علاج ساد العيون بدون جراحة
مرض الساد هو أحد الأمرض التي تُصيب العيون ، و قد أشارت الإحصاءات إلى أن هناك ملايين الأشخاص يعانون من ساد العيون حول العالم ، و حتى وقت قريب كانت الجراحة هي الحل الوحيد و الأمثل للقضاء على هذا المرض ، و لكن في وقت قريب توصل العلماء إلى نوع من أنواع العلاج غير مكلف و سهل الاستخدام و هو عبارة عن قطرة للعين.
مرض الساد
مرض الساد أو الماء البيضاء على العين هو تعكر أو عتامة في عدسة العين، وينقسم المرض إلى نوعين، الأول بسيط ولا يؤثر بشكل كبير على النظر، والآخر يمكن أن يؤدي إلى فقدان حاد للنظر، ويجعل عدسة العين ضبابية بشكل كبير، وإذا تم تجاهل المرض، يمكن أن يؤدي إلى العمى.
أسباب مرض الساد
يحدث هذا بسبب تداعي بنية البروتينات البللورية المكونة لعدسة العين؛ حيث تتجمع تلك البروتينات المتداعية معا لتشكل طبقة بيضاء مزرقة أو بنية اللون، مما يسبب الرؤية الضبابية. أشار العلماء إلى أن هذا الضباب يحدث بسبب تكسر والتصاق مجموعة من البروتينات، مما يسبب هذا الخلل. يعرف مرض الساد بأنه لا ينتقل من عين إلى أخرى، ولكنه يمكن أن يصيب العينين في نفس الوقت. يوجد الملايين حول العالم يعانون من هذا المرض، وحوالي 17.2% من الأمريكيين الذين تجاوزوا سن الـ40 مصابون بهذا المرض.
علاج مرض الساد
كانت الجراحة باستخدام الليزر أو المشارط الوسيلة الوحيدة المعروفة لعلاج مرض الساد قبل فترة قصيرة، حيث يتم قطع الجزيئات التي تتشكل في العين أثناء تطور المرض، وقد يتم استبدال العدسات أحيانا، ولكن هذه العمليات كانت خطيرة وتحمل نسبة نجاح أو خطأ، ولذلك سعى العلماء لتطوير دواء جديد للتخلص من الحاجة إلى هذه العمليات.
اكتشاف عقار جديد لمرض الساد
هناك علماء في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا في جامعة كاليفورنيا، قاموا بتطوير عقار جديد يمكن استخدامه على شكل قطرة للعين، يهدف إلى إذابة الساد من العين أو تقليص كميته. عمل العلماء لسنوات على طفرات وراثية تصيب بروتينات الكريستالين، التي قد توفر رؤى جديدة، وتمهد الطريق لعلاج بديل. جاءت فكرة القطرة بعد أن أدرك الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من عتامة العدسة وراثيا، يتشاركون بطفرة توقف إنتاج اللانوستيرول (Lanosterol).
بالنسبة للقطرة الجديدة، فهي مشتقة من الستيرويد، وتتألف من مجموعة واسعة من المركبات الكيميائية ذات الهيكل الكربوني المميز. تتبع هذه المركبات فئة المواد ذات أهمية كبيرة لجسم الإنسان. يوجد اللانوستيرول، وهو مركب موجود بشكل طبيعي في الجسم ويعرف أيضا باسم الستيرويد، في القطرة الجديدة. قام العلماء باستخدامه لمحاربة مرض الساد. تمت تجربة هذه الفكرة على الأرانب والكلاب المصابة بمرض الساد، حيث تم علاجها باستخدام القطرات. لاحظ الفريق تحسنا ملحوظا في حالتها، وأصبحت أفضل مما كانت عليه. يتم حاليا تعديل القطرات وإجراء مزيد من التجارب لتقييم تأثيرها على البشر.