قصة العقل السليم في الجسم السليم للاطفال
يوجد رابط تكاملي تفاعلي بين الجسم والعقل، حيث يتأثر الجسم بشكل كبير بالعقل وبما يحدث له من مؤثرات خارجية، وهذا أكثر مما يتأثر به العقل بما يحدث للجسد. ويحدث لكثير من الناس إصابات جسدية دون أن يتأثر العقل بها، والعكس صحيح. وأظهرت الدراسات العلمية أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض جسدية يزيد احتمالية إصابتهم بالأمراض العقلية بأربع مرات ضعف العادي
المحافظة على سلامة العقل
تؤثر سلامة الجسد بشكل كبير على سلامة العقل، ولذلك يجب على الإنسان الحفاظ على صحة جسده من خلال اتباع عدة إجراءات
–التغذية السليمة المتكاملة : التغذية والغذاء السليم يساعدان العقل والجسم على البقاء سليمين والاستمتاع بالصحة والعافية، وبالتالي يتبع ذلك التفكير السليم والإدراك العقلي القوي. تتضمن التغذية السليمة تناول جميع العناصر الغذائية المتكاملة وتزويد الجسم بكل ما يحتاجه من فيتامينات ومعادن وأملاح بشكل متوازن، حيث يحتاج الجسم إلى الغذاء الذي يحتوي على الفيتامينات للمساعدة في التركيز وزيادة النشاط الذهني، وكذلك تسهيل الإدراك والتعلم. ومن أجل ذلك، يجب تناول مضادات الأكسدة الموجودة في الخضروات والفواكه .
–إتباع الأنظمة الصحة المتوازنة : وهذا يعني أنه يجب على الشخص أن يهتم بتناول كل المغذيات مثل الكربوهيدرات والدهون والبروتين والسكريات بشكل معتدل، دون أن يكون مفرطا أو مقصرا، لأن زيادة تناول الطعام يؤدي إلى الكسل وزيادة النوم. وهذا يعتبر أمرا هاما جدا بالنسبة للأطفال، حيث يجب منعهم من تناول الحلويات بكثرة والمنتجات المحفوظة والطعام الجاهز، وبدلا من ذلك يجب تناول طعام متوازن يتم إعداده في المنزل .
–شرب الماء كثيرًا : إن الماء هو أساس الحياة، حيث يشكل حوالي 75% من جسم الإنسان، وتحتوي كل خلية في جسم الإنسان على الماء. يجب علينا تعويد أطفالنا على شرب الكثير من الماء لتنقية الجسم من السموم المتراكمة فيه .
–ممارسة الرياضة : ممارسة الرياضة بانتظام تقوي الجسم وبالتالي تقوي العقل، وتساهم في تحسين تدفق الأكسجين إلى خلايا الجسم بسرعة أكبر، وتساعد في تحسين مستوى السكر في الدم وتقليل ضغط الدم، وتعزز الذاكرة وتزيد من التركيز، حيث يعمل الركض بانتظام على تحفيز الدماغ، وهذا يعتبر أمرا مهما للأطفال منذ صغرهم لتعزيز قدراتهم التعليمية .
قصة عن العقل السليم في الجسم السليم
نوراه فتاة مجتهدة تؤدي واجباتها يوميًا، لكنها تذكرت فجأة أن لديها اختبارًا في الغد. قالت نوراه: لدي اختبار في مادة المهارات، ولم أدرس بعد، وهناك الكثير من الدروس التي لم أستطع فهمها. وأضافت نوراه: أعاني من قلة التركيز، ولدي صعوبة في الحفظ. ماذا يمكنني أن أفعل؟ .
في اليوم التالي، ذهبت نوراه للإختبار، وبعد الإنتهاء منه، صرحت بأن الأسئلة كانت صعبة لدرجة أنها لم تتذكر المعلومات. ونفسها سألت لماذا لم تتذكر المعلومات على الرغم من أنها تحفظها بشكل جيد. قررت نوراه زيارة أخصائية نفسية للحصول على المساعدة اللازمة. وصلت نوراه إلى مكتب الأخصائية وتم الترحيب بها. سألتها الأخصائية “مرحبا يا نوراه، هل يمكنني مساعدتك؟” فأجابت نوراه بأنها تعاني من مشكلة النسيان كثيرا وليست لديها فكرة عن السبب. فسألتها الأخصائية “هل تمارسين الرياضة بانتظام؟” فأجابت نوراه بأنها لا تمارس أي نوع من الرياضة، وتساءلت عن العلاقة بين مشكلتها وممارسة الرياضة
فردت عليها قائلة : ألا تعلمين أن هناك علاقة كبيرة بينهما ؟ ممارسة التمارين الرياضية تعمل على تنشيط الدورة الدموية فتساعد على تحسين مستوى الإدراك والتركيز ، ذهبت نوراه إلى المنزل وأخبرتك ولدتها قائلة : أمي لقد ذهبت اليوم لأخصائية نفسية ونصحتني بأن أمارس الرياضة لكي أحل مشكلتي ولكن لا اعتقد أن الرياضة سوف تحل مشكلتي فقال الأم لها جربي وسترين النتيجة .
بعد يوم واحد ذهبت نوراه للركض وبدأت في ممارسة الرياضة، وقامت بركوب الدراجة الهوائية، وبعد مرور شهر، صرَّحت نوراه بأنها حصلت على الدرجة الكاملة، وأن الرياضة تنمي التفكير وتطور العقل، فهي غذاء للعقل والروح .