الانسانتنمية بشرية

لماذا ندرس السلوك التنظيمي

مفهوم السلوك التنظيمي

أحياناً يدور سؤال هام في رأس الكثير من الدارسين وهو لماذا ندرس السلوك التنظيمي، والإجابة عن هذا السؤال تأتي من مفهوم السلوك التنظيمي نفسه ، والسلوك التنظيمي هو المعني بالأساس بدراسة سلوك كل شخص في المؤسسة ، أو منظمة العمل ، ومدى التفاعل بينه وبين باقي مكونات المؤسسة بشكل عام.

تختلف تعريفات السلوك التنظيمي، ولكنها جميعها تهدف إلى الإجابة عن سؤال لماذا ندرس السلوك التنظيمي ولماذا نهتم بتوضيح تعريفه.

يشمل مفهوم السلوك التنظيمي فهم واستيعاب سلوك العامل وشخصيته وإدراكه وأسلوبه ودوافعه وقياس رضاه عن العمل واتجاهاته وآرائه وقيمه وسلوكياته.

لماذا تتم دراسة السلوك التنظيمي

بعد التعرف على السلوك التنظيمي تأتي الإجابة على سؤال لماذا ندرس السلوك التنظيمي ، تتم دراسة السلوك التنظيمي نظراً لأسباب متعددة ، ذلك أن عدد المؤسسات والمنظمات سواء على المستوى الحكومي أو الخاص ، في ازدياد ، كما أن المنضمين لتلك المؤسسات عدد ليس بالقليل وهذا العدد يحتاج لدراسة تخص تفاعله وعلاقاته لذا فإن دراسة السلوك الإنساني أسبابها كالتالي

  • تتطلب أهمية العوامل البشرية في العمل والمؤسسات والمنظمات بالضرورة الاهتمام بدراسة سلوك الأفراد المؤثر في فعالية المنظمة، وتوضيح تأثير السلوك التنظيمي على أداء المنظمات بشكل عام
  • يتطلب جذب التفاعل الضروري للعنصر البشري الانتباه إلى ضرورة تطويره وتنميته، ورفع كفاءته، بطريقة فعالة للتعامل مع هذا العنصر.
  • يُوضِّح تحديد العوامل المؤثرة في العلاقات، مما يُسهم في زيادة فعالية الإنتاج.
  • يتضمن معرفة المشاكل المرتبطة بالعنصر البشري وكيفية حلها.

بالإضافة إلى الإجابة على سؤال “لماذا ندرس السلوك التنظيمي”، من وجهة نظر المؤسسات سواء كانت غير حكومية أو حكومية، فإن هناك عدة أسباب لدراسة السلوك التنظيمي، ومنها:

  • الوعي بالنظام الذي تتبعه المنظمة في نظامها الداخلي.
  • تؤدي المقدمات إلى النتائج، وتؤدي الدراسة إلى التنبؤ بنتائج المنظمة.
  • الطريق لاتخاذ أفضل القرارات يعتمد على دراسة السلوك التنظيمي.
  • يتطلب الأمر وعيًا بضرورة التعامل السليم مع الموظف الجيد والاستغناء عن غيره.
  • التحفيز للعاملين والموظفين ، بالشكل الأنسب.
  • يتم تحسين العلاقات بين العاملين وبينهم ومع المنظمة، لأنهم يقضون الكثير من وقتهم في هذا البيئة وتؤثر فيهم ويؤثرون عليها.
  • يتم تسليط الضوء على الموارد البشرية واستخلاص أفضل ما فيها والاستفادة منها.
  • يتم تقييم العمالة قبل وبعد الانضمام إلى المنظمة.
  • التعزيز الذي يستند على الإبداع الشخصي للفرد يدعمه المؤسسة.

عناصر السلوك التنظيمي

تتألف عناصر التنظيم السلوكي من نفس عناصر المؤسسة، أي الأفراد والجماعات المتفاعلة، ولكل عنصر من هذين العنصرين، مكوناته وما يؤثر ويتأثر به، مثل الإدراك والاتجاهات والفاعلية والسلوكيات للفرد، وللجماعة من الاتصال والقيادة وغيرها.

وبذلك يعد العنصران المكونات للسلوك التنظيمي مفسران للسؤال لماذا ندرس السلوك التنظيمي ، ويمكن تفصيل تلك العناصر المتعددة وهي السلوك والميول والعاطفة والإدراك والدافعية والشخصية والقيادة والاتصال والجماعة إلى تقسيم أساسي أحدهما يرجع للفرد والثاني للمجتمع ويتفرع من تلك العناصر تحتهما كعنوان رئيسي كما يتضح في الآتي

الفرد في السلوك التنظيمي

“يتكون الفرد من مجموعة من العوامل المتداخلة، بما في ذلك السلوكيات التي يميل إليها الفرد نحو أشياء معينة، والمشاعر والعواطف مثل الراحة والحب والكراهية، والمعتقدات والتصورات، والقبول والرفض وغيرها من المشاعر مثل الإعجاب والرفض.

هناك إدراك هنا، وهو عنصر مهم يتعلق بفهم الفرد لنفسه ولمحيطه وتأثير نظرته وفهمه للأمور على حياته وعمله وعلاقاته، وهناك أيضا التعليم وأهميته في مساعدة المدير والسلطة على فهم الأحداث وتطوير أنفسهم والتعامل مع سلوك الموظفين وتعزيز أو ضعف سلوك معين، وأخيرا هناك الاتجاهات النفسية والعواطف للأفراد ومعلوماتهم.

الجماعة في السلوك التنظيمي

فيما يتعلق بالجماعات كعنصر من عناصر السلوك التنظيمي، فإن الأمر الأكثر أهمية هو العمل الجماعي واتخاذ القرارات الجماعية، إلى جانب تشكيل الجماعات داخل محيط العمل ودراسة ظواهر التماسك الجماعي.

وكذلك، يتعلق الأمر بالقيادة ودورها في اكتساب المهارات القيادية والتصرفات اللازمة، وأهمية الهيكل التنظيمي وخصائص القائد، وسماته المؤثرة على الآخرين. ونظرا لأن دور القيادة هو الأهم والأخطر في تحديد التعامل والإجراءات في الكثير من المواقف، يعد الاتصال السلس وعقد الاجتماعات وإجراء المقابلات والتنسيق بين العاملين دون معوقات هو العنصر الأخير في السلوك التنظيمي للجماعة

خصائص السلوك التنظيمي

سبق أن تم الإجابة على سؤال لماذا ندرس السلوك التنظيمي، وهو الأمر الذي يثير سؤالًا جديدًا حول خصائص السلوك التنظيمي، وفيما يتعلق بالخصائص التي يتميز بها، فهي في معناها هي ذاتها جزء من أهمية السلوك التنظيمي، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

  • يقوم السلوك التنظيمي بتوجيه وتحفيز العاملين والتنفيذيين لتحقيق أهداف المؤسسة.
  • تسليط الضوء على الأدوار وتحديدها، وتوضيح المسؤوليات للأفراد داخل المؤسسة.
  • يتضمّن العمل الفعال للمنظمة تنسيق العلاقات الداخلية بين أفرادها، ودعم التكامل بين أدوارهم.
  • يتم ضبط سلوكيات العاملين والتحكم فيها عن طريق التعزيز والتخفيض.
  • يتم قياس السلوك التنظيمي لتقييمه وإدارته في العمل 
  • من الضروري التأكد من وضوح أهداف المؤسسة ومدى تحقيقها.

محددات السلوك التنظيمي

إحدى أهم جوانب دراسة السلوك التنظيمي هي معرفة محدداته، حيث تتمثل هذه المحددات في ثلاثة مستويات: المستوى الفردي للسلوك التنظيمي، والمستوى الجماعي للسلوك التنظيمي، والمستوى التنظيمي. وكل من هذه المستويات يتأثر بعوامل متعددة.

تشمل محددات السلوك التنظيمي أيضًا فهم السلوك الذي يتبعه العاملون، مما يترتب عليه بعض الممارسات والأفعال والمبادرات، كل ذلك في إطار فهم الطبيعة الخاصة للدوافع والإدراك والقيم التي تتحكم فيها، بالإضافة إلى طبيعة الدائرة المحيطة من الضغوط ووسائل الاتصال.

توفر محددات السلوك على مستوى الفرد إدارة وتنظيم وتوجيه لتحقيق الأهداف المرغوبة، وذلك من خلال دعم وتعزيز السلوكيات الإيجابية، مع تقديم الحوافز والدعم اللازمين، وإمكانية توضيح الاختيارات الهامة في القيادة والتواصل وتهيئة المناخ الملائم للعاملين لتخفيف الضغوط عليهم، وتحقيق الأهداف بأقصى قدر من الكفاءة في نفس الوقت.

وبذلك يمكن توضيح مجمل مختصر لمحددات السلوك التنظيمي، في قدرته على دعم السلوك الذي يحقق الهدف ، والوصول إلى مرحلة نجاح على مستوى العلاقات والتنظيم ، والذي بدوره تختفي معه الصراعات المؤثرة على العلاقات والعمل ، و يقل الارتباك الإداري داخل المنظمة ، و يحد من تدخلات الأوامر نتيجة تداخل الأدوار وعدم معرفة كل فرد محدودية ومسؤولية أدواره ، والازدواجية داخل حدود المؤسسة لتكن الإجابة واضحة وشاملة عن سبب دراسة السلوك التنظيمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى