الام والطفلتربية الابناء
كيفية تنمية الإحساس بالمسؤولية عند طفلك
تعريف الطفل المسؤول
في مرحلة الطفولة السعيدة، يبدأ الوالدين في التأكيد على فكرة المسؤولية لدى الطفل، ويتم ذلك من خلال بعض الأعمال البسيطة. إذا كان الطفل صغيرا جدا، فلن يكون قادرا على القيام بالأعمال المنزلية الكبيرة بمفرده. على الرغم من ذلك، يحب معظم الأطفال مساعدة والديهم في أعمال المنزل أو الذهاب معهم للتسوق. في الوقت نفسه، يبدأ الطفل في اكتساب مزيد من الاستقلالية، لذا يجب تشجيعه على اتخاذ القرارات المناسبة والمسؤولة في هذه المرحلة. يمكن بدء تعليم المسؤولية عن طريق تكليف الطفل ببعض المهام ومراقبته من بعيد ومساعدته فقط إذا لزم الأمر.
كيفية تنمية الإحساس بالمسؤولية عند الطفل الصغير
- يجب فرض المسئولية: يمكن للأهل فرض بعض المهام البسيطة على الطفل، مثل غسل ثيابهم البسيطة، أو ارتداء ملابسهم بمفردهم، أو الذهاب إلى المدرسة إذا كان الطريق آمنا، أو تنظيف غرفتهم، ويتعلم الأطفال المسؤولية عندما يتعودون على هذه المهام.
- ابدأ بتعليم طفلك المسؤوليةمبكرًا: كلما كان التعليم في سن مبكر، كلما كان ذلك أفضل وأسرع للطفل، ويجب أن يتم تكليفه بالمسؤوليات المناسبة لقدراته العمرية والجسدية والذهنية، مثل تنظيم غرفته أو ملابسه قبل النوم، وإذا كان صغيرا ولا يستطيع فعل ذلك بمفرده يمكن مساعدته حتى يعتاد على المسؤوليات، وهذا سيساعده على تحمل المسؤولية في المستقبل .
- التدريس والمدرب تجاه طفلك: يجب تدريب الأطفال على مسؤولياتهم، وهذا يعد أمرا مهما للغاية، فلا يمكن للطفل القيام بمسؤولياته إذا لم يتم تدريبها بشكل يومي ومكثف بنفس الطريقة، لذا يجب تدريب الأطفال على مسؤولياتهم بشكل صحيح، ويجب أن يتم النقد بعد تعليم الطفل كيفية القيام بالأمر بشكل صحيح بدلا من التوبيخ عندما يخطئ.
فوائد تربية الأبناء على تحمل المسؤولية
- يعزز العلاقات الجيدة والنجاح في مرحلة البلوغ: : بينت دراسة قام بها مارتي روسمان في جامعة مينيسوتا خلال عام 2002 أن الأطفال الذين بدأوا في العمل في المنزل عندما كان عمرهم ثلاث أو أربع سنوات كانوا أكثر صحة في علاقاتهم مع أصدقائهم وأسرهم، وكانوا ناجحين في الأداء الأكاديمي وفي الحياة المهنية، وكانوا أكثر استقلالية، بينما كان الأطفال الذين لم يتحملوا المسؤوليات المنزلية منذ الصغر غير مسؤولين فيما بعد في حياتهم.
- يزرع إحساس المسؤولية: يجب توفير الفرص المناسبة للأطفال ليظهروا مسؤولية عن أفعالهم وأعمالهم المدرسية وعلاقاتهم في المحيط المحيط بهم. عندما يصبح الطفل مسؤولا، يمكن للآباء الوثوق برأيهم وإعطائهم فرصة لاتخاذ القرارات.
- يعزز التنمية من خلال الحركة: تعمل الأنشطة مثل وضع الأطعمة في الثلاجة أو الاهتمام بأمور الحديقة مع الأب، مما يعزز التطور الحركي لديه، كما يمكن تحفيز تطور الحركة للطفل عن طريق بعض الأنشطة مثل تقشير الفواكه السهلة التقشير، أو مساعدة والدته في إعداد الطعام مع الحركة في المطبخ، مما يحثه على اكتشاف أمور جديدة وتحمل نتائج أي عمل يقوم به، ويزيد من فهمه وإدراكه لما حوله
استراتيجيات لتحمل الأطفال المسؤولية
- قدوة للسلوك المسؤول: يجب أن يكون الأب والأم قدوة للطفل، حيث يمكنهما تعديل سلوك الطفل وتنمية قدراته. يجب على الوالدين الالتزام بالمسؤوليات اليومية، على سبيل المثال، إذا وعد أحد الوالدين طفله بالذهاب للتسوق في عطلة نهاية الأسبوع لشراء احتياجات المنزل، يجب أن يفي الوالدان بوعدهما ويكونوا مثالا حسنا للطفل.
- تعليم المسؤولية تدريجيًا: ينمو إحساس الطفل بالمسؤولية تدريجيا، ويتوازن تماما مع المهارات الأخرى التي يتعلمها خلال حياته. يمكن أن يحدث هذا التعلم التدريجي للمسؤولية في أي وقت، سواء كان ذلك في غضون يوم أو أسبوع أو شهر أو حتى سنوات. ومن خلال هذا الأسلوب، يتم تكليف الأطفال بمسؤوليات متزايدة تدريجيا، مما يدعمهم في أن يصبحوا رجالا ونساءا أكثر مسؤولية.
- أن يحدد للأطفال روتين في المساء: كلا من الأب والأم مسؤول عن العديد من المهام المنزلية والأسرية التي غالبا ما تتم دون مراقبة. إذا كان الآباء يرغبون في تعليم أطفالهم في سن المدرسة أو المراهقين مسؤولياتهم الحقيقية ، فيجب عليهم التفرغ بشكل كامل والقيام بمهامهم المعتادة في المنزل. ومن بين المهام الأكثر أهمية هي مساعدتهم على القيام بروتينهم اليومي المختلف والمهم للغاية ، وتعويد الطفل عليه.
- لا تتسرع في مساعدة طفلك: من الأفضل عدم الإقتراب من الطفل في أي موقف صعب أو محرج، ولكن يجب على الأبوين تقديم الدعم والمشورة دون إقتحام زائد، ومساعدتهم في التعامل مع مشاعرهم أو مخاوفهم، والتأكد من عدم تركهم وحيدين في مواجهة المشكلات، فيمكن ترك الطفل ليتعامل مع المشكلة بمفرده، سواء من خلال الاعتذار أو القيام بإصلاحات بطريقة صحيحة.
أهمية أسناد المسؤوليات للأطفال
- الطفل يعيش حياة صحية: يدل وجود مسؤولية الأهل على انشغال أطفالهم في أنشطة هامة مثل الطهي والمساعدة في الحديقة وممارسة الرياضة، وهذا يساعدهم على تجنب إهدار الوقت في مشاهدة التلفزيون أو استخدام الإنترنت بشكل مفرط. وهذه الطريقة تساعد على إبعاد الأطفال عن الأمور الإلكترونية غير المفيدة وتحميهم من خطر الإصابة بالسمنة في سن مبكرة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن توجيه الأطفال لتعلم الطهي وذلك يساعدهم على تجنب تناول الوجبات الجاهزة بشكل مفرط، وتدريبهم على العناية بنظافة الفم وغسل الأسنان وتعلم عدد من السلوكيات الأخرى التي تساعدهم على الحفاظ على صحتهم على المدى البعيد.
- يكتسب الطفل القدرة على النقد المستقبلي: : بالطبع يتقابل الإنسان بشكل يومي مع النقد على مستويات مختلفة، هناك النقد البناء وهناك النقد الهدام والذي سيؤثر بتأثيرات مختلفة على مستقبلهم، إن تعليم الأطفال المسؤولية يجهزهم للتعامل مع كل أنواع النقد، يمكنه القيام بالنقد الإيجابي لمصلحته ومحاولة الإبتعاد عن النقد السلبي حتى لا يدمر حياته، يمكن أن يشرع انتقاد أفعال الطفل في وقت مبكر حتى الكبر، ولكن التأكد من أن النقد يقدم بشكل إيجابي وبكثير من الحب.
- تعلم كيفية إصلاح المشاكل في المستقبل: الأطفال يواجهون المشاكل منذ نعومة أظافرهم حتى يصبحوا رجالا وسيدات، ولكن عندما يدرك الطفل مسؤولياته وتوجه له، سيكون قادرا فيما بعد على حل جميع المشاكل التي يواجهها على مختلف الجوانب، فتعلم المسؤولية ليس مجرد أمر حاضر بل لصالح المستقبل.