عواقب تدخلات الأقارب في الحياة الزوجية
أساس الحياة الزوجية السعيدة هو الحب والرحمة، ولكن في بعض الأحيان، تتحول الحياة الزوجية إلى جحيم بسبب المشاكل المحيطة، وغالبا ما يكون السبب الرئيسي وجود طرف ثالث من الأقارب يتدخل بين الزوجين، سواء كانوا من العائلة أو المعارف.
نتائج تدخل الأهل في الحياة الزوجية
عادة ما يلجأ أحد الزوجين إلى استشارة أهله في المشاكل التي يواجهها في السنوات الأولى من الزواج بسبب نقص الخبرة. فتلجأ الزوجة إلى أمها وتبدأ في شرح مشاكلها مع زوجها، حتى لو كانت مشاكل بسيطة. وبالمثل، يلجأ الزوج إلى والده أو والدته ويشرح مشاكله الشخصية مع زوجته. قد تكون المشكلة بسيطة جدا وتحتاج فقط إلى أن يجلس الزوجين معا ويتحدثا بصراحة. تنتشر هذه المشاكل في السنة الأولى من الزواج بسبب اختلاف الأطباع.
عندما تبدأ المشكلة بسيطة ويمكن حلها بالتواصل، يتدخل الأهل وينحازون إلى جانب الزوج أو الزوجة، وتتعقد الأمور لدرجة الوصول إلى الطلاق. ولذلك، يجب على الزوجين تفكير كثيرا قبل إدخال أي شخص ثالث في حياتهم الشخصية، ومحاولة الحوار مع الطرف الآخر لحل جميع المشاكل.
اسباب خروج أسرار الحياة الزوجية
تحدث بعض الحالات حيث يقوم أحد الزوجين بالحديث عن تفاصيل حياتهم لأحد الأقارب، وتشمل هذه الحالات:
1-زواج الأقارب: زواج الأقارب من أكثر الحالات التي يتم فيها تدخل الأقارب بصورة كبيرة، حيث أن صلة القرابة تجعل أحد الزوجين يرى أن هذا أمر طبيعي، فهم ليسوا أعراب، أو نتيجة لوجود بعض الأقارب الفضوليين الذين يريدون دائما التدخل وتقديم المشورة والتي غالبا تكون مدمرة.
2-عدم القدرة على تحمل المسؤلية: عندما يكون أحد الطرفين أو كلاهما صغيرا جدا في السن، ولا يستطيعان تحمل المسؤولية ولا يعرفان ما العمل عندما تواجههما المشاكل، وعدم قدرة أحدهما على الشعور بالانتماء للآخر، بسبب الاقتدام بحياة جديدة أو الإجبار على الزواج، وبالتالي يبدأ في قص أسراره على أقاربه وإدخالهم في جميع تفاصيل حياته.
3-عدم وجود حب بين الزوجين: عندما يحب الزوجان بعضهما وتوجد بينهما مشاعر قوية، فإن هذه المشاعر تكون مانعا لأي تدخلات خارجية، وعندما ينقطع هذا الحب، يمكن لأي شخص التدخل والتلاعب بحياة الزوجين.
4-المشاكل الزوجية: عندما يصبح الزوجان عنيدين ويتصيد كل منهما الأخطاء الصغيرة للآخر وتحدث خلافات زوجية بسبب أسباب تافهة، فإن هذه الخلافات قد تؤدي إلى تدخل الأهل في شؤونهما.
دور الحموات في خراب الحياة الزوجية
تتدخل الحموات في حياة أبنائهن الزوجية دون استئذان أو طلب. تكون أم الزوجة غيورة جدا من زوجة ابنها، فبعد أن كان الابن ملكا لها ومطيعا لها، يدخل حياته امرأة أخرى وتبدأ الأم في الخوف من أن تسلبها زوجة ابنها حبه وتشاركه فيه. تبدأ الأم بالتدخل ومحاولة فرض السيطرة على زوجة ابنها، حتى تجعلها مطيعة لها.
ترغب أم الزوجة في أن يصبح زوج ابنتها مطيعًا لها ويوافق على وضع خاتم في إصبع ابنتها، وتعتقد أن هذا سيجعل ابنتها سعيدة، وعندما يرفض الزوج الامتثال لهذا الطلب، تبدأ المشكلات ويتعكر حال الزوجية لابنتها.
يجب على الزوجين تذكُر حديث أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، حيث قال: “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها”، وهذا صحيح مسلم.
ومن الأحاديث الشريفة يمكننا أن نجد أن الكشف عن أسرار الحياة الزوجية من الأشياء المحرمة، وذلك لأن له تأثيرًا سلبيًا على العلاقة الزوجية ويشكل تهديدًا كبيرًا لها.