قصة وطنية حدثت في المملكة
قصة الامام تركي بن عبدالله و هويدية آل زميكان
تحديدا في الفترة من 1233 إلى 1234 هـ، وقع حادث الجلاء الشهير، الذي نتج عن أمر محمد علي باشا بإخلاء الإمام عبد الله بن سعود وأبناء عمومته وبعض كبار الشيوخ. في ذلك الوقت، لجأ الإمام تركي بن عبد الله إلى الدرعية وصعد جبل علية المعروف بـ `غار علية` أو ما سمي بعدها `غار تركي`. وهناك بدأت قصة بطولة هويدية زميكان والإمام تركي بن عبد الله
عندما نزل الامام تركي بن عبدالله إلى الغار كان يتأخر ليلا بسبب انه يخاف من أن يرى الاعداء ، وعلى الرغم من حرصه على مساعدة قومه في مقاومة اعتداءات الباشا على حدود نجد ، إلا أنه وفي أحد الليالي وعند عودته في وقت متأخر قد رأى هويدية زميكان ترعى الاغنام الخاصة بوالدها ، وعندlا طلب منها الامام تركي بعض من حليب الأغنام او الماء فما كان لهويدية إلا ان تساعده .
هي هويدية بنت غيدان بن جازع بن علي آل زميكان من آل شامر من العجمان تأتي تحديدا من قبيلة يام الهمدانية، و كانت قبيلتها تقطن العجمان ، والتي اصبحت بسبب ذلك هي مصدر اعتزاز وفخر عشيرتها وأحفادها وسلالتها وبعد ذلك اصبحت قبيلتها تناصر الامام تركي في جميع المعارك التي كان هدفها استرجاع حكم آبائه
تختلف الروايات حول كيفية مساعدة هويدية للإمام تركي وتوقيت زواجهما. يرجح البعض أنهما تزوجا بعد أن علم والداها أنها تساعده وتمنحه حليب الأغنام، وبعد أن عرف الوالدان عنه، تزوجا. وهناك روايات تؤكد أنه عاد إليها بعد نصرته وتوليه حكم الرياض. ولكن الأرجح أنه تزوجها أثناء خروجه من الدرعية، والدليل الوحيد على ذلك هو تسمية ابنهما جلوة، مما يشير إلى جلوة الإمام والأشخاص المرافقين له من الدرعية. كانت قصة الإمام تركي قصة قصيرة عن حب الوطن .
قصة المرأة الحديدية
يعني أن “غالية البقمية” هي امرأة من القبيلة البدارا البقوم، التي تعيش في أطراف الحجاز ونجد، وهي واحدة من أكبر القبائل في شبه الجزيرة العربية من حيث الحسب والنسب. واسمها غالية بنت عبد الرحمن بن سلطان بن غربيط الرميثانية البدرية الوازعية البقمية .
تزوجت أول عاملة دولة في السعودية، حمد بن عبد الله بن محيي، وأنجبت منه ولدًا يدعى هندي توفي وهو صغير، وابنة تدعى زملة، ثم توفي حمد بن محي وتزوجت بعده بخيت بن جنيح أمير الهملة .
هي قصة بطولية تتجسد فيها معاني الانتماء الوطني، إذ بدأت القصة بوفاة زوجها حمد بن عبدالله، الذي كان عاملا في الدولة السعودية الأولى آنذاك، مما دفعها إلى إخفاء خبر وفاته خوفا من أن تنهار قوة قومها وشعبها في مواجهة حملات الباشا في ذلك الوقت .
بعد ذلك،بدأت هذه الشخصية في توجيه أبناء قبيلتها والمحاربين وتحفيزهم على المقاومة ووضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة حملات محمد على باشا في الجزيرة العربية. كانت تجتمع مع الجنود وزعماء القبائل والمرابطين في قصر زوجها لتوجيههم للمشاركة في الحرب والمقاومة ورفع الحماس .
كانت تتصدى للحملات في ذلك الوقت بأحدث الاسلحة واقواها ، حتى ان المؤرخون الفرنسيون آنذاك شبهوها بجان دارك الذي حارب الانجليز بضرواة في ذلك الوقت ، ومن شدة قوتها اعتقد البعض انها دجالة او مشعوذة تستخدم السحر في المقاومة والحرب ، بينما اطلق عليها بين قومها لقب الامير وذلك لعظم شأنها وعلو مكانتها بين الرجال .
قصة ام المساكين
السيدة موضي بنت عبدالله بن حمد العبد القادر البسام من الأسماء الشائعة في القصيم ونجد، وعرفت بلقب `لي جاك ولد سمه موضي`، وذلك لتفوقها على بعض الرجال في الأداء البدني، بدءًا من المبادرات والمعارك إلى الأعمال الخيرية والمساعدة .
شاركت موضي في معركة الصريف التي جرت في شهر مارس من عام 1901 م، والتي كانت بين جيش حاكم الكويت السابع الشيخ مبارك بن صباح الصباح وجيش أمير حائل عبد العزيز آل رشيد، وكانت نتيجة المعركة هي هزيمة الصباح، مما أدى إلى تفرق الجنود في مناطق القصيم ..
حينها قامت موضي بإخفاء ما يقارب 400 من الهاربين من جنود آل صباح وذلك في السر في بيوتها وقامت بضيافتهم على احسن شكل وامدادهم بكل ما يحتاجونه من مأكل ومشرب ودواء حتى تقل مطاردة آل رشيد وجنوده لهم ، بعدها اشرفت على إعادتهم إلى الكويت مهدية لهم الرواحل وذلك عبر تقسيمهم إلى دفعات غير ملفتة للنظر حتى لا يتسبب ذلك في اكتشافهم .
في “سنة الجوع” عام 1909، تعدت حادثة الجوع والقحط أهم الأحداث التاريخية في السعودية، حيث تعرض أهل نجد للجوع والفقر، وفي هذا الوقت، قامت موضي وبعض النساء في المدينة بتوزيع التمور التي جمعنها على المساكين والفقراء بطريقة بسيطة وغير مذلة، ومنذ ذلك الحين، أصبحت تلقب بأم المساكين .
وفي عام 1919 والمعروف بعام الرحمة ، والذي كان هو العام الذي كان فيه داء الكوليرا يهاجم الكثيرين ، وقد كان نتيجة ذلك عدد لا بأس به من الوفيات خاصة في مدينة عنيزة ، فما كان من السيدة موضي إلا ان قامت بتجهيز الاكفان ودفع نفقات الموتى وغسلهم والمساعدة في تجهيز القبور وحفرها .
قصة شهيد رابغ
عندما كان يوسف وياسر العوفي في طريق عودتهما إلى القرية، لاحظا أن السيول قد غمرت الطريق، وعلى الرغم من أنه كان بإمكانهما المشي في الطريق، إلا أنهما تعرضا لهجوم مفاجئ من السيولات الكثيفة، وفي ذلك الوقت سمعا صرخات استغاثة قادمة من وسط المخاطر .
في الوقت الذي كان السيل يشتد أكثر من السابق، ذهب كل من يوسف وياسر لإنقاذ الشاب المستغيث الذي ذكر أن هناك أربع نساء يردن الخروج أيضًا من السيارة المحتجزين بها. شعر يوسف وياسر بالضرورة لإنقاذ السيدات بسلام، وقاما بذلك بفعالية .
وثب يوسف وياسر على العمود، يحاولان الاستمرار على قدميهما في الأرض، ولكن قوة السيل تزداد يومًا بعد يوم. وفي ذلك الوقت، أخبرهما الشاب الآخر بأن السيارة التي جرفها السيل بها نساء أخريات، فتوجه يوسف نحوهما لإنقاذهما، وتم إنقاذهما بالفعل .
في إحدى المرات، استنجد شيخ كبير بشخصين رأى ابنه يغرف مياه الفيضانات أمام عينيه، فطلب منهما المساعدة لإنقاذ ابنه. أسرع يوسف نحوه لإنقاذ الطفل، لكن السيل جرفه وتمكن منه ولم يستطع الخروج بعد ذلك، على الرغم من تواجد العديد من المنقذين. إن أمر الله قد نفذ، ونال يوسف الشهادة في مقابل إنقاذ الآخرين .