عثمان بن طلحة حاجب بيت الله الحرام
عثمان بن طلحة كان حاجب بيت الله الحرام في الإسلام والجاهلية. كان هذا الرجل يحمل لواء قريش في معاركها الهامة، وقد أظهر شجاعته وتفانيه في الجاهلية والإسلام. حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنه: “ما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة .
عثمان بن طلحة
– كان أحد زعماء و أشراف مكة ، و قد كان يعادي الإسلام مثلهم جميعا ، حتى أعلن إسلامه فقد كان أشد الكفار ، معاداة للدين الإسلامي فلم يجد جهدا في محاربة أتباعه ، حتى أنه حين لم يتمكن من محاربة صاحبه مصعب بن عمير ، حين عرف أنه أسلم فوشى به عند أمه ، حتى حبسوه قومه مما أدى إلى هجرته الأولى إلى الحبشة .
كانت نظرة أولية له للمسلمين، وكانت مليئة بالازدراء تجاههم، حيث كانوا فقراء مساكين، لا جاها لهم ولا سلطانا، وظل على هذا النحو حتى جاءه رسول الله، الذي كان يسعى لفتح بيت الله الحرام، حيث كان يرغب في الصلاة بداخله، ولكنه رفض ذلك وقال إن وقت دخول الكعبة المشرفة هو وحده من يحدده ويقرر، وفي هذه الواقعة، أغلظ على النبي حتى قال له النبي يوما ما: “سترى هذا المفتاح بين يديك”، وفي رواية أخرى، دعاه النبي الله إلى الإسلام .
عثمان بن طلحة بين العداء والنبل
زاد هذا العداء للمسلمين في قلب عثمان بن طلحة عندما قتل المسلمون أخوته وأباه، وعلى الرغم من هذا العداء، فإن شخصيته لم تنس نبلها وأصلها كباقي العرب. كانت لديه تلك الشهامة التي أشادت بها زوجة النبي، أم سلمة. عندما زاد القمع عليها وعلى زوجها وابنها، تم فصلها عنهم وظلت تبكي كل يوم حتى المساء في الكعبة، ولم يرحمها أحد منهم. حتى وجدتها عثمان بن طلحة وقال لها: `حقك على زوجك ما شئت`. ورغم اختلافه معها، كان رحيما بها. مرت الأيام حتى أدرك أن الإسلام هو الخير وذهب إلى رسول الله .
إسلام عثمان بن طلحة
– ذهب عثمان بن طلحة إلى رسول الله في المدينة ، و عند ذهابه صادفه في طريقة خالد بن الوليد و عمرو بن العاص ، و قد كانوا ذاهبين إلى رسول الله من أجل إشهار إسلامهم أيضا ، و ما أن وصل الخبر إلى رسول الله حتى سعد كثيرا ، بمجيئهم فكان يقول أنهم وجوه مكة .
بعد إسلام عثمان بن طلحة، كان عليه العودة إلى منصبه في مكة، وكان هذا المكان هو المكان الوحيد الذي يمكنه العمل فيه .
كان قلبه مشتغلًا بحب الله والتفاني فيه، وكان يهتم بتعمير المساجد ولم يشغله شيء عن الصلاة .
عثمان بن طلحة يوم فتح مكة
– حينما تم فتح مكة قام بإحضار مفاتيح الكعبة ، و اعطاها لرسول الله بعدها خرج رسول الله ، و في يده هذه المفاتيح معلنا للناس انتهاء الوثنية ، و أن العبادة هي الإسلام بعدها ، خرج عليه الناس ليطالبوه بتغيير النظام القائم عليها مكة المكرمة ، و لكنه رفض ذلك و قال لهم اليوم يوم بر و وفاء و قد استأمن عثمان بن طلحة على مفاتيح الكعبة مجددا .
كان عثمان بن طلحة أحد المرافقين لرسول الله في عودته إلى المدينة المنورة بعد الفتح، وبقي مرافقًا لرسول الله حتى توفي .
توفي عثمان بن طلحة شهيدًا في موقعة اجنادين في الشام .