ما المقصود بالصوائف والشواتي
يعني: الصوائف والشواتي هي عبارة عن حملات وغارات على حدود أراضي الأعداء، اعتاد المسلمون في عصر الإسلام الأول على القيام بها، وذلك لتشتيت انتباه العدو مما يعمل على إضعافه بشكل تدريجي، وكان أول من لجأ إلى هذه الاستراتيجية العسكرية الخليفة عمر بن الخطاب، وذلك حتى يقوم بحماية وتحصين معارك المسلمين، وكان ذلك قبل توليه الخلافة، وكانت هذه الغارات تطلب مهارة وتدريبا عاليا على القتال، لذلك كان يتم اختيار القادة لها من كفاءات الجيش الإسلامي
نشأة الصوائف والشواتي
تم اطلاق اسم `الغارات` على تلك العمليات بسبب تنفيذها في فصلي الصيف والشتاء. تسمى العمليات في فصل الصيف بـ `الصوائف` وتستمر لمدة تصل إلى 60 يوما (شهرين). أما العمليات في فصل الشتاء، فتسمى `الشواتي` وتستمر لمدة حوالي 20 يوما. كان الخليفة عمر بن الخطاب أول من اعتمد هذه الاستراتيجية لحماية وتأمين حدود دولة المسلمين. وتم استخدام تلك الغارات بشكل مستمر حتى العصر الأموي في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، الذي سعى لتطويرها واختيار القادة العرب المؤهلين لتنفيذها في توسيع الإمبراطورية الإسلامية في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.
أهمية الصوائف والشواتي
نشأت أهمية هذا التخطيط الاستراتيجي العسكري مع التوسع في الفتوحات الإسلامية حيث كان يتم من خلالها معرفة أخبار الأعداء ومعرفة أعداد جيوشهم والعدة المستخدمة في القتال أو الحرب ومعرفة ما يدور بأراضيهم من أحوال تجارية، مما يسهل عملية التجهيز للقائهم في الوقت المناسب ويسهل من السيطرة على المعركة بأقل الخسائر.
أهداف الصوائف والشواتي
كما ذكر سابقا، كانت الصوائف والشواتي حملات وغارات قام بها المسلمون. ولكن أهداف تلك الغارات تعتمد على غاية ومخطط القائد. فهناك غارات لمعرفة أخبار الإمارة أو الدولة المضادة، وهناك غارات أخرى لإضعاف قوة الجيش الآخر ومنعه من الحرب أو الهجوم أو المواجهة. وهناك غارات أخرى لتجنيد بعض الأشخاص للسيطرة على المعركة بسرعة وبأقل خسائر ممكنة. وهناك غارات أخرى لتشتيت العدو وجذبه إلى مكان معين للسيطرة على ثغرة أخرى للعدو، مما يسهل تقسيم الإمارات أو السيطرة الكاملة عليها من خلال السيطرة على موقع الحكم.
قائد الصوائف والشواتي
في الدول الإسلامية، لم يكن من الشروط اللازمة أن يشن القادة والحكام الحملات العسكرية بأنفسهم، بل كانت تنفذ تحت قيادة الأمراء. ومن الأمثلة البارزة لهذه الحملات كانت في عصر الأمويين، حيث قام الأمويون بتنفيذ حوالي 46 حملة عسكرية ضد البيزنطيين، مقسمة إلى 21 صيفا و25 شتاء. ولم تكن مهام هذه الحملات مقتصرة على شن الهجمات على حدود وأراضي الدول الأخرى، بل كان الهدف منها تعزيز القوات على الحدود الإسلامية وتأمين الحصون والقلاع والقصور التي تنتمي إلى إمارات وممالك المسلمين في كل مكان، تحسبا لأعمال الأعداء غير المتوقعة. ولذلك، كانت هذه الصيفات والشتوات من أهم خطط القادة المسلمين في ذلك الوقت.
أشهر قادة الصوائف والشواتي
يعتبر أبو عبيدة بن الجراح واحدا من أشهر القادة في الصوائف والشواتي، وهو واحد من العشرة المبشرين بالجنة، ولد في عام 584م وكان من خلفاء الراشدين، وكان يقوم بتنفيذ هذه الغارات لحماية دولة الإسلام ولإكمال عمليات الفتح الإسلامية في الدول العربية. يليه معاوية بن أبي سفيان، الذي ولد في عام 608م، وهو خليفة من خلفاء الدولة الأموية، وكان يشارك في هذه الغارات أيضا. يليه بعد ذلك النعمان بن مقرن المزني، الذي كان قائدا عسكريا وأميرا لأحد القبائل في المدينة المنورة وشارك في حرب الردة إلى جانب أبو بكر الصديق، واستخدم هذه الغارات لحماية إمارته، لذلك يعتبر النعمان هو الشخص الذي قام بتطبيق هذه الغارات وحملات الصوائف والشواتي وذلك بعد عمر بن الخطاب.