عدوى الغدة النكافية وتأثيرها على الحمل والجنين
يمكن لأي عدوى فيروسية أن تؤثر على الحمل، ولكن مع عدوى الغدة النكافية هناك أدلة علمية تشير إلى زيادة معدل وفيات الأجنة، ويحدث ذلك غالبا في الثلث الأول من الحمل، ولكن هذه الأدلة تعود إلى عام 1960م، فهل أثبت العلم الحديث ذلك
ما هي عدوى الغدة النكافية؟
عدوى الغدة النكافية هي عبارة عن عدوى فيروسية بسبب فيروس اسمه paramyxovirus، و هو فيروس معدي جدا و تنتقل العدوى منه بسهولة، و تنتشر بشكل كبير بين الأطفال، عن طريق العطس و الكحة و الرذاذ الذي يخرج معهما، أو عن طريق ملامسة الجلد الملوث بالفيروس للأغشية المخاطية للأنف و العينين و الفم، و فترة حضانة هذا الفيروس تمتد حوالي من 12 إلى 25 يوما، و يكون مصحوبا بأعراض طفيفة، و لا يكون الشخص في فترة الحضانة معديا لغيره في البداية، ثم قبل بداية ظهور الأعراض يكون الشخص معديا للآخرين، و يظل الشخص ناقلا للعدوى لعدة أيام بعد ظهور أعراض المرض.
أعراض عدوى الغدة النكافية
يكون المرض مصحوبا بانتفاخ في الغدد المنتجة للعاب، و يكون هذا الانتفاخ مؤلما، مع ارتفاع في درجة الحرارة، و آلام بالعضلات و الشعور بالإجهاد و عدم الرغبة في الأكل، و تسبب عدوى الغدة النكافية في بعض الحالات التهاب في الأعضاء التناسلية مثل المبايض في الأنثى و الخصيتين في الذكور، و كذلك التهابات في البنكرياس و الغدد اللبنية، و من المضاعفات النادرة لعدوى الغدة النكافية حدوث فقدان لحاسة السمع و التهاب السحايا المعقم، و التهاب المخ.
العدوى بفيروس الحصبة في بداية الحمل وتأثيرها على الأجنة
تعتبر الإصابة بعدوى الغدة النكافية خلال فترة الحمل أكثر خطورة من الإصابة بالعدوى لدى الأشخاص العاديين، حيث أن دراسة أجريت في عام 1960 قبل اكتشاف تطعيم فيروس النكاف أثبتت أن معدل الوفيات بين الأجنة بسبب إصابة الأم بعدوى الغدة النكافية خلال الحمل أعلى من المعدل الطبيعي.
تم إجراء دراسة على خمس سيدات حوامل قبل عشرة أيام من الإجهاض، حيث تم إعطاؤهن جرعة ضعيفة من فيروس الغدة النكافية. عند فحص الأجنة والمشيمة، وجد الأطباء أن المشيمة تحتوي على الفيروس بكميات قليلة وأن للفيروس أي تأثير داخل أنسجة الأجنة. ورجح الأطباء أن السبب غالبا يعود إلى قصر المدة بين حقن الفيروس في دم الأم والإجهاض.
يمكن أن يؤثر عدوى الغدة النكافية على نهاية الحمل
تم إجراء دراسة أخرى على ثلاث أمهات في فترة ما حول الولادة، و كانوا يعانون من الإصابة بعدوى الغدة النكافية قبل الولادة، و كانت الأعراض ما زالت موجودة أثناء الولادة، و وجد الأطباء أن واحد فقط من هؤلاء الأطفال ظهرت عليه أعارض عدوى الغدة النكافية بعد 42 يوم من الولادة، و تم إثبات ذلك بالفحص المعملي، أما الطفل الثاني فقد أصيب بالالتهاب الرئوي بعد أسبوع من الولادة، و عانى من عدة مشاكل ب الجهاز التنفسي طوال الإثني عشر شهرا الأولى من حياته، و لم يتأثر نمو هذين الطفل بأي شكل، أما الطفل الثالث فكان طبيعيا جدا و لم تظهر عليه أي أعراض لعدوى الغدة النكافية أو مضاعفاتها.
تأثير العدوى بالغدة النكافية على الأم خلال فترة الحمل
لا توجد علمية تثبت تأثير الإصابة بعدوى الغدة النكافية على الأم في فترة الحمل، فغالبا تصاب الأم بنفس الأعراض التقليدية المعتادة لعدوى الغدة النكافية، و لا يوجد أيضا اي إثبات علمي حول تعرض الأم الحامل للمضاعفات بنسبة أكبر من الأشخاص العاديين، و لذلك لا توجد أي توصيات طبية بضرورة إعطاء المرأة الحامل التي أصيب بعدوى الغدة النكافية بعلاج خاص غير العلاج المعتاد، و يكون العلاج عن طريق تزويد الأم بالسوائل و وصف أدوية مسكنة للألم، و أدوية خافضة للحرارة.