فوائد هدب الأثل
يعرف نبات هدب الأثل علميا باسم “TAMARIX ARTCULATA”، وله فوائد كثيرة، وهو أحد النباتات التي تنتمي للفصيلة الطرفاوية، وله عدة أسماء مثل زوكز، كزمازج، الطرفاء، وغيرها، وينمو بكثرة على جوانب الطرق الزراعية والأراضي السبخة والأراضي الملحية، وقد كان الأعراب يستخدمونه كغذاء في أيام الصيف ويسمونه الصلب الأحمر أو الطارف، كما استخدمه الفراعنة بعد عمليات التطهير لأنه يفيد في التئام الجروح.
بالإضافة إلى أن أغصانها وأوراقها تُمدُّ جسمنا بالحماية من العديد من الأمراض، يُمكننا أن نتعرف في هذا المقال بشكل أكثر على فوائد نبات الأثل.
ما هو هدب الأثل
الأثل” هي شجيرة صغيرة ذات ارتفاع لا يتجاوز المترين، لها أوراق ابرية خضراء وأزهار عنقودية وردية اللون يصل طولها إلى 10 سم، ولا يتطلب زراعتها تربة أو ري محدد، فإن زراعة هذا النبات تعتمد على النمو في الظل ويحتاج إلى وفرة من أشعة الشمس، وهذه هي الخطوة الأساسية في زراعته، بالإضافة إلى ضرورة وضع الماء بانتظام حتى تترسخ الجذور، ومن ثم سوف تنمو الجذور حتى تصل إلى منسوب المياه الجوفية وتستمد منها كمية كبيرة من الماء يوميا.
النبات متأقلم مع ظروف الصحراء وينشأ في غرب آسيا واليمن، وينتشر في صحارى الخليج العربي والمغرب وبعض مناطق البحر الأبيض المتوسط. وينمو في الأماكن الدافئة ولا يتحمل الصقيع. تنتشر جذورها في الأراضي الرطبة بالقرب من المياه والأنهار والأودية. يصنع من سيقانها الخشب الصلب، وتسمى ثمارها حب الأثل، وهي لا تؤكل. يركز نمو أشجارها رئيسيا في فصلي الربيع والصيف، وتزهر في شهر أغسطس.
فوائد هدب الأثل
استخدم البدو في الماضي عصير الأثل الحلو المذاق كغذاء ومشروب للطاقة في فصل الصيف، وذلك بسبب احتوائه على عناصر غذائية مفيدة مثل الدكسترين والجلوكوز والفركتوز، كما تساعد زيوت نبات الأثل في التخفيف من التعب والإرهاق، ولديها خصائص مضادة للميكروبات، لذا فهي مفيدة لتنظيف الجروح .
كما يشير فائدة نبتة الأثل إلى قدرتها على معالجة ضربات الشمس والحمى، حيث تساهم في تخفيض حرارة الجسم بشكل ملحوظ، ويتم ذلك باستخدام سائل نبات الأثل السكري، حيث يدهن به رأس المريض لسحب الحرارة، وتساهم أيضا في الوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا.
يستخدم بعض الأشخاص نبات الأثل في علاج مشاكل التهاب اللثة وآلام الأسنان، وللقيام بذلك، يتم وضع أوراق الأثل في وعاء وإضافة الماء، ثم تركه على النار حتى يغلي، وبعد أن يبرد، يتم تصفيته واستخدامه كمضمضة
تحتوي أوراق هذه النبتة على العديد من المواد الفعالة والمفيدة لصحة الجسم، مثل مادة بيتا كاروتين، ومادة البكتين والأحماض الدهنية الأمينية الضرورية للجسم، كما تحتوي على السكريات والعديد من المعادن مثل الفسفور والحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم. وتحتوي أيضا على العديد من الفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين A وفيتامين B وفيتامين F وفيتامين K وفيتامين P وفيتامين E، وكلها مفيدة لصحة الجسم وتمده بالطاقة.
كما تساعد النبتة على تخلص الجسم من الإمساك، و تسهل من حركة الأمعاء بالإضافة إلى علاج الطفيليات ، و تزيل مشاكل الهضم بشكل ملحوظ ، وقرحة الإثني عشر و الإسهال، وكوصفة طبيعية يتم وضع أوراق الأثل مع الماء في وعاء على النار لمدة عشرة دقائق إلى أن يغلي بشكل جيد ، ثم نصفيه، ونأخذ الماء ونشربه لمدة يومين على الريق.
النبات يساعد في الشفاء من الحروق والجروح، ويقوي بصيلات الشعر ويغذيها ويقلل من تساقط الشعر، كما يقضي بشكل ملحوظ على القمل. هناك وصفة جيدة للتخلص من القمل حيث يتم وضع قشور الأغصان في وعاء وإضافة الخل، ويترك على النار حتى يغلي، ثم يتم وضع الخليط على الشعر مع التدليك لمدة 10 دقائق.
إحدى أهم فوائد نبات الأثل تتمثل في قدرته على علاج الحكة والبهاق والجرب والصدفية وغيرها من الأمراض الجلدية، وللاستفادة منه ينبغي طحنه ووضع الخليط على الأماكن المصابة، كما يساعد على تحسين وظائف الكبد والكلى ومعالجة أمراض الرحم، ولا سيما عند مزجه مع الزنجبيل.
تساعد النبتة في التخفيف من آلام الصداع وعلاج البواسير، كما تقوم بتعزيز جهاز المناعة وتحمي الجسم من الإصابة بالأمراض، وتعالج العديد من أمراض العين بشكل فعال، بالإضافة إلى مساعدة زيوت هذه النبتة في علاج قصر النظر وارتفاع ضغط العين.
تساعد النباتات أيضًا في علاج الأورام السرطانية، وخاصة سرطان الدم، بسبب خصائصها المضادة للخلايا السرطانية.
تلعب الزيوت المستخلصة من هذه النبتة دورًا هامًا في مكافحة علامات تقدم السن على البشرة وتحافظ على جمالها ونضارتها، وذلك بفضل الفيتامينات والمواد المفيدة التي تحتوي عليها.
أنواع الأثل
هناك العديد من أنواع الأثل، ومن بينها الأثل الآرالي والأثل الأردني، الذي ينتشر في بلاد الشام بشكل عام، وموطنه الأساسي هو غور الأردن وسهول البقاع في بلاد الشام، وهناك أيضا الأثل الأطلسي الذي يوجد في أطراف المجاري المائية في جميع أنحاء المغرب العربي.
بينما الأثل الإفريقي موطنه هو المغرب العربي وإسبانيا والبرتغال ، و الأثل العربي و الاثل رباعي الاخبية، يوجد في بلاد الشام ومصر ، و هناك نوع اخر هو الأثل الفرنسي، موجود في المملكة العربية السعودية و شبه جزيرة سيناء، وشائع للغاية في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهو موجود في العديد من المناطق الأخرى كنوع من الأنواع الغازية، ثم هناك أنواع أخرى مثل الأثل عظيم الثمار و الأثل اللاورقي و الأثل النيلي.
أضرار هدب الأثل
يصنف نبات هدب الأثل على أنه نبات ضار في بعض الدول، لكن بشكل عام لا يوجد بالمراجع العلمية ما يؤكد أن للأثل أضرارا جانبية يمكن أن تكون مضرة للجسم، إلا أنها مصدر إزعاج حقيقي لبعض النباتات، بسبب قدرتها على امتصاص كميات كبيرة من المياه، فتحرم النباتات الأخرى المحيطة بها منها وتؤثر على نموها، كما أنه على الرغم من فوائد نبات الأثل الكثيرة إلا أن الإفراط في تناوله يتسبب في الكثير من الأمراض، وذلك لاحتوائه على مادة التانين بنسبة عالية ويمكن أن تسبب بعض الأضرار، لذلك دائما ما ينصح بالاعتدال في تناول مغلي أوراق الأثل وتناولها حين الضرورة فقط وليس بشكل يومي، وننصحك بالتشاور مع الطبيب إن كنت من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الأوعية الدموية والقلب كتجلط الدم فقد يخلق هذا النبات آثارا ضارة جانبية قد تؤذي صحتهم.
هل الأثل مذكور في القران الكريم
هذه النبتة مكرمة بذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، حيث ذكرت في الآية السادسة عشر من سورة سبأ، وقد قال الله تعالى: “لقد كانت لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال، كلوا من رزق ربكم واشكروا له، بلدة طيبة ورب غفور. فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذوات أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل.” صدق الله العظيم.