونة الكبرى والطلاق البائن بالبينونة الصغر.
أنواع الطلاق البائن
الطلاق البائن بالبينونة الكبرى
يقصد بالطلاق الذي يحدث ثلاث مرات، أنه لا يمكن للزوجة العودة إلى زوجها إلا إذا تزوجت رجلا آخر، ودخلت به، ثم طلقت وانتهت عدتها. في هذه الحالة فقط يمكن للزوجة أن تعود إلى زوجها بدون مشكلة، ولكن يجب عليها أن تتزوجه مرة أخرى بمهر جديد وعقد جديد، خاصة بالنظر إلى عدم وجود غش في الدين أو تلاعب بالشرع. لا يجوز الاتفاق على الزواج بهدف العودة إلى الزوج السابق.
الطلاق البائن بالبينونة صغرى
يوجد عدة أنواع من الطلاق البائن بالبينونة الصغرى، حيث إن الطلاق البائن بالبينونة الصغرى، هو الطلاق الذي يمكن أن يرجع فيه الزوج والزوجة، ولكن بمجموعة من الشرط كعقد جديد وموافقة العروس فلا يمكن للزوج ان يرجع في الطلاق من تلقاء نفسه، حيث يجب أن توافق الزوجة أيضاً على الرجوع وتضع الشروط التي ترغب فيها، وفيما يلي أنواع الطلاق بالبينونة الصغرى:
الطلاق الذي يتم في المحكمة: يمكن للمرأة معرفة كيفية الطلاق في المحكمة من خلال الاطلاع على المقال، وبشكل مبسط هو الطلاق الذي تقدم به المرأة من خلال اتباع إجراءات الطلاق عبر القانون، حيث تطلب المرأة الطلاق لأسباب معينة أو عيوب لا يمكنها تحملها، ولكن يجب على المرأة أن تدرك أن هناك شروط تترتب عليها في هذه العملية
- إذا لم يتم الرجوع بعد الطلاق، فلا يحق للمرأة أن ترث الرجل، وكذلك لا يحق للرجل أن يرث المرأة.
- ينبغي على المرأة أن تحصل على كامل حقوقها الشرعية، بما في ذلك مهر الصداق وجميع الحقوق الشرعية الأخرى.
- المرأة لا تعود إلا بعد عقد زواج جديد ومهر جديد وموافقتها.
- تحسب تلك الطلقة من طلقات الطلاق.
طلاق الافتداء : هو الطلاق الذي تنقذ فيه المرأة نفسها وتطلب الطلاق.
طلاق المرأة الغير مدخول بها: الطلاق بعد كتابة العقد الزواجي، وقبل دخول الرجل للمرأة، يجعل الطلاق بدون عدة، ولا يمكن للرجل العودة للمرأة إلا بموافقتها وتقديم مهر جديد وعقد جديد، وذلك كما جاء في القرآن الكريم: `يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها`
المرأة المدخول بها وتم الطلاق مرة أو اثنان: بعد انتهاء فترة العدة، وبعد فترة الطلاق، ثلاثة أشهر كاملة في حالة عدم حدوث حمل ونزول دورة، وحتى ولادة الطفل في حالة وجود حمل، وإذا توقفت الدورة مرة واحدة دون معرفة السبب، فإن فترة العدة تكون مثل فترة الحمل تسعة أشهر، وفترة المرأة التي تجاوزت سن اليأس ثلاثة أشهر كاملة.
بذلك يصبح الطلاق واضحا وصريحا، وهو النوع الذي يمكن الرجوع عنه بشروط محددة، ويتميز بالتباين مع الطلاق الرجعي، الذي يجيز للرجل إعادة المرأة دون موافقتها خلال فترة العدة.
شروط الطلاق البائن
هناك فرق كبير بين شروط وأركان وقوع الطلاق، فالركن هو ما يترتب عليه وجود الحكم سواء بالبطلان أو الوجوب وذلك بما يقره فقهاء الدين، وأما الشروط فهي ما يتوقف عليه وجود الحكم نفسه، وفيما يلي شروط الطلاق
هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر لكل نوع من أنواع الطلاق، وفيما يلي أركان الطلاق وشروطها المطبقة في الطلاق الشقاق وغيرها
المطلق : المطلق هو الشخص الذي يقوم بإطلاق سراح المرأة، وهناك مجموعة من الشروط التي يجب اتباعها كجزء من إجراءات الطلاق وتتمثل في
- يجب أن يكون المطلق زوجًا، حيث لا يمكنأن يكون المطلق غير زوجي.
- يجب أن يكون الطلاق من قِبَل المطلق، بحيث لا يكون مجبرًا على الطلاق، وفي حالة إجبارأحد الزوجين على طلاق الآخر دون إرادته، يعتبر الطلاق باطلاً.
- واع لما يفعل: وبما أن الحنابلة حددوا وجود وعي الرجل كأحد شروط الطلاق السليم، فإذا كان الرجل في حالة غضب أو انفعال شديد، فلن يتم الطلاق.
- بالغ عاقل: يتوجب على الرجل المطلق أن يكون بالغا وعاقلا ومدركا بما فيه الكفاية بشأن الزواج والطلاق. فإن حدوث الطلاق في سن الصباية أمر غير محبذ من قبل أهل العلم، لأنهم غير قادرين بما فيه الكفاية على تحمل تبعات الطلاق. إن النبي صلى الله عليه وسلم أشار في الحديث الشريف إلى أن القلم يرفع عن ثلاثة أشخاص: المجنون المخدوع بعقله حتى يستفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يتحلم. وأشار العلماء إلى أن هذا الأمر ينطبق على الصبيان، حتى وإن كان الزوج بالضرورة بالغا ليس شرطا أن يكون عاقلا. فالوعي يتحقق بالكامل عندما يصل الشخص إلى سن الرشد، وكما هو معروف، الصبية في هذا الزمان مختلفون عن الصبية في الزمن الماضي.
شرط الزوجة المطلقة: يجب على المرأة المطلقة أن تتوافر فيها الشروط التالية
- يجب أن تكون المطلقة غير في فترة العدة الكبرى حتى يكون للرجل الحق في الطلاق.
- يجب أن تكون الزوجة في حالة زواج قائم وسليم وصحيح، حتى وإن لم يحدث الجماع، أو أن تكون في فترة العدة بعد الطلاق الرجعي.
- إذا كانت هي الزوجة الوحيدة أو إذا كان على زوجه زوجات أخريات، فيجب أن تكون قصدها وإرادتها واضحين عند الإشارة إليها.
شرط الصيغة في الطلاق: الصيغة التي يتم بها الطلاق، أي الكلمة التي ينطقها الرجل للطلاق، تنقسم إلى
- الكلمة بالمعنى: هو قول الطلاق عبر رسالة أو طلاق إلكتروني، أو وجها لوجه أو بالإشارة، أو حتى عن طريق الكناية أو التصريح بالطلاق، أو بالقول `أنت طالق` أو `طلقتك` أو `أطلقتك`. ولا سيما أن العلماء اختلفوا كثيرا في تحديد أنواع الطلاق والألفاظ التي يستخدمها الرجل.
- يجب أن يكون اللفظ صريحًا وواضحًا، وكذلك التأكد من عدد مرات الطلاق.
- يجب أن يكون الرجل واعي لما يقول.