فضل دعاء السوق
تسر الله تعالى عباده الصالحات ويمكنهم الحصول على الثواب من خلال الدعاء والذكر، وهذا ما حثنا عليه الله في العديد من الآيات القرآنية. وتأتي الأحاديث لتوضح فضل الدعاء والذكر، بما في ذلك دعاء السوق، وهو المكان الذي يكثر فيه الانشغال والغفلة والتفكير في أمور الدنيا والمكاسب الزائلة.
دعاء دخول السوق:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: « من دخل السوق فقال: الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له الف ألف درجة» [رواه الإمام أحمد والترمذي].
فضل دعاء السوق:
تتجلى عظمة الدين الإسلامي في رحمة الله الواسعة بعباده من خلال تيسير السبل لتحصيل الثواب لهم وذلك من خلال العبادات والأعمال الصالحة والأخلاق الإسلامية الجليلة التي يجب على كل مسلم ومسلمة التحلي بها ومن خلال هذا الدعاء الذي يخبرنا به رسول الله صل الله عليه وسلم يظهر لنا فضل هذا الدعاء في تحصيل الثواب من ذكر الله وهو ما يجب على المسلم في كل وقت وكل مكان وليس في السوق فقط فقد قال الله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:35]، وقال: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة:10]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [سورة الأحزاب: 41] ، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «سبق المفردون» قيل يا رسول الله من المفردون؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات».
فالذكر مطلوب من المسلم والمسلمة في جميع أمور حياتهم عند الأكل عند الشرب عند النوم عند اللبس عند السوق، ولا يتوقف عند حد أو عدد معين كما أن تحصيل الثواب فيه لا يقدر بعدد من الحسنات أو من السيئات ولكن عند دخول السوق وهو مكان تشغله الفوضى وعدم الترتيب وكثيرًا ما يحصل فيه اللغط والكذب والحلف الله باطل يجعل الإنسان في حاجة لذكر الله بشكل أكبر حتى يخرج من هذه الصراعات الحاصلة داخل الأسواق حتى وإن باع أو اشترى.
رأي الإمام ابن باز في صحة دعاء السوق:
يرى الإمام ابن باز رحمة الله عليه أن هذا الحديث وإن كان من الأحاديث الضعيفة إلا أنه جاء في الحث على الذكر وهو مطلوب في السوق وفي غير السوق واللفظ المقصود: «كتب له ألف ألف درجة إلى غيره» هو لفظ غير صحيح، لكن الذكر في السوق وفي كل مكان مطلوب فقد قال الله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:35]ن فالله تعالى يحب من عباده أن يذكروه وأن يكثروا من ذلك.