قصة نجاح وول مارت Wal-Mart عملاق التجزئة
تطورت شركة وول مارت من متجر بسيط في إحدى مدن الولايات المتحدة الأمريكية إلى شركة عظيمة تمتد متاجرها من الشرق إلى الغرب، وتحقق أرباحا هائلة. وصل عدد متاجرها اليوم إلى 10600 متجرا، وعدد موظفيها بلغ 2 مليون و300 ألف موظف. وقد واجهت هذه الشركة العديد من التحديات خلال خمسين عاما حتى وصلت لهذه المرحلة من التطور التي غيرت قواعد البيع بالتجزئة في العالم كله .
بداية كفاح مؤسس شركة وول مارت :
يرجع الفضل في تأسيس هذه الشركة إلى ” سام والتون ” الذي تخرّج من جامعة ” ميسوري ” عام 1940 و حصل على شهادة في إدارة الأعمال ، ثم بدأ العمل كمتدرب في متجر ” جکبنی Jcpenney ” بمدينة ” ديموين ” للبيع بالتجزئة ، و كان راتبه لا يتعدى 75 دولار فقط في الشهر .
كان ” والتون ” يخدم في الجيش ، كما أنه كان مشرفاً على مصانع الطائرات و معسكرات الأسرى في الولايات المتحدة ثم تزوج من ” هيلين روبسون ” في عام 1943 ، و في عام 1945 قام بإقتراض مبلغ 20 ألف دولار من والده بالتبني و شراء متجر من متاجر ” بن فرانكلين ” بنظام الامتيازات ، الذي كان يقع في بلدة صغيرة بولاية ” أركسناس ” ، و قد نجح ” والتون ” في جعل هذا المتجر يتفوق على جميع متاجر بن فرانكلين في باقي أنحاء الدولة .
قام `سام` بإجراء مسح للمتاجر المنافسة واطلاع على استراتيجيات التسعير والعروض الخاصة بهم، وذلك للبقاء في المنافسة معهم، ثم قرر إلغاء نظام القائمة الثابتة للأسعار في متاجر بن فرانكلين والتفاوض مباشرة مع الشركات المصنعة للمنتجات .
عقب انتهاء عقد ايجار المتجر في عام 1949 ، قام ” والتون ” بالانتقال مع زوجته إلى بلدة ” بنتونفيل ” في ولاية ” أركنساس ” و افتتاح متجر هناك في وسط المدينة الذي سار بنظام امتياز فرانكلين و أطلق عليه اسم ” والتون 10&5 ” ، و استمر ” والتون ” بإفتتاح عدة متاجر حتى وصلت عددها في عام 1962 إلى 16 متجر .
يتبع “والتون” في السوق استراتيجية بيع كميات كبيرة من السلع بأسعار منخفضة دون تحقيق أرباح كبيرة، وقد تعاقد مع موردين غير مكلفين. وكان يطمح في بناء عدة متاجر في المناطق الريفية والمدن الصغيرة بدلاً من الاهتمام بالمدن الكبيرة كما يفعل الجميع .
في عام 1962، تمكَّن سام والتون، بالتعاون مع شقيقه الأصغر، من افتتاح أول متجر خصم لشركة وول مارت في روجرز بولاية أركنساس، وبلغت مبيعات المتجر خلال العام الأول 975 ألف دولار .
تم افتتاح ثلاثة متاجر أخرى للبيع بالتجزئة في نفس العام، وهم “متجر كمارت” في جاردن سيتي بولاية ميتشجان، و”متجر ولوورث” و”متجر تارجت”، وقد حققت هؤلاء نجاحًا كبيرًا وظنوا أن استراتيجية متجر “وول مارت” لن تمنعهم من تحقيق الربح والنجاح المنافس له .
على عكس التوقعات، نمت متاجر “وول مارت” بشكل هائل حتى وصلت في عام 1967 إلى 24 متجرا، وحققت مبيعات بقيمة 12.7 مليون دولار. ثم في عام 1969، ظهرت الشركة رسميا باسم “شركة وول مارت ستورز”، وتطورت الشركة عاما بعد عام حتى قرر “والتون” طرحها للاكتتاب العام في البورصة، وتم بيع أول سهم بقيمة 16.5 دولار .
في عام 1975، قام “والتون” بتخصيص هتاف خاص لشركة “وول مارت” وهو “Wal-Mart Cheer” بعد إعجابه بالهتاف الذي شاهده خلال زيارته لمصنع كرات التنس في كوريا الجنوبية من قبل العمال هناك .
في عام 1979، شهدت الشركة تطورًا كبيرًا حيث وصل عدد متاجرها إلى 276 متجرًا، وبلغ عدد موظفيها 21 ألف موظف، وبلغت قيمة المبيعات مليار دولار، مما يجعلها من بين أسرع الشركات التي حققت نجاحًا هائلاً في فترة قصيرة لا تتعدى 17 عامًا .
في عام 1983، أدخل “والتون” تقنيات جديدة وأضافها إلى تجارة التجزئة، بما في ذلك إنشاء نادي “سام” الذي يتألف من مجموعة من المستودعات التي تقوم ببيع البقالة والسلع العامة بكميات كبيرة للشركات الصغيرة، وعمل بنظام العضوية السنوية، كما أتاح الفرصة لغير الأعضاء في النادي للشراء من خلال شراء عضوية يومية أو دفع رسوم إضافية وفقا لسعر السلعة .
أصبح ” والتون ” عام 1985 أغنى رجل في الولايات المتحدة بحسب ما نشرته مجلة ” فوربس ” عن ثروته التي قُدرت بـ 2.8 مليار دولار ، و في عام 1987 قامت شركة ” وول مارت ” بتثبيت نظام اتصالات عبر الأقمار الصناعية الخاصة في الولايات المتحدة ، و ذلك من أجل جعل عمليات الشركة مرتبطة بالصوت و البيانات و اتصالات الفيديو .
في عام 1991 تم افتتاح متجرلـ ” وول مارت ” في مدينة مكسيكو سيتي بالمكسيك ليكون أولى متاجر الشركة خارج الولايات المتحدة ، و بعد وفاة مؤسس الشركة السيد ” والتون ” ، تولى ” ديفيد جاك ” منصب المدير التنفيذي للشركة و تمكن من زيادة مبيعاتها لتصل إلى 100 مليار دولار .
افتتح فرع للشركة في شنتشن بالصين خلال عام 1996، وقد اقبل عليها أكثر من 80 ألف شخص للشراء. ثم تمكنت الشركة من الدخول إلى المملكة المتحدة عام 1999 عن طريق الحصول على ASDA .
توسعات الشركة خلال الألفية الجديدة :
في عام 2000، كانت شركة وول مارت أول شركة توفر لعملائها خدمة التسوق عبر الإنترنت، حيث تم إنشاء موقع خاص بها. وفي عام 2002، أصبحت واحدة من أعلى 500 شركة في أمريكا من حيث الإيرادات وفقًا لما نشرته مجلة فورتشن .
في عام 2004، وصل عدد متاجر الشركة إلى 1500 متجر في عدد من البلدان حول العالم، بما في ذلك: الأرجنتين، كندا، ألمانيا، الصين، البرازيل، اليابان، كوريا، المكسيك، والمملكة المتحدة .
– قامت بإطلاق برنامج لمكافحة المخدرات خلال عام 2009 .
قدمت مساعدات بقيمة حوالي 18 مليون دولار، بما في ذلك 2450 شاحنة من الإمدادات، لضحايا الأعاصير “كاترينا وريتا .
أعلنت الشركة عن أهدافها في السعي للقضاء على النفايات والاعتماد على الطاقة المتجددة، وتوفير المنتجات التي لا تلوث البيئة وتحافظ على سلامة الناس .
تعهدت بإنفاق ملياري دولار حتى عام 2015 للقضاء على الجوع في الولايات المتحدة .
تعمل الشركة على توفير طعام ذو جودة عالية وأفضل الأسعار لعملائها، كما تسعى لمساعدة المزارعين المحليين من خلال إطلاق التزام عالمي للزراعة المستدامة .