عمل الرسول في التجارة
ماذا كان يعمل الرسول صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل بيديه ليكسب قوت يومه، حيث كان يرعى الأغنام ويتاجر، وكان ذلك جزءا من أعماله اليومية كرسول
- كان عمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في صغره هو رعاية الأغنام.
وقد ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: `ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم`
فقال أصحابه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: `نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة`. وذلك ورد في صحيح البخاري.
القراريط هي جزء من الدرهم أو الدينار.
- قام الرسول صلى الله عليه وسلم بممارسة التجارة مع عمه أبي طالب كما فعل.
- وعمل النبي صلى الله عليه وسلم لدى زوجته خديجة رضي الله عنها، كما هو معروف في كتب السيرة النبوية.
- مسموح له أن يأخذ قوت يومه من الفيء، وهو ما يحصل على ما يأخذه المؤمنون من الكفار دون قتال، بالإضافة إلى الغنائم، وهي ما يحصل عليه المؤمنون من الكفار بالقتال.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: `بعثت بين يدي الساعة بالسيف، حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي.` هذا ما رواه أحمد.
تفسير حديث حافظ ابن حجر يشير إلى فضل الرمح وأهمية حل الغنائم وتوزيعها على هذه الأمة، وكذلك إلى أن رزق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الغنائم بشكل رئيسي، لذلك يعتبر العلماء أنها أفضل المكاسبات.
قصة تجارة الرسول مع خديجة
كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، حيث كانت تستأجر الرجال للعمل معها والتجارة في مالها، وكان ذلك نوعًا من المضاربة، حيث تشاطرهم ذلك المال، وكانوا يتفقون عليه.
أهل قريش كانوا يتمتعون بمهارة التجارة ويمارسونها.
وتم تقديم عرض للنبي محمد عليه الصلاة والسلام للعمل معها في التجارة، بعد سماعها عن صفات الرسول الحسنة، فقد كان معروفا بالصدق في حديثه وأمانته العظيمة وأخلاقه الكريمة.
عرضت عليه أن يأخذ النبي محمد مالها للتجارة في الشام، وستُعطيه مقابلًا أفضل مما كان يأخذه غيره من التجار في عملهم معها.
بعثت السيدة خديجة عرضاً إلى النبي محمد، وكان ذلك عن طريق غلامها ميسرة، فقبل النبي عرض السيدة خديجة، وخرج ليتحصل على مالها برفقة غلامها ميسرة، وذهب إلى الشام.
لديه قصة مع الغلام ميسرة، حيث نزل النبي صلى الله عليه وسلم تحت ظل شجرة، وكانت هذه الشجرة بالقرب من صومعة راهب من الرهبان.
طلب الراهب منه الاطلاع على المنظر، ثم سأله عن الرجل الذي نزل تحت تلك الشجرة
قال ميسرة للراهب أنّ الرجل الذي يتحدث معه من رجال قريش وهو من أهل الحرم، فأجاب الراهب قائلاً: لم ينزل تحت هذه الشجرة أحدٌ قط إلا نبي.
حديث الرسول عن التجارة
لم يتم ذكر نص صريح يفضل إحداهما بين التجارة والعمل كأجير، ولكن هناك أحاديث في السيرة النبوية التي استنبط منها العلماء أن التجارة تفضل على غيرها من المكاسب.
عن ابن ماجه عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: `التاجر الأمين الصادق المسلم مع الشهداء يوم القيامة`
وفي حديثٍ آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التاجر الصادق الأمين هو مع النبيين والصديقين والشهداء
و قيل: سُئل الرسول الكريم: أي الأرزاق أطيب؟ فقال: عمل الإنسان بيده، وكل بيع مبرور
– استنتج العلماء من تلك الأحاديث أن حرفة التجارة هي أحسن المكاسب، ولكن كان هناك رأيًا آخر لدى بعض العلماء.
لقول الاية الكريمة: وعلم أن من بينكم سيكون مرضى وآخرون يضربون في الأرض، يسعون لفضل الله
يتعلق ذلك بالمسافرين الذين يسافرون للتجارة ويبحثون عن رزق من الله، وفي نفس الآية يأتي ذكر الجهاد، وكانت التجارة قد سبقت الجهاد الذي هو سنام الدين
عمل الرسول قبل البعثة
نشأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بيئة شريفة، وكانت حياته قبل بعثته حياة فاضلة، ولم يشهد عنه أي سوء، وكان تحت حماية الله سبحانه وتعالى، يحفظه من أفكار الجهل والأعمال الرذيلة.
يريد الله سبحانه وتعالى لنبيه أن يدعو الناس للإسلام ويصبح خلقًا رفيعًا وأشرفهم وأفضلهم وأعظمهم، وأن يتمتع بجوار حسن ويعرف بأنه الصادق الأمين.
جمع الله سبحانه وتعالى في نفسه الصفات الحميدة، فهو يوحد الله ومن كرماء الناس، وأوفاهم وأطهرهم، وأكثرهم عفة.
كانت عقيدته سليمة قبل البعثة، وكان صادقًا في الإيمان ولم يتعرض لأي شوائب من الجاهلية، ولم يسجد لأي صنمٍ ولم يذهب إلى عراف أو كاهن كما كان يفعل الناس في الجاهلية.
- يُذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم في بداية شبابه.
- عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في التجارة مع السيدة خديجة عندما كان في الخامسة والعشرين من عمره.
عمل الرسول تاجرًا
كان العمل من أجل كسب العيش من سنن الأنبياء والرسل الذين سبقوا، وقد كان النبي محمد يعمل في التجارة.
كانت رحلة النبي قبل نبوته مرتبطة بعمله في التجارة برفقة زوجته السيدة خديجة، وكانت قد عرضت عليه زيادة ما يعطيه لمن كان يعمل معها بسبب صدق أمانته وأخلاقه الكريمة.
كان النبي صلى الله عليه وسلم شريكًا للسيدة خديجة في عملها وله نسبة من أرباح التجارة، ولم يكن يعمل لديها.
لا يوجد دليل على صحة الزعم الذي يفيد بأن السيدة خديجة استأجرت النبي، وهذا القول غير صحيح ولا يوجد دليل على صحته
اشتغال الرسول بالرعي والتجارة
: “عند البحث عن سيرة النبوية، نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم نشأ وهو شخص كريم وحر، وكان يأكل من عمل يديه، وفي بداية شبابه خرج للعمل في رعي الأغنام.
كان راعياً للأغنام لأهل مكة، وبعد ذلك انتقل إلى العمل في التجارة، وشارك الناس في تجارتهم، بمن فيهم زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها.
شارك رجل يدعى السائب بن أبي السائب المخزومي في عمل التجارة مع النبي محمد، وكان أفضل الشركاء في العمل. جاء إلى النبي محمد بعد هجرته من المدينة إلى مكة في يوم فتح مكة، ورحب به النبي وقال له: `مرحبا بأخي وشريكي`.
البيئة التي نشأ فيها النبي محمد عليه الصلاة والسلام كانت بيئة صحراوية ممتازة، ولم يكن لديه أي معرفة أو خبرة في مهن الزراعة أو الصناعة إلا القليل جدًا.
في ذلك الوقت، كان التجارة هي المهنة الشائعة التي كان يعمل بها معظم أفراد قومه، وهي تعتبر مصدر رزقهم وكسبهم وتتناسب مع البيئة التي يعيشون فيها.
كان أغلب أصحاب المهن التجارية من سكان المدن في الجزيرة العربية، وخاصةً في مكة.
كانت لأهل مكة مكانة مهمة في المجتمع، وتميزوا بمركزهم في التجارة بسبب مكانتهم في الحرم، مما جعلهم غير عرضة لأي تعرض أو ضرر في تجارتهم.
فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: `أم لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا، وأن الناس يتخذون من حولهم آمنين؟ أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون` (سورة العنكبوت 67)