اسلاميات

فوائد القيلولة في الإسلام .. وما هو وقتها ومدتها ؟

مدة ووقت القيلولة

عند البحث عن فوائد القيلولة، يوجد سؤال حول ما إذا كان هناك حديث شريف يتحدث عن نوم وقت الظهيرة (القيلولة)، وما إذا كانت محددة بوقت معين أو مدة محددة.

القيلولة هي النوم في فترة النهار، وفقا لما ذكره الفيومي في كتابه المصباح المنير، حيث يعني القيلولة النوم في وسط النهار. ووفقا لما ذكره الصنعاني في كتابه سبل السلام، المقيل والقيلولة يشيران إلى استراحة في منتصف النهار، وقد يتضمن النوم. وهكذا انتهت الإجابة.

تختلف عبارات الفقهاء في تحديد وقت القيلولة، حيث يعتقد بعضهم أن وقتها قبل وقت الظهر، ويعتقد البعض الآخر أن وقتها بعد وقت الظهر، وتحدث الشربيني الخطيب عنها قائلا: `هي النوم قبل الظهر`..

وبسؤال المناوي عنها قال: تعني القيلولة النوم في وسط النهار، قبل أو بعد الظهر، ويشير البدر العيني إلى أن القيلولة هي الراحة بعد وقت الزوال، أي بعد الظهر.

فوائد القيلولة في الإسلام

ورد في الحديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنه قال: كنا لا نستريح ونتناول الطعام إلا بعد صلاة الجمعة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا القول متواتر الرواية بين مسلم والبخاري. ويعتبر جمهور العلماء أن القيلولة بعد الظهر من الأمور المستحبة.

ويوجد حديث شريف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وقد قيل: إن الشياطين لا تأخذ قيلولة، وتم ذكر ذلك من قبل الألباني في صحيح الجامع برقم 4431. السبب وراء ذلك هو أن القيلولة تمنح النفس حصتها من الراحة خلال النهار.

والخطيب الشربيني قال: ينصح بالقيلولة للمتهجد، وهي النوم قبل وقت الظهر، وقد ذكر عبد الله أن والده كان ينام في نصف النهار سواء كان الطقس باردًا أم حارًا.

القيلولة في الإسلام

يعد نوم القيلولة سنة من سنن النبي الكريم التي لم تعد منتشرة بين الناس في ظل كثرة الازدحام والمشاغل في الحياة. ولذلك، ينبغي على كل مسلم أن يسعى جاهدًا لتطبيق هدى النبي الكريم وأخذ القيلولة كنموذج يقتدي به، وذلك تحقيقًا للأجر من الله عز وجل عند تطبيق سنة من سنن النبي.

أخرج ابن ماجه بسنده عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `كنا نؤجل وجوب الصلاة ونأكل الغداء بعد صلاة الجمعة`، وقال أيضًا أنس بن مالك في صحيح البخاري: `كنا نصلي الجمعة في وقت مبكر ثم نأكل الغداء بعدها`.

من الأمور الثابتة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان الحفاظ على قيلولة الظهيرة، وفي حديث لأم حرام بنت ملحان أخت أم سُليم، قالت: (أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لهم، فاستيقظ وهو يضحك، فقالت: يا رسول الله، ما يضحكك؟)

قال‏: رأيت قوما يركبون ظهور هذا البحر كالملوك على الأسرة، فقلت: “يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم”، فقال: “فإنك منهم”، قالت: “ثم نمت، فاستيقظت وهو يضحك”، فقلت: “ما يضحكك يا رسول الله؟”، فقال مثل مقالته، قالت: “يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم”، فقال: “أنت من الأولين”، وتزوجها عبادة بن الصامت وغزا في البحر وحملها معه، فلما رجع قربت لها بغلة لتركبها فصرعتها فاندقت عنقها فماتت. أخرج البخاري.

ما هي القيلولة

بشكل عام، نحن جميعا مشغولون للغاية ونحارب من أجل تحقيق كل شيء بأفضل طريقة ممكنة، ونسعى لتمديد ساعات النهار لنكون قادرين على العمل ورعاية الأطفال والطهي والتنظيف والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية والقيام بالعديد من الأشياء الأخرى.

يفسر هذا السبب عدم قدرتنا على النوم في حالة الضرورة الملحة، مما يؤدي إلى التعب وسوء المزاج وسرعة الانفعال، مما يعني أننا نفتقر إلى الطاقة عندما نحتاجها. ولذلك، نستهلك جميع أنواع المنبهات مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة الأخرى للتخفيف من إجهادنا.

خذ قيلولة لاستعادة طاقتك

في بعض الأحيان، يمكن أن يكون من الأفضل تجاهل القهوة ومشروبات الطاقة والقيام بشيء مختلف، مثل القيلولة المليئة بالطاقة. ووفقًا للعديد من خبراء النوم، قد تكون القيلولة الجيدة هي أفضل شيء يمكننا القيام به لاستعادة الطاقة.

مدة القيلولة

يجب مراعاة أن القيلولة ليست ضرورية أو مفيدة بشكل كبير، خاصة إذا كان لدينا جدول أعمال مزدحم، وفي حال رغبنا في استعادة الطاقة لإنهاء اليوم بشكل جيد، يكفي الحصول على أقل من 20 دقيقة من النوم.

إذا نمنا لمدة 15 إلى 20 دقيقة بعد تناول الطعام، فسوف يستريح عقولنا وأجسامنا بحيث يتم إعادة تشغيل النظام وسنكون قادرين على القيام بالمهام بشكلٍ أفضل خلال فترة ما بعد الظهر. هذا هو كل ما نحتاجه لاستعادة الطاقة خلال النهار.

فائدة القيلولة

تشير الأبحاث إلى أن قيلولة مدتها 20 دقيقة تحسن قدرتنا على التركيز والمهارات التعليمية وقدرتنا على اتخاذ قرارات جيدة. يمكننا أيضا أن نستمتع بقيلولة تزيد عن 20 دقيقة قليلا إذا كان لدينا الوقت الكافي، ولكن لا ينصح بتجاوز الـ45 دقيقة حتى لا نؤثر على نومنا الليلي. ويبدو أن القيلولة الطويلة يمكنها تحسين ذاكرتنا وإبداعنا.

بالطبع أكثر أنواع النوم فائدة هو النوم الذي يسمح لنا بدخول حالة حركة العين السريعة، ومع ذلك من أجل الوصول إلى موجات حركة العين السريعة يتعين علينا النوم لمدة 90 دقيقة على الأقل، سيسمح لنا نوم حركة العين السريعة بحل المشكلات الإبداعية بشكل أفضل وأسهل بكثير، ولكن لسوء الحظ في الليل سيكون من الصعب جدًا علينا النوم.

يدعي الخبراء في مجال النوم أن الغفوة تفوق فنجان القهوة، وذلك لأن الكافيين يؤثر على الذاكرة، بينما يزيد النوم القصير من الحيوية ويقلل من الأخطاء.

على الرغم من أننا قد نستهلك القهوة بانتظام، إلا أنه من الأفضل عدم الاعتماد عليها كثيرًا بسبب الآثار الجانبية المحتملة، مثل الآثار الارتدادية التي قد تتسبب في الشعور بالتعب والنعاس بعد عدة ساعات.

كيف تأخذ قيلولة

إذا كنا نريد أن نحصل على قيلولة جيدة، فيجب أن نأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور الهامة، مثل الحرص على الاستمرار في النوم المنتظم وإعداد جدول زمني محدد للقيلولة، على سبيل المثال، يمكن أن نحصل على قيلولة كل يوم الساعة 5 مساءً.

من المهم عدم النوم لفترة طويلة جدًا، لأنه إذا انتظرنا حتى نصل إلى درجة الاستيقاظ الكامل فقد نشعر بالدوار وصعوبة النوم في الليل، لتجنب ذلك ينصح بارتداء واحدة في الثلاثين دقيقة أو أقل، ويجب التأكد من أن الغرفة مظلمة وهادئة، أو استخدام قناع العين، حيث سيساعد الظلام على النوم بسرعة أكبر.

عندما ننام، تنخفض درجة حرارة أجسامنا، لذلك يجب علينا التأكد من وجود بطانية أو شيء نستخدمه لتغطية أنفسنا. والآن، يمكننا الاستمتاع بلحظات الراحة القصيرة هذه ونتمنى لك قيلولة سعيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى