كيفية الثقة بالآخرين
يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلة عدم الثقة بالآخرين، ويبدو أن الثقة تشكل مشكلة في معظم علاقاتنا الاجتماعية. فإذا أراد الشخص أن يثق بالآخرين، ينبغي عليه أولا أن يكتسب الثقة بنفسه، حيث أننا غالبا ما نعد أنفسنا بالقيام بأمور معينة مثل تجنب المخاطر النفسية أو الجسدية، أو معاملة أنفسنا بلطف، أو شراء غرض ما، أو الاقتراب من الله والدعاء، ولكننا لا نفعل ذلك. وعندما نتخاذل في تحقيق الأمور التي نعد أنفسنا بها، يفقد الطفل الداخلي لدينا الثقة بنا، تماما كما يفقد الطفل الثقة بوالديه إذا لم يحققوا له ما وعدوه به. وعندما يفقد الطفل الداخلي لدينا الثقة بالنفس، يصعب علينا أن نثق بالآخرين ونعطيهم الثقة.
أسباب انعدام الثقة في النفس
يمكن أن يكون السبب الرئيسي لعدم الثقة بالنفس والثقة بالقرارات الداخلية ناتجا عن تربية خاطئة، حيث نادرا ما يستمع الأهل إلى قرارات وآراء أطفالهم ويأخذونها بعين الاعتبار، على سبيل المثال، عندما يقول الطفل إنه لا يرغب في قبول عمه الفلاني لأنه يجده مشبوها، فإن الأم أو الأب يجبرانه على تقبيله متجاهلين رأيه الداخلي وفرضا رأي الكبار في السن، وبالتالي يتعلم الطفل ألا يستمع إلى الصوت الداخلي الذي يوجهه في التصرفات، بل يجب أن يستمع إلى من هم أكبر منه. يمكن أن تتفاقم المشكلة وتستمر مع الطفل حتى يكبر، حيث يتجاهل الصوت الداخلي لنفسه دائما ويستمع فقط إلى الآخرين. الحل هو أن يحاول الشخص بأقصى قدر ممكن أن يستمع إلى هذا الصوت ويتبعه ليكتسب الثقة بنفسه من جديد.
كيفية الثقة بالآخرين
مسايرة الواقع
يجب على الفرد أن يدرك أن اتخاذ قرار الثقة بالآخرين هو قرار شخصي لا يوجد له ضمانات، وينبغي أن يأخذ في الاعتبار أن هناك دائما فرصة للغدر أو الخيانة من الشخص الذي يثق به، ويجب أن يكون مستعدا نفسيا لحدوث ذلك، لكي لا يتعرض لخيبة أمل مؤلمة وصعبة، وفي المقابل، تنجح العلاقة المبنية على الثقة عندما يكون الطرفان صادقين وأمينين، ويجب أن يدرك الفرد أيضا أنه لا يوجد شيء مثالي، وأن الأخطاء شيء طبيعي يحدث مع جميع الأشخاص .
تحديد أسباب عدم الثقة بالآخرين
يمكن حل مشكلة عدم الثقة بالآخرين من خلال التحدث مع الأصدقاء أو المتخصصين النفسيين ومحاولة مناقشة الأسباب الخفية وراء مشكلة عدم الثقة في الآخرين وتحديد هذه الأسباب والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لكل منها .
المصارحة
في بعض الأحيان يحدث خطأ في التفاهم بين الأشخاص، لذلك يجب أن يكون هناك حوار صريح في حالة تعرض أحدهم لموقف يظهر خيانة الطرف الآخر، حتى يكون هناك مجال كافٍ لتبرير الموقف وإعطاء فرصة لتصحيح الأخطاء .
النوايا الحسنة
ينبغي للإنسان منح كل شخص يعرفه فرصة الثقة به، وذلك بالافتراض بحسن نية الشخص، نظرا لاختلاف الأشخاص في الطباع، فعلى سبيل المثال، خيانة شخص ما أو سوء تصرفاته لا يعني أن الجميع سيخونونك أو يخيبون ظنك .
محاولة تذكر مواقف الثقة
عندما يتعرض الشخص لمواقف الخيانة والعدم إخلاص الآخرين، يجب أن يتذكر مواقف الوفاء التي حدثت له من قبل، حتى يتمكن من التعرف على أن الوفاء ما زال موجودا، حتى ولو كان هناك أشخاص يخونونه، ولذلك لا ينبغي أن يفترض الشخص الظن السيء دائما في جميع الأشخاص .
إعطاء فرص جديدة للآخرين
عادة ما تنتهي العلاقات التي تستند إلى العدم الثقة والاضطرابات بها بالانفصال بين الأفراد، ويعود السبب في ذلك إلى قلة الثقة التي يمنحها الشخص للآخرين، وذلك بسبب تعرضه للخيانة من قبل شخص أو عدة أشخاص، ومع ذلك، فإن هذا السلوك غير صحيح ومرفوض تماما، ولا يجب على جميع الأشخاص أن يتحملوا مسؤولية أخطاء الآخرين ويعاقبوا بعدم الثقة، حتى لو لم يفعلوا شيئا، ولذلك يجب أن يتم منحهم فرصة للثقة كما يتم إعطاؤها لغيرهم، حتى يشعروا بالراحة والطمأنينة، وهذا ما يؤدي إلى استمرارية ونجاح العلاقات الاجتماعية .