الماء هو أحد الأساسيات الضرورية لبقاء الإنسان على قيد الحياة على سطح الأرض. لا يستطيع الإنسان أو الحيوان أو حتى النبات العيش بدون الماء، ولا يمكن الاستغناء عنه. مع مرور الوقت، تنخفض مصادر الماء الصالحة للاستخدام بسبب تعرضها للتلوث، بالإضافة إلى زيادة الكثافة السكانية بشكل مدهش، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الماء. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مصادر الماء الطبيعية نادرة، ويتم استغلالها واستخدامها بشكل سيء من قبل الإنسان. لذا، يجب على الإنسان أن يوجه استهلاكه للماء ويحافظ عليه، ويتحمل الدول والحكومات المسؤولية في حماية مصادر الماء لمنع نفادها وتجنب مشكلة الفقر المائي.
كيفية ترشيد المياه بالنسبة للأفراد
يجب على الشخص فتح صنبور الماء فقط عندما يحتاج إليه، وعدم تركه مفتوحا بعد الانتهاء من استخدامه، والتأكد من إغلاقه بشكل جيد لتجنب تسرب الماء دون انتباه، ويمكن الاستعانة ببعض الأجهزة لتوفير الماء واستخدامه بشكل فعال، والقيام بإصلاح أي صنبور أو ماسورة معطوبة لتجنب استنزاف المياه، وفي حالة وجود أشجار أو حديقة يمكن استخدام مياه الوضوء أو غسل الفاكهة لريها.
ترشيد استهلاك الماء على المستوى الدولي
– على الدول أن تقوم ببناء الخزانات والسدود العملاقة لتقوم بتجميع الماء وتخزينه للإستفادة منها في وقت لاحق ، في حالة قلة مصادر الماء، ويجب أن تعمل الحكومات على نشر الوعي بين الناس وتعليمهم كيفية القيام بترشيد استهلاك المياء بالإضافة إلى كيفية استخدامه بصورة صحيحة من خلال إعداد الدورات التدريبية وتوزيع النشرات على المواطنين، ويجب على الجهات المختصة أن تتولى القيام بإصلاح كافة الأعطال أو التسريبات التي تحدث في شبكة المياه على الفور، وأن تقوم بالمحافظة على تلك الشبكة ممن لا يقدر أهمية الماء وقيمته.
– على الحكومات أن تبحث عن مصادر جديدة للمياه، مثل تحلية مياه البحر، أو تنقية مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة للاستخدام في الصناعة والزراعة، وبناء آبار لجمع مياه الأمطار واستخدام أحدث تقنيات حصاد المياه، ووضع قوانين تهدف لحماية المياه من التلوث وفرض غرامات على المسببين لنفاذ المياه وتلويثها.
ترشيد استهلاك الماء في المجال الزراعي
ينبغي سقي الأراضي الزراعية في ساعات مبكرة من الصباح أو عند غروب الشمس، حتى لا تتبخر المياه بشكل كبير، مما يؤدي إلى حاجة الأرض لكميات كبيرة من الماء لتحقيق الاستدامة، يجب اتباع أساليب الري الحديثة مثل الري بالتنقيط وتجنب الأساليب التقليدية مثل الغمر للحفاظ على الماء بدون إهداره.
ترشيد استهلاك الماء في المنازل
يمكن استخدام الصنبور للإستحمام بدلا من البانيو، ويجب فتح الصنبور فقط عند الحاجة وإغلاقه فور الانتهاء من الاستخدام. يجب تجنب استخدام البانيو قدر الإمكان، حيث يستهلك 140 لترا من الماء في كل استخدام. يفضل استخدام آلات غسيل السجاد المخصصة بدلا من خرطوم الماء الجاري، أو التعاون مع شركات متخصصة في غسيل السجاد لتوفير الماء. يجب مراقبة الأطفال وتعليمهم كيفية استخدام الماء وحثهم على الحفاظ عليه وعدم إسرافه. يجب غسل الفاكهة والخضروات في إناء ممتلئ بالماء بدلا من غسلها تحت الماء الجاري.
أسباب زيادة استهلاك الماء
هناك العديد من العوامل التي تسبب زيادة استهلاك الماء، منها زيادة عدد السكان بشكل كبير، مما يؤدي بدوره إلى زيادة في استهلاك الماء، بالإضافة إلى عدم وعي المواطنين بالتكاليف الكبيرة التي تنفقها الدولة لتوفير مياه الشرب، مثلا، من خلال تحلية مياه البحر. لذلك، يجب توعية الناس بأهمية ترشيد الاستهلاك، سواء في المدارس، أو المنازل، أو المستشفيات، أو الحدائق العامة والمساج.
تتسبب تمديدات المياه المتهالكة والمتضررة في حدوث تسرب للماء، ونسبة الماء المفقودة بسبب هذه التسريبات تصل إلى حوالي 30% من كمية الماء المستهلكة من قبل الإنسان، وهذه النسبة كبيرة جدًا. لذلك، يجب وضع خطة طويلة المدى لتجديد جميع التمديدات القديمة والتالفة للحفاظ على الماء.
طرق الري التقليدية المستخدمة في الحدائق والأراضي الزراعية تسبب ضياع المجهود والمال، لذلك ينصح باستخدام طرق الري بالتنقيط بدلا منها، وكذلك الصنابير القديمة التي تنفث كميات كبيرة من الماء أكثر مما يحتاجه الإنسان، واستخدامها يؤدي إلى إهدار الماء، لذلك ينصح باستخدام الصنابير الحديثة المطورة التي تساعد في التقليل من هدر الماء.
يجب تذكير الإنسان بشكل دوري بأن كمية الماء التي يستهلكها تتناسب طردياً مع التكاليف المالية المتعلقة به، ولذلك ينبغي له الترشيد في استخدام الماء حتى يتمكن من توفيره وتقليل النفقات المتعلقة به.