طرق لتحسين الوعي الذاتي في علم النفس
كثيرا ما نكذب على أنفسنا بشأن التقدم الذي نحرزه بشأن الأهداف الهامة، فمثلا إذا كنا نريد أن نفقد الوزن، قد ندعي أننا نأكل طعاما صحيا، لكن في الواقع لم تتغير عاداتنا الغذائية بشكل كبير، وإذا أردنا أن نكون أكثر إبداعا، فقد نقول إننا نحاول أن نكتب أكثر، لكننا في الواقع لا نلتزم بجدول زمني صارم للكتابة، وإذا أردنا تعلم لغة جديدة، قد نقول إننا كنا متسقين مع ممارستنا الدائمة، رغم أننا تخطينا الدراسة الليلة الماضية وقمنا بمشاهدة التلفاز، نحن نستخدم عبارات فاترة مثل : ” أنا أقوم بعمل جيد مع الوقت المتاح لي “، أو ” أنا أحاول بشدة في الآونة الأخيرة “، وعادة ما تكون هذه مجرد أعذار واهية، تجعلنا نشعر بتحسن حول تحقيق هدف لم نحرز تقدما حقيقيا تجاهه .
أهمية الأكاذيب الصغيرة على النفس
تعد هذه الأكاذيب الصغيرة أمورًا هامة، حيث إنها تُحَدِّ من وعينا الذاتي، وهذا لأن المشاعر مهمة ولها مكان داخلنا، وبالتالي، عندما نستخدم عبارات حسنة تدل على أننا نتقدم في الحياة بينما لا نفعل ذلك في الواقع، فإن ذلك يؤدي إلى الكذب على أنفسنا بشأن ما نفعله فعلًا .
أدوات لتحسين الوعي الذاتي
إذا كان الشخص جادا في السعي للتحسن في شيء ما، فإن إحدى الخطوات الأولى التي يجب عليه القيام بها هي معرفة المكان الذي يقف فيه فعليا. وبالتالي، يحتاج إلى تحسين الوعي الذاتي قبل أن يتمكن من تحقيق تحسين الذات. وفيما يلي بعض الأدوات التي يمكن استخدامها لتعزيز الوعي الذاتي والتفكير الذاتي الإيجابي:
1- تدوين الإنجازات في دفتر الإنجازات
تدوين الإنجازات التي يقوم بها الشخص، مثل تسجيل جميع التمارين الرياضية التي يقوم بها، يمكنه من إعادة التدريبات القديمة ومراجعة التقدم الذي حققه. وقد أظهرت الدراسات النفسية أن هذه الطريقة مفيدة جدا، خاصة عند تكرارها أسبوعيا. عندما يذهب الشخص إلى صالة الألعاب الرياضية في الأسبوع المقبل وينظر إلى الأوزان التي رفعها في الأسبوع السابق، سيحاول زيادة أداءه حتى لو بشكل طفيف. والأمر بسيط جدا، ويساعد دفتر الإنجازات هذا على توفير الوقت، ومن خلال متابعة هذه العملية الأساسية، يمكن تحقيق تحسينات واضحة في كل أسبوع .
2- تقارير المراجعات السنوية
في نهاية كل عام، يجب القيام بإجراء المراجعة السنوية، حيث يلخص الشخص التقدم الذي أحرزه في مجال الأعمال والصحة والسفر وغيرها من المجالات،على مدار العام، وهذا الأمر يعطي فرصة لتتبع وقياس الإنجازات التي قام بها في الحياة، وهذه التقارير على الأقل ستجبر الشخص على تتبع أهم القضايا التي قام بها، وتسليط الضوء عليها .
3- تتبع الوقت
يجب على الشخص أن يتتبع كيفية قضاء ساعات العمل أسبوعيا، فقد يكون الشخص يعتقد لفترة طويلة أنه يستخدم وقته بشكل منتج، ولكن عند تتبع الوقت الذي يقضيه، قد يكتشف أفكارا مثيرة للاهتمام، مثل كمية الوقت الذي يقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، وعند تتبع الوقت، سيكون لكل شخص فكرة واضحة عن كيف يقضي وقته وأين يقف فعلا، وبالتالي يستطيع بدء تحسينات محسوبة .
أهمية التوعية الذاتية
إذا لم يكن الشخص على دراية بما يفعله فعليا، فإنه من الصعب جدا تغيير حياته بأي شكل من الأشكال. إن محاولة بناء عادات أفضل بدون وعي ذاتي تشبه إطلاق السهام في الظلام، حيث لا يمكن للشخص أن يتوقع أين ستصل السهام، ولا يمكنه التأكد من إصابة الهدف. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد قليل جدا من الأشخاص الذين يتصرفون بشكل صحيح بشكل طبيعي دون قياس سلوكهم. على سبيل المثال، هناك أشخاص يتناولون وجبات غذائية عالية في السعرات الحرارية بدون قلق، لأن كل منهم يعرف بالضبط كمية الطعام التي يتناولها. ويتحقق ذلك بعد عدة أشهر من حساب السعرات الحرارية وقياس وجباتهم، مما يمكنهم من تطوير القدرة على تقييم وجباتهم بشكل مناسب .