قصة مقتل عثمان بن عفان
عثمان بن عفان هو ثالث الخلفاء الراشدين، وأول المهاجرين إلى الحبشة، وهاجر أيضا إلى المدينة المنورة، وهو واحد من العشرة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وبشره أيضا بأنه سيحصل على الشهادة، وقد قتل رضي الله عنه في يوم الجمعة الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 35 للهجرة، ودفن في البقيع.
شخصية عثمان بن عفان وقصة إسلامه
كان عثمان بن عفان رجلا جميلاً أسمر البشرة، متوسط الطول، طويل اللحية، كثير الشعر، عظيم ما بين المنكبين، و كان رجال قريش يألفونه للعديد من الأمور لعلمه و تجاربه و حسن مجالسته لهم، و كان رضي الله عنه شديد الحياء، و كان يعمل بالتجارة و كانت له تجارة كبيرة.
من آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقوا دعوته، فكان عثمان رضي الله عنه من أوائل الرجال الذين أسلموا، ويقال إنه كان رابعا، وقد تجاوز عمر الثلاثين عاما عندما دعاه أبو بكر الصديق للإيمان بدعوة رسول الله، وأسلم قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم بن أبي الأرقم. وتزوج عثمان من رقية بنت رسول الله، وبعد وفاتها تزوج أختها أم كلثوم بنت رسول الله.
خلافة عثمان للمسلمين والنزاعات في عهده
تولي عثمان أمر المسلمين بعد استشهاد عمر بن الخطاب فى مسجد رسول الله، و بعد ان طعنه أبو لؤلؤة المجوسي بسكين مسموم، و كان عمر قد اوصى الا يتم تغيير ولاة أمر المسلمين فى الولايات المخحتلفة حتى يمر عام على وفاته، خوفا من أن يضطرب أمر المسلمين، و بعد انقضاء هذا العام طاردت المشاكل عثمان رضي الله عنه فى خلافته، و بدأت مجموعة من النزاعات أدت إلى مقتل في سنة35 هجرية، و سميت هذه النزاعات بافتنة الكبري،و قد استمرت هذه النزاعات أيضا طوال خلافة علي بن أبي طالب.
لقد كان للفتنة الكبرى تأثير كبير في تغيير مسار التاريخ الإسلامي، حيث أدت إلى تشتيت الجهود المسلمة والانشغال بالقتال الداخلي بدلاً من التوسع والفتوحات، وكانت بداية للنزاعات المذهبية بين المسلمين، حيث ظهرت جماعات مثل الخوارج وغيرهم يطالبون بالإصلاح لأول مرة.
كيف بدأت الفتنة الكبري بين المسلمين؟
لم يغير عثمان الولاة كما أمر عمر حتى مر عام على وفاته، ثم بادر عثمان بعد انقضاء هذا العام بتغيير الولاة فى المدن الهامة، و قد أثارت هذه التغييرات حفيظة الكثيرين، و اشتدت معارضة الناس لعثمان، و اجتمع نفر من أصحاب رسول الله فى المدينة ليحدثوا عثمان، و يططلبوا منه تغيير سياسته، و لكنه لم يستجب لهم.
ثم أرسل إلى كل من معاوية و عبد الله بن أبي سرح و عبد الله بن عامر وسعيد بن العاص يطلب حضورهم و مشورتهم، فأشار عليه معاوية ان يترك امر المعارضة للولاة، بينما أشار عبد الله أن يعطيهم من المال، و كان الراي الراجح عند عثمان هو رأي عبد الله بن عامر حيث اقترح عليه ان يشغل المسلمين بأمر الفتوحات عن النزاعات.
كيف قتل عثمان؟
و مع دخول العام الخامس و الثلاثين من الهجرة، ثار أهل الكوفة ضد سعيد الي كان يحكم الكوفة وقتها، و ولوا عليهم أبا موسى الأشعري، ثم زادت المعارضة و اشتدت إلى درجة أن طالبت عثمان بعزل نفسه، و ترك الامر للمسلمين ليختاروا خليفة لهم، و لكن عثمان رفض، فحاصروه فى بيته بعد أن ضربوه و منعوه من الخروج، و فى يوم الجمعة الثامن عشر من ذي الحجة سنة 35 هجرية قتل الثوار عثمان و هو فى منزله محاصر، و انتهت خلافته للمسلمين، ليتولي بعده على بن أبي طالب الخلافة ليكون آخر الخلفاء الراشدين.