طبيعة العلاقة بين الاغريق و قدماء المصريين
تعتبر حضارة الإغريق وحضارة المصريين القدماء من أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية، حيث علمت هاتين الحضارتين العالم بالعديد من العلوم والحضارات مثل الطب والزراعة والهندسة والفلسفة وغيرها .
العلاقات التجارية
قامت بين الإغريق و المصريين القدماء العديد من العلاقات التجارية ، و يتضح ذلك من خلال الأثار التي تركها المصريون على جدران المعابد ، فيذكر أنه من بين النصوص التي تركت ، أنه كان هناك مجموعة من التجار ، تعاملوا مع المصريين ، و كان ذلك في عصر الملك أحمس ، و كذلك في عصر الملك إياح حتب هذا فضلا عن العديد من النصوص الإغريقية القديمة ، تلك التي تحدثت عن هذه العلاقات ، و عن الديموطيقية المصرية .
العلاقات أيام الملك أحمس الثاني
اتسمت طبيعة العلاقة بين المصريين و الاغريق بالهدوء و العلاقات الطيبة ، و في هذا الوقت كانوا يعرفوا باسم الهيلينيين ، ذلك الشعب الذي استعان بالأيونيين في الثورة على الملك من أجل الحصول على المستحقات الخاصة بهم ، و بعد ذلك نزحوا إلى مصر ، و قتها كان الملك الحاكم هو أحمس الثاني ، ذلك الذي ذكر في النصوص اليونانية باسم الملك أمازيس ، و الذي بدوره قرر بناء مدينة مخصصة لهؤلاء النازحين ، و قد أسمى هذه المدينة نوت قار إس إي ، و هذه المدينة تقع الأن في منطقة كوم جعيف ، وقتها كانت أول مدينة يونانية في المنطقة ، و كانت تحمل كافة التقاليد و الديانات الخاصة بهم .
الاسكندر المقدوني
كانت من أكثر العصور التي شهدت علاقات وطيدة بين المصريين و اليونانيين ، ذلك الوقت الذي شهد تولي الاسكندر الأكبر ، و قد اتسمت العلاقات في هذه الفترة بالتأرجح الواضح ، و بشكل خاص أن عند مجئ الاسكندر الأكبر إلى مصر لم يواجه أية مقاومة تذكر في منطقة الشمال و الدلتا ، في حين لم يتمكن نهائيا من دخول الصعيد ، ذلك الذي رفض الحكم الأجنبي بكل أشكاله ، و قد أقيمت له العديد من المعابد في الواحات البحرية ، و قد احتفل به المصريون بشكل كبير و يرجع السر في هذا الاحتفال إلى أنه كان سببا في طرد الحاكم الفارسي ، و قد اتسم عهد الاسكندر الأكبر بالفتوحات الكبيرة ، و الانصهار الواضح للحضارة المصرية و الاغريقية ، مما كان سبب في إثراء كلتا الحضارتين .
حكم البطالمة
– بعد أن توفى الاسكندر الأكبر حكم المصريين قائد جيشه الذي كان يعرف باسم بطليموس الأول ، ذلك الرجل الذي اتخذ الأسكندرية عاصمة لحكمه ، و من الواضح أن هذه الفترة من شدة انصهار الحضارتين معا باتا كشئ واحد لا يمكن فصله ، حتى أن الحضارة و المعتقدات التي خصت كل من الإغريق و المصريين قد انصهرت معا ، ربما لأن اليونان اعتادوا على طبيعة التقاليد و الديانة المصرية ، و مع الوقت صاروا يعتنقونها أيضا أو أنهم شعروا بمدى التقارب بين طبيعة الشعبين ، مما كان سببا في انصهار الحضارتين معا ، و كان على رأس الآلهة التي عبدت في هذه الفترة الإله آمون الذي عرف في واحة سيوة .
يتميز العصر البطلمي بتحويل الإسكندرية إلى مركز ثقافي هام في البحر المتوسط، وتأسيس جامعة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية. كما ظهرت ديانة جديدة في هذا العصر، وهي عبادة الإله سيرابيس التي كانت مزيجًا بين الديانات المصرية والإغريقية .
استمرت السلسلة البطلمية في حكم مصر حتى وصول الملكة كليوباترا السابعة، وشهد حكمها فترة من الازدهار. وانتهى الحكم البطلمي وانتهت العلاقات بين مصر واليونان بسبب الحرب الشهيرة التي قادها أغسطس، وتحولت مصر بعدها إلى مستعمرة يونانية .