عواقب الطمع في الدين الإسلامي
الطمع هو نزوع النفس إلى الشئ شهوة له، وعندما يطمح المسلم إلى مال أو منصب زائل في الدنيا فإن ذلك يعد أمرا مذموما، فالطمع يمكن أن يؤدي بصاحبه إلى ارتكاب المعاصي وخداع الآخرين من أجل المصلحة الشخصية .
الطمع هو فقر دائم
الطمع يحرم البركة ويجعل الشخص يشعر بالفقر الدائم، فهو يؤدي إلى إهانة الذات في سعي الرزق بدلا من الاعتماد على الله والرضا بما هو مقدر، ونجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من الطمع والجشع، حيث قال كما ورد في حديث زيد بن أرقم عند مسلم وغيره… `اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع…`.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة، عند البخاري وغيره: `تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، فإن أعطي فرح، وإن لم يعط سخط، تعس وانكس، وإذا شك فلا انتقش`. وحذرنا الإمام علي من الطمع قائلا: `فساد الدين الطمع`، وقال أيضا: `من أراد أن يعيش حرا أيام حياته، فلا يسكن الطمع قلبه` .
آيات قرآنية في ذم الطمع والجشع
قال تعالى في سورة التوبة :
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ” .
قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من اللـه ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتىٰ يأتي اللـه بأمره ۗ واللـه لا يهدي القوم الفاسقين
قال تعالى في سورة النساء :
لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، فللرجال نصيب من ما اكتسبوه وللنساء نصيب من ما اكتسبنه. واستغيثوا بالله من فضله، فإن الله بكل شيء عليم .
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأكُلُوا أَموَالَكُم بَينَكُم بِالبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِنكُم وَلا تَقتُلُوا أَنفُسَكُم إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُم رَحِيمًا* وَمَن يَفعَلْ ذَلِكَ عُدوَانًا وَظُلمًا فَسَوفَ نُصلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا ” .
كيفية علاج الطمع
لكي ينتزع المسلم تلك الصفة البغيضة منه عليه أن يتحلى بالرضا والقناعة، وأن يعلم أنه لن يحصل من الدنيا إلا ما كتبه الله له، وعليه أن لا يجعل حب المال يلهيه عن ذكر الله تعالى، بل على العكس يجب عليه أن يجعل من المال الذي أعطاه له سبيلاً لرضا الله، وأن يحرص على أداء الزكاة حيث أن فيها شفاء للقلب من الطمع .
– يجب علينا أن نكون كرماء تجاه الآخرين، فالكرم هو أقصر الطرق للتخلص من الطمع، كما يجب أن نكون أمناء على أموال الآخرين وعدم المطالبة بالزيادة إذا كان لدينا ما يكفي، ويجب أن نتذكر الله في كيفية الحصول على أموالنا، حتى لا نجمعها من المحرمات التي تغضب الله تعالى .
الفرق بين الطمع والطموح
ينبغي التنويه إلى أن هناك فرقا كبيرا بين الشخص الطموح والشخص الطماع. الشخص الطموح هو الذي يحدد مجموعة من الأهداف التي يسعى لتحقيقها، ويبذل جهودا واضحة ويعمل بجدية، وبالإضافة إلى ذلك، يعتمد على الله ويثق به ويقبل قدره ولا يشعر بالاستياء من وضعه أبدا. أما الشخص الطماع، فهو تماما العكس، حيث لا يرضى بقدره ويبحث دائما عن المزيد، حتى إن كان عليه أن يتخذ طرقا تغضب الله للحصول على ما يريد .