صور قبة الصخرة من الداخل

 تعتبر قبة الصخرة المشرفة إحدى أهم المعالم الإسلامية في العالم، ذلك لأنها بالإضافة إلى مكانتها وقدسيتها الدينية، تمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية من جهة، ونظرا لما تحمله من روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة من جهة أخرى، حيث لفتت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا، نظرا لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية، حتى اعتبرت آية في الهندسة المعمارية.

لقد اهتم المسلمون برعاية وصيانة قبة الصخرة المشرفة على مر العصور الإسلامية المتعاقبة، وخاصةً بعد الخراب الذي أصابها نتيجة التأثيرات الطبيعية، مثل الهزات الأرضية والعواصف والأمطار والحرائق. ولم يتأخر أي خليفة أو سلطان في ترميمها والحفاظ عليها.

تسمية قبة الصخرة

يطلق على هذا المسجد اسم مسجد `قبة الصخرة` نسبةً إلى الصخرة المشرفة التي عرج منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج.

قبة الصخرة هي معلم هام في تاريخ العمارة الإسلامية ولها ارتباط وثيق بكل مسلم وعقيدته في الإسراء والمعراج. إنها أقدم بقايا في العمارة الإسلامية تشهد على نشوء فن العمارة الإسلامية وجمال زخرفتها الفريدة. كما يشهد بانيها، الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، بجهوده العظيمة ويعتبر وضعا لبنة أولى في تأسيس العمارة الإسلامية.

وصف قبة الصخرة

هو مبنى مصنوع من الحجر وله شكل مثمن، وطول ضلعه حوالي 12.5 متر. داخل المثمن الخارجي، هناك مثمن آخر في الداخل، وعلى كل ضلع من ضلاعيه الثلاثة يوجد ثلاثة أعمدة وثمانية أكتاف. داخل المثمن الثاني، يوجد دائرة مكونة من 12 عمودا وأربعة أكتاف. وفوق الدائرة، هناك قبة قطرها 20.44 مترا، وارتفاع القبة الحالي هو 35.30 مترا عن سطح الأرض. القبة مثبتة على رقبة أسطوانية تحتوي على 161 نافذة، وتغطيها طبقة من الجبس من الداخل وطبقة من الرصاص من الخارج. يحتوي المسجد على أربعة أبواب تتقاطع.

تتميز القباب الخارجية والداخلية بترتيبها على هيكل مركزي، حيث يتم ربط هيكل القبة الخارجية بإطار الأسطوانة الخارجية، ويتكون هذا الإطار من جسور خشبية متصلة ببعضها لتشكل سلسلة دائرية متصلة. وفوق هذه الجسور، يوجد شبكة خشبية يتم وضع طبقة الغطاء الخارجي عليها.

الصخرة المقدسة تقع في وسط المصلى، ويعتقد العامة أنها تطفو بين السماء والأرض، وهذا اعتقاد خاطئ. تحت الصخرة يوجد كهف يحتوي على محراب قديم يسمى مصلى الأنبياء، وتحيط الصخرة بحاجز خشبي مشغول بأعمال فنية تم تجديده عام 725 هـ بأمر من السلطان الناصر محمد بن قلاوون. هناك أربعة أعمدة مغطاة بالرخام تحمل الصخرة وتحيط بها بلاطات رخامية، وتوجد 12 عمودا رخاميا يحملون 16 عقدة صنعت على شكل رقبة أسطوانية، وتوضع القبة عليها.

زخارف قبة الصخرة

تم تغطية معظم أروقة وجدران المصلى من الداخل بالفسيفساء، والتي تمثل الفن الإسلامي في الزخرفة بصورة متناسقة ومتحدة في الأسلوب، حيث تم صناعة حجارة الفسيفساء محليا. وأجمل ما في هذه الزخرفة هي الآيات القرآنية المكتوبة بالخط الجليل في أعلى أقواس المضلع المثمن الأوسط، والتي تعتبر أقدم ما كتب من الخط العربي الجميل. وتحتوي أيضا المصلى على مجموعة من الألواح البرونزية المذهبة التي تغطي بعض الأبواب والأفاريز الواصلة بين أعمدة الأروقة، والتي تعد فريدة من نوعها في العالم بسبب أصالتها وجمالها وغناها الزخرفي، حيث يتم تزيينها بأوراق العنب والعناقيد بمهارة متجددة.

بناء على أحكام الديانة الإسلامية، تم التخلص من استخدام الصور التي تصور الإنسان والحيوان. واستبدلت بالأشكال الطبيعية والرسوم المركبة والتقليدية، ما أكسب المكان جمالا فريدا يتميز عن غيره بالسكينة والطمأنينة والتأمل العميق التي تثيرها في النفس. والزخرفة، بأشكالها المتنوعة، قابلة للتكييف والتعديل، ولا شك أن الفنان المبدع في صنعها كان متقنا للغاية في تطبيق المبادئ الأساسية لأساليب الزخرفة التي لم تول اهتماما كبيرا، وهي أن تتنافس الزينة والزخرفة مع المكان الذي تزينه. وتم تصميم الزخرفة الداخلية وفقا لمتطلبات البناء الداخلي.