مدة التئام الجروح بعد العمليات
الجروح بشكل عام هي الحالة التي يحدث بها انفصال بين أنسجة الجسم نتيجة تعرضه إلى الإصابة أو الالات الحادة أو الصدمات القوية أو في حالة إجراء الجراحة ، وتتنوع الجروح بين المغلقة والمفتوحة ، وتختلف المدة اللازمة لالتئام الجرح المفتوح عن الجرح المُغلق ، كما يوجد العديد من عوامل ومراحل التئام الجروح .
التئام الجروح
عملية التئام الجروح هي عبارة عن عملية بيوكيميائية طبيعية تحدث بشكل طبيعي في الجسم ، وهي تتم وفق 4 مراحل أساسية هي : (الإرقاء ، الالتهاب ، الانتشار ، إعادة بناء النسيج) ، وتُعد مرحلة بناء الأنسجة مرة أخرى هي المرحلة الأخيرة في عملية التئام الجروح ، وقد تتعرض واحدة أو أكثر من هذه المراحل إلى بعض العوامل المؤثرة الأخرى ؛ وينتج عن ذلك التئام الجرح بشكل غير صحيح أو أضعف من اللازم .
مدة التئام جروح العمليات الجراحية
يشعر العديد من الأشخاص الذين يستعدون لإجراء عملية جراحية بالعديد من المخاوف، وتكثر الصلوات والدعوات للمريض، ويخشى البعض من عدم التئام الجرح بعد الجراحة .
حيث تختلف المدة اللازمة لالتئام الجروح وفقًا لحجم الجرح ودرجة عمقه ، وبعد أن يحدث الجرح مباشرةً يخرج منه النزيف الدموي وهنا تبدأ الأوعية الدموية في التضيق ويحدث تخثر للدم في هذه المنطقة لوقف النزيف ، فيحدث إرقاء للجرح وجفاف ثم تنطلق المواد التي ينتج عنها ظهور التهابات إلى الجرح ويحدث تكوين للأوعية وتندمل الجروح ويبدأ الجلد يأخذ شكله الطبيعي مرة أخرى .
مراحل التئام الجروح
تتم عملية التئام وشفاء الجروح وفقًا للمراحل التالية :
عملية الإرقاء
عملية الإرقاء تعني بداية عملية إغلاق الجرح من خلال عملية تجمع عوامل التجلط عند الجرح وتكوين الجلطات الدموية صغيرة الحجم ، ويبدأ ذلك من خلال حدوث تضييق وانخفاض في معدل اتساع الأوعية الدموية من أجل وقف جريان الدم ، ويلي ذلك حدوث تجمع والتصاق للصفائح الدموية مع بعضها البعض لتقوم بدورها بإغلاق الفتحة الموجودة في الوعاء الدموي والتي نتج عنها حدوث النزيف ، وفي نهاية الأمر يحدث التجلط وتتكون أيضًا خيوط الفيبرين ويحدث ذلك خلال ثواني قليلة .
بعد ذلك، خلال 60 ثانية، تتماسك خيوط الفيبرين مع بعضها، ويتحول الدم إلى سائل أكثر كثافة هلامية، ويتم إطلاق البروثرومبين. على الرغم من أهمية تكون الجلطة الدموية لوقف النزيف في الجرح، إلا أنها تشكل خطرا على حياة المريض إذا انفصلت عن جدار الوعاء الدموي ووصلت إلى تيار الدم، حيث يمكن أن تحدث جلطة دموية في القلب أو الرئة أو المناطق الأخرى .
مرحلة الالتهاب
تُعد المرحلة الالتهابية هي المرحلة الثانية في عملية التئام الجرح ؛ وهي تعني تسرب بعض الرشحات المكونة من المياه والأملاح من الوعاء الدموي إلى الأنسجة مما يؤدي إلى حدوث تورم والتهاب في مكان الجرح ، وعلى الرغم أن هذا التورم الموضعي قد يكون مؤلمًا ؛ إلا أنه يحمي المريض من التعرض إلى العدوى ويُساعد في السيطرة بشكل كبير على النزيف وهو يُساعد أيضًا على الشفاء ، وفي هذه المرحلة يتم التخلص من الخلايا التالفة والكائنات الدقيقة الضارة حول الجرح مثل البكتيريا ، ولكن إذا استمرت مرحلة الالتهاب لوقت طويل أو كانت الالتهابات مُفرطة ؛ فهنا يجب الرجوع إلى الطبيب .
مرحلة تكاثر وانتشار الخلايا
وفي هذه المرحلة يبدأ الجسم في إعادة بناء النسيج الجلدي ومادة الكولاجين الهامة لتحديد شكل ومظهر الجلد ، ويتم كذلك تكوين مجموعة من الأوعية الدموية في هذا النسيج حتى يصل إليه الإمداد الدموي والمغذيات بشكل طبيعي ، وتتم هذه العملية في فترة زمنية تبلغ تقريبًا يومين ؛ ولكنها قد تزيد أو تقل أيضًا وفقًا لطبيعة الجرح وحجمه وعمقه .
مرحلة إغلاق الجرح
وتعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة في عملية التئام الجروح ، وبها تتم إعادة النسيج إلى وضعه وشكله الطبيعي الذي كان عليه مُسبقًا ، ويتم ذلك خلال فترة زمنية تبلغ 21 يومًا على الأقل ، وفي بعض الأحيان قد يستغرق الجرح مدة تصل إلى عام كامل حتى يتم إغلاقه وبناء النسيج الجديد والكولاجين حوله بشكل كامل .
في بعض الأحيان، يمكن أن يترك الجرح آثاراً غير مرغوب فيها على جسم المريض، خاصة بعد العمليات الجراحية الكبيرة، ويمكن التغلب عليها من خلال عمليات التجميل .