فيروس C و الحمل
من المعروف أن التهاب الكبد الوبائي فيروس سي يعد عدوى مزمنة، وهو واحد من الأسباب الرئيسية لأمراض الكبد بين البالغين في جميع أنحاء العالم. وهو مؤشر رئيسي لعمليات زراعة الكبد، خاصة نظرا لوجود أكثر من 170 مليون شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي فيروس سي حول العالم. ويشكل نصف هؤلاء المرضى فقط الذين تم علاجهم أو لديهم استجابة للعلاجات القياسية الحالية لهذا الفيروس. وتكون النسبة قليلة جدا من بين هذه المجموعات للنساء الحوامل والأطفال. ولا يزال هناك الكثير لم يتم معرفته بشكل كاف حول نطاق التأثيرات الناتجة عن التهاب الكبد الوبائي المزمن أثناء وبعد الحمل، وأيضا في فترة ما بعد الولادة، حيث يلعب فيروس التهاب الكبد الوبائي المزمن دورا هاما خلال التغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء فترة الحمل .
تقدر انتشار عدوى التهاب الكبد الوبائي فيروس سي في النساء الحوامل في جميع أنحاء العالم بنسبة تتراوح بين 1-8٪. تنتقل هذه العدوى إلى الأطفال بنسبة تتراوح بين 0.05-5٪. يعتبر انتقال المرض قبل الولادة هو السبب الرئيسي لانتقال فيروس سي في الدول المتقدمة. ونظرا لعدم وجود لقاح لالتهاب الكبد الوبائي أو علاج معتمد أثناء فترة الحمل، يبقى من الصعب الوقاية من انتقال العدوى. ومع ذلك، نسبة انتقال فيروس سي من الأم الحامل المصابة إلى الجنين أمر غير شائع ولا تتجاوز 5٪. ومع ذلك، غالبا ما تزداد فرص نقل العدوى من الأم إلى الجنين من 0-18٪ في حالة إصابتها بمرض نقص المناعة (الإيدز) وإذا كانت تحمل نسب عالية من الفيروس .
كثيرا من مرضى فيروس التهاب الكبد الوبائي المزمن سي لا تظهر عليهم أي أعراض، ولا يدركون أنهم مصابون بالمرض، وإذا كان لديك الإصابة بالمرض، فمن المحتمل أن ينتقل هذا الفيروس إلى الجنين أيضا ولكن بنسبة أقل بكثير من انتقال فيروسات الكبد الأخرى مثل فيروس A و B .
تختلف شدة الإصابة بعدوى التهاب الكبد الوبائي فيروس سي المزمن خلال فترة الحمل، وغالبا ما تكون نسب الإصابة متفاوتة، كما أن استجابة الخلايا لالتهاب الكبد الوبائي فيروس سي تتوافق مع تقدم الحمل وتكون محددة .
في حالات الكبد الخطيرة والشديدة، والتي تشكل خطرا واضحا على الجنين، حيث يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، فإن نسبة الإصابة لا تتحسن بانهاء الحمل على الإطلاق، لذا ينصح الأطباء بعدم انهاء الحمل نتيجة للإصابة الشديدة، وأن انهاء الحمل في هذه المرحلة قد يزيد الأمر سوءا .
نصائح للنساء الحوامل المصابين بالتهاب الكبد الوبائي سي :
– يجب على النساء الحوامل حاملات لفيروس سي اتمام عملية الولادة في المستشفيات و المراكز الصحية بواسطة الاطباء المتخصصين و ذلك لمنع انتقال العدوى من الام الى الجنين تجنبا للمس دم الام اي خدش او جرح حدث للطفل اثناء ولادته حيث ان هذه الطريقة تنقل الفيروس بنسبة كبيرة الى الطفل المولود مقارنة بالمشيمة التي نادرا ما تنقل الفيروس الى الطفل .
يجب تجنب الولادات الطبيعية بشكل كامل وتفضيل الولادة القيصرية للسيدات المصابات بالتهاب الكبد المزمن في الأسبوع 36 من الحمل وبوجود طبيب كبد مختص، كما يجب أن يكون التخدير آمنًا ولا يؤثر على صحة الكبد .
يمكنك إرضاع طفلك بطريقة صحية وآمنة، ولا داعي للقلق بشأن الرضاعة الطبيعية في حالة الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي المزمن، ما لم يحدث تشققات أو جروح في حلمة ثدي الأم. في حالة حدوث هذا، يجب تجنب الرضاعة تماما، لأنها تزيد من فرص انتقال العدوى للطفل الرضيع .
يجب على السيدات الحوامل المصابات بالتهاب الكبد الوبائي فيروس C متابعة الطبيب المختص باستمرار ومتابعة وظائف الكبد بدقة .
يمكن تناول بعض العلاجات التحفظية خلال فترة الحمل التي لا تؤثر على صحة الجنين .
_ يتوجب عليك توخي الحذر الشديد عند استخدام الأدوية أو المضادات الحيوية خلال فترة الحمل، حيث قد تؤثر سلبًا على صحة الكبد وتزيد من سوء الحالة .
يحذر الأطباء من تناول الإنترفيرون والريبافيرين خلال الحمل أو قبل حدوثه من قبل الزوج أو الزوجة، حيث يمكن أن يؤدي تناول هذه الأدوية قبل حدوث الحمل بستة أشهر أو خلال الحمل إلى تشوهات في الكروموسومات الخاصة بالجنين، مما يمكن أن يؤدي إلى إصابة الطفل بالعيوب الخلقية .
يجب على السيدات اللواتي ينوين الزواج والحمل والتني قد تعرضن لعمليات نقل الدم أو الجراحية إجراء بعض الفحوصات والاختبارات للتأكد من عدم إصابتهن بالفيروس قبل الحمل، وفي حالة الإصابة يجب مراجعة الطبيب المختص أولا .