قصة نجاح وقت اللياقة
تعد شركة (وقت اللياقة) مثالا حيا للصبر والكفاح من أجل تحقيق الهدف، وقد تأسست هذه الشركة على يد الأستاذ عبد المحسن بن علي الحقباني بعد تجاوزه العديد من الظروف الصعبة، وتمكن من إثبات نفسه وتحقيق نجاح باهر لتصبح واحدة من أهم شركات اللياقة البدنية في منطقة الخليج.
حياة عبد المحسن في الصغر :
كان جده الأكبر لعبد المحسن الحقباني يعمل في مجال الزراعة، وأما والده وعمه فقد دخلوا في مجال التجارة، وبدأوا رحلتهم بمتاجر صغيرة للصيانة وبيع الساعات وما إلى ذلك. ساعدهم ذلك في فهم السوق التجاري وتطوير أنفسهم، وعمل عبد المحسن معهم منذ خمس سنوات في أعمال بسيطة، ووالده كان يوجهه دائما نحو الأفضل ويدعمه ويجعله يتحمل المسؤولية منذ الصغر.
عندما كان شابا، عمل في سوق العقارات وتعلم الكثير من المهارات من والده، ثم التحق بالكلية العسكرية بتوجيه من والده، وهذا ساعد في تشكيل شخصيته وجعله مؤهلا لمواجهة التحديات التجارية، وعندما انتهى من فترة الكلية، بدأ بالعمل في دورة الدفاع الجوي، ولكنه تعرض لخبرين صعبين، الأول كان وفاة والده، والثاني كان حرب الخليج.
عبد المحسن كان يتحمل مسؤولية عائلته بأكملها، وكان يعمل في متجر لبيع ملابس الأطفال، وفي نفس الوقت كان مولعا بالرياضة ويمارسها باستمرار. ثم انتقل في تجارته إلى بيع الأحذية والشنط النسائية، وكانت زوجته دائما تشجعه في عمله. بعد ذلك، دخل مع شريك آخر وأسسا متجرا، وبدأا في استيراد البضائع من الخارج ويستمران في العمل بهذا المجال لمدة 4 سنوات.
بداية التغيير :
تمكن عبد المحسن من الإلتحاق بدورة عمل في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان يقوم بتموين أعماله من امريكا، ومن هناك حدث التغيير الكبير في حياته، فهناك قام بالإشتراك في نادي (Gold’s gym) وتفاجأ بمدى تقدم الأجهزة والخدمة هناك، وتمنّى أن يكون هناك شئ مثله في السعودية لكي يستمر في ممارسة الرياضة، وكان في ذلك الوقت لا يتواجد في السعودية سوى ثلاثة أو أربعة أندية.
بدأت الفكرة تكبر في رأسه، ورأى أنه يجب أن يُحاول تحويل حلمه إلى حقيقة، وبالفعل تحدث مع أبناء عمه عن فكرته وأيدوها، وشاركوه في تأسيس أول فرع للياقة البدنية، وكانت البداية موفقة في اختيار المكان والمساحة الجيدة، وغطت الإيرادات جزءاً كبيراً من تكاليف الفرع الأول.
كان عبد المحسن يشارك في النادي في العديد من الأعمال، فحين يكون موظف الاستقبال، وأحيانا يشارك المدربين في تدريب المشتركين، وكان يوجه العاملين بطريقة صحيحة لتنظيف المكان، ومع تطور النادي تدريجيا، أصبح الناس معجبين بفخامته وجودة الأجهزة الرياضية، مما دفعه لافتتاح سلسلة فروع في أماكن أخرى وتم ذلك بالفعل.
واجه عبد المحسن مشاكل عديدة مع شركائه، وعلى الرغم من طول مدة الشراكة التي دامت حوالى 12 عام ، فقد قرر بعد تفكير طويل أن ينفصل عنهم، ويبدأ في رحلة جديدة للعمل وحيداً والتي واجه فيها الكثير من الصراعات النفسية والمتاعب، فالبعض أيدوا قراره والبعض اعتبروا أنه قرار غير سليم، وذلك لما كان قد وصل إليه في ذلك الوقت من نجاحات يصعُب تعويضها مره أخرى.
التخطيط لمشروع وقت اللياقة وتنفيذه :
بعد أنفصاله عن الشراكه، بدأ التخطيط في بناء نادي جديد، وأستمر حوالى سنة كاملة حتى وصل لقرار الإنتقال إلى جدة وبناء النادي هناك، وكان رجل الأعمال (حمد الصقري) من أكبر الداعمين لمشروع عبد المحسن فقد نالت الفكرة إعجابه كثيراً وأراد اقتناص هذه الفرصة، وبدأ المشروع بأفتتاح ثلاثة فروع في حي الصفا و تبوك و حائل وأطلقوا عليه اسم (نادي وقت اللياقة).
بدأ المشروع بالتمويل الذاتي، ثم تطور وتحول من 3 فروع إلى 18 فرعًا خلال سنتين، وتم تأسيس عدة فروع في الرياض بهدف جعلها قادرة على المنافسة مع النوادي الأخرى، وتم إضافة عدة مزايا جديدة لتلك الفروع مثل الملاعب الخارجية.
النجاح العظيم لمشروع وقت اللياقة :
كان هناك تنافس شديد بينه وبين الشركات الأخرى، مما أعطى له الدافع ليصبح أفضل، فأراد عبد المحسن الإنتقال من 18 فرع إلى 30 فرع خلال سنتين، وبالفعل حقق المشروع نجاحات غير متوقعة و دخل في مدن كثيرة، وتفوق على كل المنافسين حتى وصل مشروع وقت اللياقة اليوم إلى 100 فرع متواجد في 25 مدينة.
يتجاوز عدد المشتركين الفعّالين حاليا في فروع شركة وقت اللياقة 170 ألف مشترك، ويخدمهم حوالي 3 آلاف موظف، ويبلغ القيمة الأسمية للمشروع لا تقل عن 2 مليار.