فضل تقبيل الحجر الأسود
الحجر الأسود يشكل جزءا من الكعبة وهو النقطة التي يبدأ وينتهي بها الطواف. وهذا يعني أن له قيمة خاصة. فمن أين جاءت هذه القيمة وما هو السبب وراءها؟
الطواف من مكان الحجر الاسود
اعتمد المسلمون هذا العرف بالبدء بتقبيل الحجر الأسود في الطواف من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يعتبر أنه من الأفضل أن يكون الطواف قد بدأ بتقبيل الحجر الأسود إذا كان الشخص قادرا على ذلك. وفي كل مرة يمر به في بداية الطواف، يقوم بتقبيله إذا كان قادرا على فعل ما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم. فما هو سر هذه القيمة المعنوية للحجر الأسود وما هو حكم تقبيله؟ وأين كان موجودا منذ العصور القديمة؟
الحجر الاسود
الحجر الأسود هو جزء من الأركان الأربعة للكعبة، ويقع في الجزء الشرقي منها. يتكون الحجر الأسود من خمسة عشر كتلة حجرية مقسمة إلى أجزاء، بعضها صغير جدا. هذه الأحجار ليست سوى ثمانية، ويقال إن الأحجار السبعة الأخرى تستخدم في بناء الكعبة. يقال أن الحجر الأسود مغطى بمادة مصنوعة من العنبر، والتي تمزج بالشمع والمسك. يتواجد هذا الحجر فوق الحجر الأسود، وعلى الحجاج والمعتمرين تقبيله.
– يبلغ ارتفاع الحجر الأسود على سطح الأرض حوالي متر ونصف، والحجر الأسود هو واحد من أحجار الجنة، وكان لونه قبل أن ينزل إلى الأرض أبيض ساطع، وخفف الله نوره، وتم تثبيت ذلك من قبل النبي: صلى الله عليه وسلم حين قال: (إن الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءا ما بين المشرق والمغرب).
أهمية الحجر الأسود و مكانته في الإسلام
يعود أصل الحجر الأسود إلى الفردوس الأعلى، وكان من الأحجار فيه، ثم نزل إلى الأرض. وتم جلبه من السماء بأمر من الله عندما كان نبينا إبراهيم يبني الكعبة، حيث وضع جبريل الحجر الأسود في مكانه في البيت. وهناك أيضا رواية تقول إن جبريل جلب الحجر الأسود من الهند، حيث أخرجه آدم من الجنة بعد نزوله إلى الأرض.
مواصفات الحجر الاسود
إنه من أكرم المناطق على الأرض، وهو جزء مهم جدا من بيت الله الحرام، ويقع على الجانب الشرقي للدعامة اليمنية الثانية في جنوب شرق المسجد الحرام، ويبرز الحجر الأسود من الأرض بمقدار متر ونصف، ويقدر حجم الحجر الكلي بـ 15 قطعة، وما يمكن للرائي أن يراه هو سبع قطع مغطاة بالمعجون، حيث تم وضع مزيج من المسك والعنبر عليه والأحجار الأخرى في داخل الكعبة، ويقال أن طوله حوالي ذراع.
تقبيل الحجر الاسود
تقبيل الحجر الأسود يأتي تماشيا مع سنة رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وهو عرض للتسليم لأمر الله، ويعتبر من أهم الشعائر. وتم ذكر أهمية الحجر الأسود في العديد من المواضع في السنة المشرفة، بالإضافة إلى أن تقبيله يمكن أن يكفر الذنوب والخطايا.
أحاديث عن تكريم الحجر الأسود
رواه الإمام البخاري (122) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم حول الكعبة راكبا على بعير، وكلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكب.
– و (روى الإمام مسلم)، عن نافع قال: شاهدت ابن عمر يأخذ الحجر بيده، ثم يقبِّلها ويقول: `لم أدع هذا العمل منذ أن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله`.
ورد في (رواية الإمام مسلم) عن أبي الطفيل رضي الله عنه أنه رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم يطوف حول الكعبة ويستلم الركن بمحجن كان معه ، ويُقبِّل المحجن.
– و جاء في فضل استلامه أحاديثٌ منها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “والله ليبعثنه الله يوم القيامة ، له عينان يبصر بهما ، و لسان ينطق به ، يشهد على من استلمه بحق” (رواه الترمذي) عن ابن عباس، وصححه الألباني.
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وفقًا لرواية الإمام أحمد، أن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا.
– ويجب علينا أن ندرك أن الله قد حظر تقديس الأحجار والأشجار وما شابهها، وإن هذا الحجر له أهمية كبيرة بصورة خاصة، ولهذا السبب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: `إني أعلم أنك حجر لا يضر ولا ينفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك، ما قبلتك` (متفق عليه).